رياضة

حسام الدين بدير: منصب المدير الرياضي قد يحدث الفارق في مصر.. وهذه أهدافي مع الهلال الليبي

حسام الدين بدير: منصب المدير الرياضي قد يحدث الفارق في مصر.. وهذه أهدافي مع الهلال الليبي

أعلن نادي الهلال الليبي تعاقده مع المهندس المصري، حسام الدين بدير، ليشغل منصب المدير الرياضي للنادي، في ظل خطة تطوير جديدة، يسعى من خلال لتجاوز الفترة العصيبة التي مرت بالكرة الليبية عامة، والهلال بشكل خاص.

وحسب ما كتب “بدير”، عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك، أنه إلى جانب عمله كمدير رياضي، سيكون مديرًا للتطوير؛ حيث ستكون من ضمن مهامه تطوير الجانب الرقمي والتكنولوجي، والتسويق والانخراط في أعمال الخدمة المجتمعية والتنمية المستدامة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية.

وتحدثت “شخابيط”، إلى أول وأصغر مدير رياضي مصري، لسؤاله عن قصته، وكواليس تعاقده مع الهلال الليبي، بالإضافة إلى رؤيته في تطوير صناعة كرة القدم المصرية، ونصائحه للشباب الذي يريد أن يسلك المجال.

حدثنا عن خلفيتك الدراسية، ولماذا تركت مجال الهندسة؟

أنا مهندس معماري تخرجت من جامعة القاهرة، كلية التخطيط العمراني – قسم التخطيط البيئي والتنمية المستدامة، تخرجت عام 2015 كأول الدفعة. الدراسة في كلية التخطيط العمراني بحكم تخصصها مختلفة نوعًا ما عن باقي كليات الهندسة فهي الوحيدة من نوعها في مصر ولأننا نركز أكثر على الجانب التخطيطي، التخطيط الاستراتيجي والتنمية الإقليمية والتخطيط البيئي المستدام بشكل أعمق وأوسع لم أجد أي صعوبة في توجيه ذلك نحو الرياضة حيث كانت معظم مشروعاتي بالكلية موجهة نحو التنمية عن طريق الرياضة حيث كان هذا شغفي الأكبر، لذا أنا ابتعدت عن المسار التقليدي للمهندس لكن لم أبتعد كلياً عن المجال الهندسي فمن وجهة نظري هو مجال تنموي شامل.

فبعد التخرج قررت دراسة الإدارة الرياضية بشكل أكاديمي حقيقي لدمج خبرتي الأكاديمية في التخطيط والتنمية بالرياضة فالتحقت ببرنامج الإدارة الرياضية بجامعة القاهرة بالشراكة مع جامعة نيوشتال السويسرية وبرعاية من الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA. وهكذا حصلت على شهادة مدير رياضي معتمد أتاحت لي العديد من الفرص للمشاركة في الأنشطة الرياضية والإدارية المختلفة.

اشرح لنا بشكل مبسط، ما هو برنامج الإدارة الرياضية المقدم من الفيفا؟

دبلوم الإدارة الرياضية برنامج يقام في جامعة القاهرة، بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات التجارية وتحت رعاية الإتحاد الدولي لكرة القدم FIFA ومركزها الدولي للدراسات CIES بالشراكة مع جامعة نيوشاتل السويسرية.

في الفترة من يناير وحتى نهاية مايو كل عام، ‏والبرنامج مكون من 6 مواد مقسمة على الفترة الدارسية كالآتي:

  1. الإدارة الرياضية
  2. الإعلام والاتصال الرياضي
  3. القانون الرياضي
  4. التسويق
  5. الإدارة المالية/التمويل
  6. تنظيم الأحداث الرياضية

بالإضافة إلى مشروع التخرج، وهناك قسم للدراسة باللغة الانجليزية وقسم للغة العربية.

‏البرنامج فرصة مميزة جداً لكل المهتمين بالمجال وقيمة وإضافة كبيرة انصح الجميع بها لصقل الموهبة عن دراسة وعلم.

72981490 1174230436121132 3548481407061852160 n

كيف بدأت علاقتك بكرة القدم والرياضة عموما؟

في كأس العالم 1998 كانت أولى المباريات التي أشاهدها مع والدي وكنت سعيد الحظ بوجود جهاز تسجيل فيديو ولدينا بعض الفيديوهات المسجلة من حينها، كنت أشاهد المباراة مرة تلو الأخرى حتى فهمت اللعبة وقوانينها بعمر السابعة، من بعدها وأنا أتابع كل أخبار كرة القدم والرياضة عموماً.

ومع دخول الانترنت وانتشاره بدأت المساهمة في المنتديات الرياضة كصانع محتوى في تغطية الأخبار وصناعة الفيديوهات وتحليل المباريات، حتى تطور الأمر لما أنا عليه الآن.

كيف أضاف لك العمل في مجال الإعلام والميديا الرقمية؟

مدين لكل شخص علمني ومنحني الفرصة بالكثير، فبداياتي كانت في الإعلام الرقمي كصانع محتوى وكانت لي فرصة العمل مع خبراء في مجال التسويق والإعلام مرورا بموقع “قل” أول موقع للرأي في مصر، ثم شركة “ديجيفاي” التي أدين لكل من فيها بالفضل خصوصًا رئيسة الشركة هند جمعة، ومديرة الإعلام الرقمي هند السماحي، من أشهر خبراء التسويق الرقمي في مصر، والتي لم تبخل عني بالمعلومة أبدًا و لا بالتوجيه وبالنصح.

وبعدها عملت في أحد أفضل الشركات المختصة في تسويق المحتوى الرياضي في الشرق الأوسط باللغة العربية وهي شركة كيجامي، وهذه الفرصة أتاحت لي أن أكون ضمن فريق عمل العديد من الأندية العالمية الكبيرة مثل، نادي ليفربول وتشيلسي وروما وبايرن ميونخ، أيضا أندية مثل آرسنال ومارسيليا والعمل عن قرب مع اتحادات كروية مثل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم متمثلا في الدوري الفرنسي الممتاز، والاتحاد الإفريقي لكرة القدم CAF وغيرها الكثير. كل هذه الفرص أصقلت خبراتي في مجال التسويق الرياضي وفهم متطلبات الصناعة عن قرب وخصوصا في منطقتنا العربية.

نعلم أنك كنت أحد القائمين على العمل الرقمي في كأس الأمم الأخيرة، كيف تقيّم التجربة على المستوى الشخصي، وبشكل عام؟

كنت ضمن فريق عمل كبير ومميز سواء من الاتحاد الإفريقي أو اللجنة المصرية لتنظيم البطولة، وهذه ثمار العمل الجماعي المنظم، أثبتت هذه البطولة أن مقدار بسيط من التخطيط والوعي والاستعانة بالمتخصصين قادر على إخراج بطولات وفعاليات على مستوى عالمي، وبالتأكيد العمل في هذه البطولة أضاف لي الكثير جدا على المستوى المهني والمستوى الشخصي فهي من أفضل اللحظات التي استمتعت بالعمل بها بكل إخلاص، بطولة إفريقية وعلى أرض مصر وبين جماهيرها.

الاحتكاك مع المنتخبات والنجوم العالميين، أساطير القارة ومحاورتهم .. مشاهدة الحصص التدريبية عن قرب وطريقة كل مدرب وكيفية التعامل مع نجوم الصف الأول في الفريق، كلها خبرات أضافت لي الكثير جدا.

ما هي كواليس اختيارك كمدير رياضي لنادي الهلال الليبي؟

تواصل معي دكتور نادر بوشناف رئيس النادي فور انتخابه وعرض علي رؤيته وخطته في تطوير النادي وأخبرني أنه متابع جيد لما أقوم به وفكر في الأمر كثيراً ووجد في ما يرغب به لهذا المنصب على حد قوله، ولم يستغرق الأمر طويلاً فالنشاط والرغبة في التطوير والرؤية الواضحة له وللنادي مستقبلاً جعلت القرار سهلاً جداً، فأنا ضمن فريق عمل كبير، مجتهد ومحترف وهدفنا الأكبر خدمة النادي والعودة به لمصاف الأندية الكبيرة في المنطقة، فنادي الهلال أحد أعرق الأندية الليبية منذ تأسيسه في 1952، وفي النادي ومجلس الإدارة برئاسة الدكتور نادر بوشناف لدينا خطة لتنفيذ وتحقيق ذلك بشكل سيسعد كل جمهور الرياضة العربية.

فالنادي تعرض لنهب وتخريب في فترة الحرب والاهتمام الآن بشكل كبير على إعادة الهيكلة وترميم النادي والبنية التحتية، وكذلك تدعيم النادي بمنشآت حديثة تزيد من قيمته التسويقية، فنحن بصدد إنشاء متجر رسمي للنادي، واعتماد الهوية الجديدة كعلامة تجارية لحفظ حقوق النادي في المنطقة.

وكذلك إنشاء مؤسسة الهلال للخدمة المجتمعية والتنمية المستدامة، التعاون والشراكات المختلفة مع منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية بالمنطقة، مع تدعيم كل الأنشطة الرياضية وتلبية كافة متطلباتها.

فشعارنا في النادي “من أجل الهلال، من أجل بنغازي، من أجل ليبيا” فالهدف الأكبر والأسمى هو خدمة الجمهور بما يليق بهم وبناديهم العريق، ونأمل أم نكون جميعاً على قدر هذه الثقة.

73475028 1354793301353247 8644028807444955136 n

هل نفتقد في مصر لما يسمى بالمدير الرياضي؟ وما هو الدور الحيوي الذي يقوم به؟

المدير الرياضي أحد أبرز الوظائف الحديثة في عالم صناعة الرياضة وكرة القدم تحديداً فهو يلعب دور المنسق بين الجزء الفني والجزء الإداري، وهو حلقة الوصل بين مجلس الإدارة والأجهزة الفنية والأقسام المختلفة، والمدرب واللاعبين، وبصلاحيات أوسع.

بالتأكيد في مصر لم نتوسع في هذه التجربة بعد والكثير من الأندية تعتمد فقط على منصب مدير الكرة والمنسق العام وهكذا، ومما لا شك فيه أن وجود منصب المدير الرياضي في الكرة المصرية قد يحدث الفارق التسويقي والفني من حيث الفعالية وسرعة اتخاذ القرار بشكل مدروس بختلف أبعاده.

كيف استفدت من حضور مؤتمرات رياضية مختلفة مثل: قمة صناعة الرياضة في مدريد؟

قمة صناعة الرياضة هي مؤتمر سنوي يقام في مدريد كل عام، تلقيت الدعوة وشاركت في الفعاليات ضمن الوفد العربي والمصري هناك للاستفادة بأحدث الطرق العالمية لإدارة الرياضة، كيف تدار المنظومات الرياضة، مدى تأثير التكنولوجيا على الصناعة، المحتوى الرقمي وكيف يؤثر على الجمهور ووعي المتابعين والعديد والعديد من أوجه الاستفادة.

وكانت الفرص للتعرف على مقدمي هذه الخدمات ومقابلة صناع القرار والتحدث معهم عن قرب، فقد شرفت بمقابلة بيتر مور رئيس نادي ليفربول، ورامون كالديرون رئيس نادي ريال مدريد السابق، والظاهرة رونالدو رئيس نادي بلد الوليد وغيرهم من أساطير اللعبة وأبرز الإداريين والمشرفين على صناعة الرياضة.

73321874 717859902031661 1091401741678673920 n

لماذا يغيب مفهوم صناعة كرة القدم عن الكرة المصرية؟ وفي رأيك كيف نعالج هذا الأمر؟

الأمر معقد وغير مفهوم على الإطلاق، فالكوادر المصرية الشابة موجودة وعلى قدر كبير من الوعي الأكاديمي والمهني، لكن الكثير منهم غير موجود في مواقع إتخاذ القرار ويعاني من المدرسة المصرية القديمة في الإدارة مرة، أو التصادم بالبيروقراطية مرة أخرى.

في رأيي نحتاج إلى دماء جديدة وإعطاء الفرصة للكوادر الشابة ووضعها في مواقع تسمح لها باتخاذ القرارات وتنفيذه ومن ثم ندرس النتائج ونقيم مواطن القوة ونعمل على التطوير من الفجوات الموجودة بينها وبين مواطن الضعف وتلافيها. وضع رؤية مستقبلية لتطوير الاتحاد المصري وتسويقه بشكل حديث ومحترف، فمن الغير مقبول على الإطلاق أن نظل في هذا الحال رغم تواجد الكوادر والظروف الملائمة للتغيير.

ما هي نصائحك لمن يريد أن يسلك هذا المجال من الشباب؟

الدراسة بشكل أكاديمي، والانخراط في الأعمال التطوعية في الأحداث الرياضية. والتطوع والبحث عن فرص تدريب في أندية أو واتحادات للرياضات المختلفة كل هذه طرق لدخول المجال.

محمد سالم

صيدلي مصري، وصحافي مهتم بالشأن الرياضي.
زر الذهاب إلى الأعلى