حضارة كلوفيس تكشف عن شكل الحضارة الأمريكية

كانت حضارة كلوفيس من حضارات السكان الأصلين الذين سكنوا الأمريكيتين قبل 13200 إلى 12900 عام، منذ اكتشافهم وتم اكتشاف شكل الحضارة الأمريكية القديمة.

 اختلف الباحثون في كيفية وصول شعب كلوفيس لأرض أمريكا ومن المرجح أنهم عبروا مضيق بيرنغ على الجسر البري بين آسيا وأمريكا الشمالية، ولكن تشير الأبحاث أنها ليست الطريقة التي وصلوا بها لمكانهم فربما يكون تم بناء الجسر بعد قدمهم لأمريكا الشمالية.

اكتشاف حضارة كلوفيس

تم اكتشاف حضارة كلوفيس من قبل عالم الآثار ” James Ridgely Whiteman” في نيو ميكسيكو عام 1929م، عثر في البداية على عظام ضخمة وبعض الأشياء الأخرى، وقام بعدة محاولات للاتصال بمتحف ” Smithsonian ” بشأن اكتشافه، ولكن تم تجاهله لحد كبير حتى عثرت إدارة الطرق السريعة في نيو مكسيكو على أكوام من العظام الكبيرة .

بدأ علماء الآثار على الفور الذهاب للمنطقة لدراسة تلك الاكتشافات الجديدة، ووجدوا بالفعل عدد من الجماجم، والأدوات القديمة والمواقد المصنوعة من الحجر، وقال الباحثون أن الموقع يُعد دليلًا على أستوطان الإنسان لتلك المنطقة لما يقرب من 13000عام، مما يجعله واحدًا من أهم الاكتشافات في تاريخ البشرية.

نحن اليوم لا نعرف سوى القليل عن تلك الحضارة وتشير لكن الأدلة المباشرة إلى أنهم كانوا صيادين مهرة، فقد ازدهر المراعي في منطقة نيو مكسيكو اليوم، فقد اصطاد شعب تلك الحضارة حيوانات كثيرة يصعب تخيلها اليوم، كالسلاحف الكبيرة والكسلان العملاق والنمور والجمال.

تم العثور على عدد كبير من العظام  كبيرة الحجم في أعمال الحفريات التي تمت بالمنطقة، وتُظهر ثقوب في العظام، وأظهرت الأدوات الحجرية أنهم عرفوا الذبح، كما تشير الاكتشافات أنهم استهلكوا النباتات الصالحة للأكل وكلما أتيحت الفرصة للصيد كانوا يصطادوا.

تُظهر الحفريات رؤوس استخدمها شعب كلوفيس وهي عبارة عن قذائف طولها حوالي 4 بوصات وتستخدم للصيد، وكان يتم صنعها من حجر الصوان، والسبج الزجاجي، وغيرها، وكانت ذات حواف حادة، ويرجع تاريخ هذه الرؤوس لما يقرب من 13390إلى 13500 ومن المثير للاهتمام أن سيبيريا نقطة الهجرة للعالم الجديد لم تحتوي على هذه الرؤوس.

وفي أقل من 1000 عام انتشر هذا الشعب بنجاح حول القارة الأمريكية، وعاشوا في مجموعات متنوعة بالبيئات المختلفة.

جوانب من ثقافة كلوفيس

تتوفر معلومات محددة اليوم للباحثين وعلماء الآثار حول هذه الحضارة، تأتي كل المعلومات الواردة من الأدوات التي تم استخرجها كؤوس الرماح والشفرات وغيرها من أدوات الصيد، ولكن لسوء الحظ تحللت الملابس والمواد العضوية الأخرى، ولكن ما استطاع العلماء تحديده هو مكان هذا الشعب في أمريكا الشمالية والوسطى ببعض الاكتشافات الأثرية التي عُثر عليها.

يبدو أن شعب كلوفيس كان شعبًا متجولًا بين مواقع مختلفة لتجميع الطعام، وعاشوا بين الكهوف الضحلة ، كانت بداية الاكتشافات في  Blackwater Draw في نيو مكسيكو عاشوا فيها حوالي 600 عام حتى أنهم حفروا بئرًا كان هذا أول نظام للتحكم في المياه في أمريكا الشمالية.

ومن المثير للاهتمام أن أول مكان للدفن كان في جنوب وسط مونتانا ويحتوي على أدوات حجرية وأدوات خاصة لإجراءات وطقوس الدفن، وتشير نتائج الحمض النووي أنها ترجع لشعب كلوفيس، وهم أكثر ارتباطًا بالسكان الأصليين في أمريكا الوسطى والجنوبية من الموجودة في القطب الشمالي في كندا.

نهاية الحضارة

انتهت هذه الحضارة قبل 12900 عام، لم تختفي هذه الحضارة فقط فقد حدثت تغيرات مناخية أدت لاختفاء الحيوانات الضخمة التي يصطادونها، فتحركت القبائل لأماكن مختلفة وتكيفت مع بيئات وأماكن أخرى ومن المرجح أن شعب كلوفيس عاش 10000 عام في جميع أنحاء أمريكا الوسطى والجنوبية ويتضح ذلك من تحليلات الحمض النووي.

بكل تأكيد استمرت حضارتهم في التطوير واستمرت التقاليد البدوية حتى زمن السهول الهندية وهي طائفة عريقة من القبائل الأمريكية الأصلية، ولكن لسوء الحظ هناك نقص كبير في المعلومات حول تلك الحضارة المثيرة للاهتمام والدراسة ولكن الباحثين يعتقدون أنهم جاؤوا من أماكن مختلفة عبر طرق مختلفة على فترات زمنية مختلفة .

اقرأ أيضاً

الكنوز التاريخية المفقودة