دور ومكانة المرأة في مصر القديمة
على مدار التاريخ تباينت مكانة وأهمية المرأة في مصر القديمة حسب الفترة الزمنية والثقافة، حافظت بعض الثقافات على النظام الأمومي خلال أوقات معينة، بينما في أوقات أخرى كان السطوة الأبوية هي المسيطرة، وبالمثل تباينت أدوار النساء في مصر القديمة وقدرتهن على الصعود لمناصب السلطة عبر التاريخ.
لا يُعرف سوى القليل عن وضع المرأة خلال فترة الأسر الفرعونية الأولى حوالي 3000 قبل الميلاد، ومع ذلك خلال الفترتين الوسطى الأولى والثانية من 2100 قبل الميلاد -1550 قبل الميلاد، والمملكة الحديثة أو الدولة الحديثة من 1550-1200 قبل الميلاد، وبالتأكيد خلال العصر البطلمي 300 قبل الميلاد -30 قبل الميلاد، كان للمصريين موقفًا فريدًا من النساء..
صعود وسقوط المرأة في مصر القديمة:
لم تكن المرأة في مصر القديمة مسئولة فقط عن رعاية الأطفال، ولكن يمكنهم أيضًا العمل والتجارة وامتلاك أعمال تجارية، ووراثة الحكم، حتى أن بعض نساء الطبقات أصبحوا ناجحين، امتهنوا الطب، وكانت هناك قيادات دينية في الكهنوت ولكن في تلك الحالة لم يكونوا متساوين مع الرجال، في مصر القديمة كان من الممكن للنساء شراء المجوهرات الفاخرة وملابس الكتان الثمينة، في حالات أخرى حكموا مصر كملوك مقدسين وفراعنة.
وتضاءل دور المرأة بمصر القديمة خلال عهد الأسرات المتأخرة، ولكنها عادت في الظهور مرة أخرى في عهد البطالمة، وضع بطليموس الأول والثاني صور زوجاتهم على العملات، وأصبحت كليوباترا السابعة من الشخصيات القوية للغاية على الصعيد الدولي، ومع ذلك بعد وفاتها تراجع دور المرأة بشكل ملحوظ وظل كذلك حتى القرن العشرين.
كيف عبر القمر عن دور المرأة في مصر القديمة:
على مر التاريخ، كانت المجتمعات الأبوية القوية تعبد الشمس وأوقات وجود النظام الأمومي كانوا يعبدون القمر، وخلال فترات كثيرة من التاريخ المصري، كان الناس يعبدون القمر والشمس على حد سواء، مما أدى لظهور النظام الأبوي والأمومي جانبًا إلى جنب.
بالنسبة للفترات الأكبر، كانت كل من الشمس والقمر ورع جزءًا من دين المصري القديم، وقد يكون الاعتراض الرئيسي على أمنحتب الرابع هو أنه شدد على العبادة فقط لقرص الشمس على حساب إله القمر، ورفض الكثير من المجتمع المصري التقليدي هذا المفهوم الجديد وأراد التوازن بين الشمس والقمر.
أمثلة للنساء الأقوياء في تاريخ مصر القديمة:
الملكة حتشبسوت:
في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد، كانت حتشبسوت واحدة من أهم الأشخاص الذين شكلوا التاريخ المصري، وصلت للسلطة في فترة تاريخية حرجة للغاية، بعد سنوات عديدة من حكم الهكسوس لمصر، الأجانب الذين غزو مصر وحاولوا تدمير العديد من جوانب المجتمع المصري القديم.
في عام 1549 قبل الميلاد ظهر زعيم قوي يُدعى أحمس الأول مؤسس الأسرة الثامنة عشر وأخرج الغزاه، وعادت مصر لمجدها ثانية وكان خليفته أمنحتب الأول وحفيدته كانت الملكة حتشبسوت الفرعون الخامس للأسرة الثامنة عشر، بعد وفاة زوجها تحتمس الثاني قادت البلاد وبنت السفن ووسعت الجيش وبنت المعابد، وظهرت مصر حينها على الساحة العالمية كما أنها استفادت من خدمات النساء الماهرات الأخريات في مختلف الأماكن الحكومية.
ومن المثير أنها حكمت مصر كملكة وملك وكثيرًا ما كان يتم تصوريها كرجل له لحية، وبعد وفاتها أكمل تحتمس الثالث ما قامت حتشبسوت ببناءه وتحولت مصر لأكبر إمبراطورية شهدها العالم على الإطلاق.
الملكة تيي:
استمر أمنحتب الثالث في تعزيز مملكة مصر، وجعل شعبها يحيا حياة أفضل مما كانوا يحيوها بالماضي، وخلال هذه الفترة ظهرت الكثير من الشخصيات النسائية ذات المواهب العالية والتي كانت لهم إسهامات فعلية، منهم الملكة تيي كانت الأولى في مستشارين الملك، فقد صاغت تفكير الفرعون والدولة وتدخلت في مسائل الدين والدنيا وزودت الفرعون بالدعم القوي.
الملكة نفرتيتي:
خلال هذه الفترة ظهرت سيدة قوية ومهمة هي نفرتيتي أصبحت زوجة ابن امنحتب الثالث والملكة تيي، عرف زوجها باسم امنحتب الرابع وفيما بعد باسم أخناتون، ويقال أنها كانت أكثر قوة ونفوذ من زوجها وكان وضع المرأة في المجتمع حينها ذات أهمية كان لهم الحق في لبس التاج وليس الرجال، وكانت بنات الملوك جميعهم ذوات شأن.
نفرتاري:
في عهد رمسيس الثاني في الفترة من 1279-1213 قبل الميلاد، رفعت زوجته الملكة نفرتاري لمرتبة الزوجة والملكة الأم، وفي معبد أبو سمبل في جنوب مصر كان لها تمثال كبير مثل تمثال الفرعون، تم تصويرها كشخص مهم في عهد الفرعون، وكثيرًا ما كان يظهر اسمها بجانب اسم الملك مما أعطاها مكانة متساوية، كما أنها ساعدت أيضًا في تعزيز دور ومكانة المرأة في المجتمع المصري القديم.
كليوباترا السابعة:
كانت كليوباترا السابعة أخر الحكام البطالمة اليونان في مصر كانت امرأة قوية وبعد وفاتها سقطت مصر في حكم الرومان، درست كليوباترا العلوم السياسية والدبلوماسية وكانت من أنصار دمج الثقافة اليونانية مع المصرية
الكهنوت والأدوار غير التقليدية:
كانت النساء مقدسات ولهن كرامات كان يتم تدريب النساء على تولي المهام والمناصب العليا، وتمتعت الطالبات الكهنة بمكانة عالية الشأن فقد تم إعفائهم من دفع الضرائب، وكان مسموح لهن امتلاك الأراضي، وتمتعت الناس بالسلطة والنفوذ في غياب الأزواج، وكانت لهم أيضًا مهام تقليدية أخرى، منها شغل الإبرة والنسيج والغزل وسحب المياه ورعاية الحيوانات والمهام المنزلية، وبعض النساء امتهنوا الأعمال غير التقليدية مثل عمل الأثاث والخيام والانخراط في أنشطة تبدو ملائمة للرجال أكثر.
شاهد أيضا :