رسائل مجهوله المصدر ٢
رسائل مجهوله المصدر ٢ ، الرسالة الثانية بعد إفاقتي لم افتح أعيُني مباشرة؛ بل حافظت على حالتها من الإغلاق؛ وأخذت أدعو أن تكون الإشارات العصبية التالية التي سيقوم مخي بتحويلها إلى صور لشقوق سقف غرفتي الحبيبة؛ فتتسبب في شعور بالراحة عند تيقني وقتها أنني فقط كنت بطل أحد تلك الأحلام السخيفة و…
قبل أن أتمادى في الأمنيات السعيدة شعرت بالهواء البارد والذي لم أكن محتاج هذه المرة لاستكشاف مصدره. فبالتأكيد إنه الحيوان الأليف للكائن البشع الذي قرر زيارتي. أو للدقة من لبى دعوتي بالزيارة.
كانا هناك، كما تركتهم تماما..نفس المكان وبنفس النظره..لم يتغير شيء تقريبا سوى توقف الثعبان عن تفحصي بمجرد أن عادت حواسي للعمل مرة أخرى! أفكار كثيرة انتابتني بخصوص صوته وكيف سيقهقه ساخرا من خوفي و عن الصدى الذي يصاحبه و يتردد في جميع الأنحاء حتى بعد أن ينتهي من الحديث! ولكن كل هذا كان إرهاصات تراكمت بداخلي من الأعمال الفنية المختلفة؛ أخبرني بكل ما يريد دون أن ينبس ببنت شفة..لا اعلم هل هذا ما يُطلق عليه التخاطر أم لا، لكني فجأة أصبحت أعلم كل ما أراد أن يُعلمني إياه..و حصلت على جميع المعلومات التي احتاجها للقيام بالمهمات المُوكلة لي!
استطيع الشعور بتعجبك بدون الحاجة لأي قدرات خاصة، فبالتأكيد تتساءل أي مهمات سأقوم بها لصالح كائن ليس له أي تصنيف معروف! فمن الطبيعي إنني قمت بدعوته وبذلت كل هذا الجهد بل وبعض التضحيات-لم ولن أذكرها لك-ليحقق أمنياتي وأحلامي أنا، ولم أتطوع لمساعدة ما! لكني اكتشفت أن “شبيك لبيك” مجرد إرهاصات أخرى من الأفلام -التي أظن الآن أنها سببا كبيرا في وصولي لهذا الموقف- ولكي لا أطيل وأخاطر بنفاذ الأقلام ؛ فلنقل اختصارا إنني أصبحت مُكلف بعدة مهام، وأعني مُكلف لأنه لم يكن لدي أي خيارات أخرى ولا حتى مكافآت تثير مطامعي. اعتقد أنه يقوم بتطبيق سياسة معينة معي تبدو أنها ناجحة في عالمه… سياسة العصا والحية!
وهكذا وجدتني أتخذ طريقي للقيام بأول جريمة في حياتي، الم أخبرك أن رغم اختلاف تفاصيل تلك المهام ولكن يمكن دمجها تحت فكرة أساسية كبيرة.. القتل!
لو سألتني عن شعوري لطلبت منك تحديد أي وقت تقصد..في البداية فكرت في السبل المحتملة للهروب من هذا المأزق، انتهى بي المطاف و قد خططت للانتحار! أعددت كل شيء وقبل أن أشرع في التنفيذ خطرت لي فكرة-أشك الآن في مصدرها- مادمت عزمت على الانتحار فلماذا لا أذهب واستطلع أمر من أمرني بقتله؛ فقد تملكني فضول عظيم لمعرفة من هذا أو للدقة من هذه التي تثير غضب من هو مثله وتدفعه لأخذ قرارا للانتقام منها بهذه الطريقة البشعة؛ سأطلق عليك لقب طيب القلب إن ظننت أنه قد أمرني بمنحها تذكرة المغادرة بمنتهى البساطة! ولكن عندما وصلت للمكان المحدد واكتشفت ما حولي تغير كل شيء..وكل قرار!
الرواية الملعونة الحلقة الثانية