تاريخ

رنا مسعد تكتب: إنجازات واكتشافات أثرية حديثة

رنا مسعد تكتب: إنجازات واكتشافات أثرية حديثة
مأساة مُحبي التاريخ والآثار تكمن في آثارنا المصرية المتواجدة بالخارج، ونتمنى جميعًا أن تعود إلى أرض بلادنا حيث موطنها الأصلي.

ومن حسن الحظ أن مؤخرًا ظهرت عدة اكتشافات أثرية إلى جانب تحركات هامة في المجال حققت نجاحًا ملموسًا وواضحًا، وبالفعل استردت مصر بعض القطع الأثرية المصرية وجلبت معها جزء من كرامتنا كمصريين.

في عام ٢٠١٦ تم استرداد ٢٦٣ قطعة، وفي ٢٠١٧ تم استرداد ٥٥٣ قطعة.. أما بالعام السابق ٢٠١٨ عادت ٢٢٢ قطعة بالإضافة إلى ٢١٦٦٠ عملة أثرية.

نعم أعزائي القُراء تلك الأرقام صحيحة ولكنها البداية فقط.

فمؤخرًا في ٢٠١٩ وبعد تحقيقات دامت أكثر من عشرين شهر بين مكتب المدعي العام لمدينة مانهاتن والإدارة العامة للآثار المستردة بوزارة الآثار وبالتنسيق مع وزارة الخارجية أيضًا، عاد إلى موطنِه “التابوت الذهبي للكاهن نچم عنخ”..

وتم عَرضه لأول مرة في “متحف الحضارة المصرية” بمنطقة الفسطاط بالقاهرة، وهو مصنوع من الخشب المُغطى بالذهب، ويرجع تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد.

ولهذا التابوت قصة، فقد تم تهريبه عن طريق تاجر آثار كان يحمل تصريح خروج مزوّر له يعود لسنة ١٩٧١، وعن طريق هذا التاجر منزوع الضمير اشتراه متحف المتروبوليتان بأمريكا.

فمشكلة تهريب الآثار هي أخلاقية قبل أي شئ، ولكن في الواقع كانت البعثات الأجنبية بالماضي لها نصيب مما تُخرجه من كنوز، وكان ذلك بموجب قانون مسموح به.

إذًا كل تلك الآثار المبعثرة في متاحف العالم ليست كلها مُهربة ومسروقة فقط، فمنها ما حصلوا عليه عن طريق تلك البعثات أو عن طريق إرسال البعض منها كهدايا بين الملوك والحكام مثل ما حدث في عصر محمد علي، وفي فترة احتلال الرومان وغيرهم لمصر مع مراعاة السرقات التي بالتأكيد وبالفعل وقعت في كل فترات الاحتلال الأجنبي..

فبسبب ذلك مسلاتنا المصرية متواجدة بالخارج في باريس وروما وغيرهم وتُزيِّن ميادينهم ونحن ميادين بلادنا فارغة رغم أنها الأحق بهم جميعًا! وبرغم تعدد أسباب خروج آثارنا المصرية وصعوبة إجراءات استعادتها لكننا نتمنى عودتهم فهم حق مَسلوب.

ولكن على الناحية الأخرى هناك اكتشافات حديثة مثل:

اكتشاف بقايا معبد (بطليموس الرابع) في منطقة كوم شقاو في محافظة سوهاج أثناء إمداد خطوط للصرف الصحي في هذه القرية، فعثروا على بعض أحجاره، ووجدت البعثة المكلَفة بالعمل هناك على أحد جدران المعبد صور للإله حابي (وهو يحمل القرابين وحوله مجموعة طيور وحيوانات، وأمامه مجموعة نصوص تحتوي على اسم الملك بطليموس الرابع).

وإن انتقلنا إلى مدينة الأقصر تحديدًا في جبانة العساسيف بالبر الغربي سنجد أحد أضخم الاكتشافات التي ظهرت هذا العام، فقد تم العثور على مجموعة توابيت خشبية ملونة في حالة ممتازة عددها 30 تابوت خشبي ملون ولهم هيئة آدمية، فهم مازالوا مغلقين، ولكن ألوانهم ونقوشهم في حالة حفظ تام، وقريبًا سيتم الإعلان عن تفاصيل هذا الاكتشاف العظيم (خبيئة التوابيت الملونة).

هذا بالإضافة إلى افتتاح عدد من الأماكن الأثرية بعد أن كانت مغلقة لخضوعها لعمليات ترميم وتجديد، في القاهرة تم افتتاح (الكنيسة اليونانية)، وبنجع حمادي تم افتتاح (دير الأنبا بضابا، وقصر الأمير يوسف كمال).

زر الذهاب إلى الأعلى