سينما

روبين ويليامز عمره ما خذلني!

بقلم: نسمة عاطف

روبين ويليامز عمره ما خذلني!
على الرغم من إنه كان بيقدم أفلام كوميدية في نفس توقيت جيم كاري وبيل موري إلا إن بالنسبة لي روبين دايمًا كان بيكسب. اختياراته هي اللي خلت كفته ترجح كل مرة.

هل الإنسان بينصلح حاله بالصبر ولا بالضغط؟ دانيال أكتر شخص مستهتر في الدنيا! على الرغم من إنه رب أسرة لثلاث أطفال إلا إنه مش قادر يتحمل مسؤلية ويرغم نفسه على وظيفة ثابتة يعيل بيها أسرته. وبالتالي مراته ميراندا هي اللي شايلة مسؤلية البيت ماديًا.

يسكت بقى؟ لا! لأنه شخص فوضوي جدًا بترجع كل يوم تلاقيه قالب البيت رأسًا على عقب. لا وكمان بيقعد يلعب مع الأولاد ويزرع فيهم لا إراديًا الهروب من مسؤلية المذاكرة!

ميراندا في لحظة بتجيب آخرها تمامًا وبتقرر الانفصال. يعني عدم وجوده هيقلل من حجم الفوضى دي! الغريب إن ده بيحصل لكن بيكون قدامها عواقب أكبر من تخيلها. دانيال مثلًا كان متواجد في البيت طول الوقت مع الأولاد وقت شغلها، دلوقت مين يقعد معاهم؟

على الرغم من إن دانيال بيفضل عايش على أمل إنها مرحلة وتعدي وبيعرض عليها إنه ياخد باله من الأولاد إلا إنها بتصمم تمامًا إنه يكون بعيد لأن تأثيره عليهم سيء. وطبعًا بيكون ليها اليد العليا لما المحكمة بتحكم لها بحضانة الأولاد لأنها بتشتغل ومسؤولة وهو لا.

وقتها دانيال ما بيلاقيش أي حل غير إنه يرجع البيت ويبقى قريب من أولاده ولو في صورة مديرة منزل! وبيساعده في ده أخوه فرانك اللي بيشتغل في مكياج السينما وبيعمل له ماسك لسيدة كبيرة في السن وبيخترع لها دانيال شخصية وهي شخصية السيدة دوبتفاير.

بغض النظر عن الكوميديا الصارخة والدراما المؤثرة اللي في الفيلم، زي ما قولت الفيلم بيطرح تساؤل غاية في القوة.. إزاي الإنسان بيتغير؟ ميراندا فضلت صابرة سنين على دانيال لكن هو حقيقي ما اتغيرش غير لما خسر كل شيء!

الفكرة إن ميراندا كانت بشكل أو بآخر بتتحمل المسؤلية في استهتار دانيال. من البداية هي وقعت في غرام شاب دمه خفيف مقبل على الحياة ما بيعملش حساب لأي حاجة. كانت متخيلة إنه زيه زي أي شخص طبيعي هينضج مع الوقت. دانيال ما نضجش مش لأنه مستهتر وبس.. دانيال ما نضجش لأنها كانت دايمًا بتسد! يعني بتشيل عنه أي مسؤولية. بتتحمل مكانه الضغوط! في لحظة من اللحظات ميراندا وصلت لمرحلة إن عندها أربعة أولاد لأن دانيال مش جوزها لا ده شايلة همه كأنه ابنها! التحمل ده اللي خلى الوضع يسوء ويتحول من زواج أو علاقة شراكة في الحياة لعلاقة استنزافية. الأسوأ إن دانيال ماكانش شايف ده أصلًا!

الحقيقة إن دانيال كان شخصية ثرية جدًا. يعني بغض النظر عن استهتاره إلا إنه كان بيحب ولاده للحد اللي يخليه يقلب الدنيا عشان يفضل جنبهم. وقدم تضحيات كتيرة كونه إنسان فوضوي عشان يغير ده وينتظم مش بس في شغل واحد لا ده في وظيفة تانية وهي مهام المنزل وتربية الأولاد. والجميل إن الشخصية دي بتطرح التساؤل المرعب عند أي شخص مريض بداء “الفن” وبيلاقي صعوبة بالغة في إنه يلتزم بعمل ثابت روتيني ممل.. هل أضغط نفسي وأشتغل الشغل الروتيني اللي هيقتل الإبداع جوايا مع الوقت؟ ولا أفضل أشتغل قريب من الحاجة اللي بحبها يمكن أوصل؟

في مشاهد دانيال بيبقى حازم جدًا مع أولاده وبيخليهم يتحملوا مسؤلية تصرفاتهم بل وينضفوا معاه! كل ده لأنه للحظات خرج من شخصية الأب الحبوب اللي عايش الحياة مع أولاده لهو ولعب وبيعمل لهم كل اللي بيتمنوه للسيدة داوتفاير. وشاف إزاي ولاده اتعاملوا بشكل سيء وعنيد ولمس حقيقة تأثيره السلبي عليهم.

نهاية الفيلم كانت مفتوحة تميل من وجه نظري للكآبة. هو نجح في شغله الإبداعي اللي كان بيحلم بيه. ومراته تفهمت أسبابه في إنه يتنكر في شخصية السيدة داوتفاير… لكن فيما يبدو إن العلاقة بينهم كزوجين صعب ترجع تاني.

قدام الرائع الراحل روبين ويليامز في دور دانيال قامت العظيمة سالي فيلد بدور ميراندا. ده غير طبعًا ظهور مميز ل بيرس بروسنان في دور ستيوارت أو “ستو” وهو الشخص اللي بيعجب بميراندا بعد الانفصال وهي بتشوف فيه الشخص اللي ممكن يحل محل دانيال في حياتها مع اختلاف إنه يعتمد عليه.

الفيلم من إنتاج سنة 1993 وحقق نجاح خرافي في السينما من واقع ميزانية حوالي 25 مليون دولار حقق 441 مليون دولار. وده يجعله واحد من  أنجح الأفلام العائلية في تاريخ الأفلام الأمريكية… ويستحق مكانه في أفلام نوستاليجيا التسعينيات.

‫2 تعليقات

  1. ❤❤بقيت استني مقالاتك ،الفيلم ده من المفضلين عندي جدا ونهايته عجباني مع انها مفتوحة لانها اقرب للواقع ،من كونهم يرجعوا لبعض 😅

زر الذهاب إلى الأعلى