اكتشفعلم النفس

سارقي الأحلام

سارقي الأحلام.. يتعرض الكثير منا للسرقة.. فيتسلل أحدهم إلينا على حين غفلة ويسرق منا عزيز أو نفيس، وما أشدها خيانة يتصف بها بعض المؤذيين من البشر.

فقد يسرق أموال لك أو مصوغات أو منقولات ودائما السارق متسلل مجهول دخل بيتك أو مكان عملك ووثقت به فانتهز فرصة عدم تواجدك وقام بفعلته الشنعاء ودائما المسروق غالي عليك.. والسارقون أنواع منهم السارق الخاطف الذي يخطف منك متعلقاتك أثناء سيرك بالطرق العامة.

وهناك سارق نصاب ينصب لك فخا ويُطمعك في وهم يملكه وأنت تبغاه فيصفعك ويفل.. وهناك سارق متسلل إلى أشيائك ويسرقها رغما عنك.. وكلها أنواع مذمومة تؤلم النفس وتؤذيها وتبكي العين على ما فقدت وتوغر القلب وتشتت الذهن من كثرة تفكيرك، فمن يا ترى يكون السارق؟

وهناك نوع آخر من السرقة تعرف صاحبه وتتعامل معه وهو يعرفك معرفة فاحصة فيتصفح تفاصيلك الحياتية، ويتقرب منك كالناموس الذي يلتصق بك لكي يمتص دماءك متلذذا بألمك… وذكرني هذا بإحدى زميلات خيم امتحانات الكلية وكانت تجلس بالمقعد المجاور لي، والذي يبعد عني متر وعن الآخرون متر أيضا، لم أشعر بها أنها تسرق مجهودي إلا عندما استخدمت كيس مناديل جيب أجفف به عرقي ووضعته على المنضدة من ناحيتها فإذا بها تناديني أن أضعه بالجانب الآخر وتعجبت لها، ولكني عرفت السبب فيما بعد في يدها مع يدي تكتب ما أكتب وتتوقف عندما أتوقف ولكن حينها تنظر لآخر وتكتب ما يكتب أيضا، وإذا بها يوم النتيجة تحصل على تقدير أعلى منا لأنها سرقت شقانا جميعا وأخذت مجهودنا وسهر ليالينا أنها سارقة بلاشك…. والآن في مجال عملي وحياتي أتعرض لسرقة مشابهة لهذه وهي سرقة أحلامي… ستسألني أيها القارئ وهل تسرق أحلامنا؟ والإجابة نعم وأقول لك كيف.

فهناك أشخاص إذا دخلوا حياة البعض منا خربوها وجعلوها كئيبة وحزينة.. يسرقوا منك الأمل والإبتسامة ويتغللوا داخل منامك فيسرقوا منك الأحلام.. فلا تخبرهم عن أحلامك وأمنياتك لأنهم وببساطة سينسبوا أحلامك لأنفسهم ويصبحوا أصحابها قبلك.. سيرتدوا الثياب التي أخبرتهم أنك تنوي شراؤه ويقولوا لك إنه ذوقي المعتاد.. سيتناول الفنجان الذي أفصحت عن إعجابك به… إذا عرفوا أن هذه الأريكة تعجبك وتريحك ستجدهم دائمي الجلوس عليها ويفضلوها عن باقي المقاعد.. تحلوا لهم لقيماتك فيتناولوها قبلك.. ولا يشعروا أبدا أنهم أذى.. وهم يفعلون هذا بتلقائيه بالغة ويصدروا لك أنهم أصحاب نيات صادقة ولا يحملوا لك إلا كل حب ووفاء.

وإذا فكرت بتأثير كلامهم عليك ستجدهم يعتقدون أنهم على حق فما الأذى أن يتخذك البعض قدوته وأيقونة مودته… وما الضرر أن يعملوا نفس المشروع الذي وددت عمله وأن يأخذوا منك أفكاره.. فهم قادرون على إيهامك بأن ميولكم واحدة… وما الضرر في سعيهم الدائم أن يكونوا أفضل منك ويصلوا بالفعل لبغيتهم… لا والله إنهم يتسببوا في عظيم الضرر إنهم كمن يلبسه الجن يحاوطوك من كل جانب حتى أنفاسك يقوموا بعدها هؤلاء البشر آفه بالحياة يجب كبح جماحهم على قدر المستطاع.

فلتحفظ أحلامك وخططك المستقبلية بعيدا عنهم… ثم تصر أن تحقق ما تصبوا إليه ولا تدعه هدف للآخرين إنه هدفك أنت… فلم لم تظل عاكفا على حلمك وتركته لهم سهل المنال أنت لم تتخذ كل السبل الممكنة والغير ممكنة كي تحقق حلمك فكن جادا في تحقيق حلمك ولا تملك غيرك زمام أمورك فسارقي الأحلام ما هم إلا مقلدون يتخبطوا بين رغباتهم ورغباتك فيجدونك أفضل منهم فيغيروا الدفة إليك ليحسنوا من حالهم على حسابك ويغايروك في كل شيء.. وفي كثير من الأحيان بل أكثرها يصبحوا أفضل منك فالتصاقهم بك عدل من ذوقهم ونمي أفكارهم وتطوروا بشكل كبير.. حتى أنهم يريدون التغلغل داخل بيتك ويصنعوا بيتا مثله… فأحلامك لا تُسرق إلا إذا فرطت أنت فيها.. فلا تجعلها تفلت من بين يديك فتذهب سدا لأن سارقي الأحلام كثيرون، فلا تسمح لهم بأن يسرقوك.

زر الذهاب إلى الأعلى