ستكبر ياصديقي.. ستكبُر وتعلم أن حضن أمك هو أمانك ومخبأك الذي لن تجد له مثيلا قط، ستكبُر وتعلم أن صفعة والدك لك على خطأ ارتكبته، منعتك من تكراره طيلة حياتك وأنه صفعك حُبًا لا بُغضا.
ستكبُر وتتعرف على عدد جم من الناسِ بأشكالهم وألوانهم وطرق معاملاتهم وصدقهم وكذبهم وقُربهم لقلبك وبُعدهم عنه، منهم السند الحقيقي ومنهم من ستتمنى لو لم تقابله من قبل.
ستكبُر وستكبر معك أحلامك أو ستموت تدريجيًا إن لم يكُن بجوارك رفيق درب يساعدك على تحقيقها والفوز بها ومشاركتك فرحتها وبهجتها.
ستكبُر وستتحمل نتائج كل قراراتك الصائبة والبعيدة كل البُعد عن الصواب، لن يحملها عنك أحد ولن يرأف بك أحد إن أثقلتك وحدك، ليس لعيب فيمن هم قربك وإنما لأنك لن تستطيع فتح كل تلك الجروح الغائرة والتحدث بها معهم، لن تستطيع أن تشرح الصورة كامله ولن يستطيعوا فهمك وهم معذورون، وستضطر إلى تناسيها بعد تجاوزها والبعد عن أي شيء يذكرك بها.
ستكبُر وتعلم أن شريك/ة حياتك الذي اخترته عن تمعن صادق واختبار حقيقي لمشاعرك الداخلية، وارتياح قلبك بمرور الوقت معه، أنه سيكون ملاذك الآمن ومخبأك الحاني وضي طريقك ونور عتمتك وعكازك الحقيقي إن رماك الدهر بسهام كثر.
ستكبُر وتتمنى لو أنك ما كبُرتَ يا رفيقي، لو أنك ما كبُرت.
كتب- أحمد حلمي الدقدوقي