تاريخ

سرقة مجوهرات التاج

سرقة مجوهرات التاج
في مايو عام 1671م دخل أربعة مسلحين بقيادة توماس بلود برج لندن وسرقوا بعضًا من مجوهرات التاج البريطاني، تركوا حارس البرج بين الحياة والموت، وخلعت العصابة جواهر التاج البريطاني، نشرت جريدة لندن في الفترة من 8-11 مايو عام 1671 الجريمة باعتبارها من أبرز جرائم القرن:

الرجل الذي سرق جواهر التاج:

الذي قام بهذه الواقعة الجريئة هو توماس بلود وهو متمرد بروتستانتي نجح في الهروب من الاعتقال مرارًا وتكرارًا، ولد بلود عام 1618م، شارك في الحرب الأهلية الإنجليزية وكان أحد الأعضاء البرلمانيين بحركة الرؤوس الدائرية، أكسبته الخيانة عقارًا في أيرلندا، ولكنه حرم منه بعدما اعتلى الملك تشارلز الثاني العرش عام 1660م، ومنذ ذلك الحين وأصبح متآمرًا وشارك في العديد من المخططات لاغتيال الملك، حتى أنه قاد هجومًا على قلعة دبلن الأيرلندية في انقلاب فاشل عام 1663م.

وفي عام 1670م قام بمحاولة جريئة لاختطاف وقتل دوق أورموند جيمس باتلر، وأطلق على نفسه اسم الكولونيل بالرغم من أنه لم يحصل على هذه الرتبة من الجيش، ولكن سرعان ما تم رصد مكافأة قدرها 1000 جنية لقتله، مما أجبره على العيش متخفيًا.

uDxY ikn khFg0klfmE2FxIRSBgh2g9W33 fGshjAgwl9cBboqY1lmtJ4ALAvGRp5IRo3KSHBTTlBoBrBi6g3f1ZOnGjbSTPf 6Ihgi5TTNVxoj6M3avHgNMRCTNg QZhH5SA

بداية التخطيط لسرقة جواهر التاج:

وبالرغم من المخاطر الواضحة جدًا عاد بلود للظهور مرة أخرى عام 1671م، وبدأ في رسم خطته لسرقة جواهر التاج، تم إذابة التاج الملكي عام 1649 وبيعه خلال فترة حكم أوليفر كرومويل، ولكن مع بداية النظام الملكي الجديد انفق تشارلز الثاني جزء صغير من الأموال للحصول على بدائل تضمنت تاجًا مرصعًا بالألماس والأحجار الكريمة الأخرى وصولجان ذهبي، وتم وضع هذه المجوهرات بالطابق السفلي في برج لندن، وكان الحارس تالبوت إدواردز جندي سابق سمح له بتكملة خدمته من خلال حراسة المجوهرات مقابل رسوم رمزية من السائحين.

بدأ الكولونيل في ربيع عام 1971 في التخطيط، تنكر في زي رجل دين وقام بجلب ممثلة لتقوم بدور زوجته، وذهبا لبرج لندن لرؤية المجوهرات ورؤية المكان، ووقت مغادرة المكان أصيبت زوجته بألم بالمعدة وتم نقلها لشقة الحارس، وعاد بعد بضعه أيام بهدايا للحارس، وأصبحا صديقين حميمين، وكان للحارس ابنه بعمر الزواج وكان سعيدًا عندما عرض الكولونيل الزواج من ابنته لابن أخيه.

blood and jewels

وفي صباح 9 مايو ذهب أربعة رجال لبرج لندن، الكولونيل وابن أخيه، ورجلين آخرين، حتى يتعرف ابن أخيه على بنت الحارس، وقالوا أنهم يريدون رؤية المجوهرات بالقبو، ولكن لم يتوقع الحارس شيئًا وذهب للقبو حيث توجد المجوهرات وفتح الباب، انتظر رجلان بالقرب من الباب ودخل رجلان، وبمجرد أن فتح لهم كمموا فمه وألقوا كيسًا على رأسه، وعندما بدأ الحارس في المقاومة قاموا بضربه بوحشية بمطرقة على رأسه وسقط الرجل أرضًا.

مزق اللصوص الشبكة الموجودة على التاج التي تتواجد الجواهر خلفها وتم إخراج الصولجان والتاج والأحجار، وتم إفراغ التاج من كل الجواهر ووضعها داخل كيس ولكن الصولجان لم يدخل للكيس لأنه كان طويل.

CAyefJeWwAErvCi

القبض على اللص:

عندما استفاق الحارس بدأ في الصراخ فاضطر اللصوص برمي الصولجان والهرب ولكن تم إلقاء القبض عليهم قبل مغادرة البرج وتم احتجازهم من قبل الحراس بعد فشلهم في ضرب النار عليهم، ورفض الاستجواب وقال أنه يريد مقابلة الملك شخصيًا، فهو يعرف تمامًا مدى إعجاب الملك بالمجرمين، وتم بالفعل نقله للملك، وكان الملك مستاء من جرأته وأخبره اللص أن جواهر التاج لا تساوي غير 6000 جنية استرليني، وتم منح الكولونيل أراضي بقيمة 500 جنية استرليني في أيرلندا، وأصبح توماس شخصية مألوفة بجميع أنحاء لندن، تعافى الجندي من الجروح وتم إحالته للتقاعد وتكريمه.

وفي عام 1680م توفى بشهر أغسطس توماس بلود عن عمر 62 عام، ولم يجرأ أحد منذ ذلك الوقت على سرقة مجوهرات التاج مرة أخرى.

المصدر
المصدرالمصدر

هاجر طلعت

طالبة دكتوراه تخصص إعلام - تكنولوجيا الصحافة أحب التدوين وكتابة المقالات شاركت في تأسيس عدد من المواقع العربية مهتمة بالزراعة المنزلية والتصميم والقراءة والتصوير .
زر الذهاب إلى الأعلى