قصص الرعب

سلسلة التجارب الشخصية | صديقي الخيالي المشنوق

بقلم الكاتب محمد جمال

سلسلة التجارب الشخصية | صديقي الخيالي المشنوقسلسلة التجارب الشخصية صديقي الخيالي المشنوق ، كثير من التجارب الإنسانية الشخصية تتحدى العقل و المنطق، وتخبرنا بأن العالم و الكون ليس ما نراه أمامنا فقط، وأن الوجود لا يقتصر على إدراكنا، أحيانا يقرر من مروا بمثل هذه التجارب الاحتفاظ بها سرا، وأحيانا أخرى يقررون إخبار الناس بها على الإنترنت، هذه إحدى التجارب الشخصية التي ستتركك حائرا في النهاية :

“منذ حوالي ست سنوات، اشترينا منزلا قديما في مزرعة، طفلي حينها كان يمتلك ثلاث سنوات فقط، وحينما إستطعنا الإستقرار في المنزل أخيرا لاحظنا أن طفلنا أصبح يمتلك صديقا خياليا.

أخبرنا أن إسم صديقه الخيالي كيفن، وكان يلعب معه بالألعاب في غرفته طوال اليوم، ويتحدث إليه بإستمرار في مواضيع طفولية مختلفة و كأن طفلنا يحاول إستكشاف العالم عبر صديقه الخيالي.

حينها لم نفكر في الأمر طويلا، ولم نعره أدنى اهتمام، فالطفل في الثالثة من العمر، ومن الطبيعي لمن هم في سنه أن يمتلكوا صديقا خياليا يزيح عنهم وحدتهم.

و لكن..أصبح الأمر غريبا حينما بدأنا نسمعه في جهاز مراقبة الطفل وهو يتحدث لصديقه الخيالي ليلا، و كانا يتحدثان في أمور للكبار كالفقر و الزراعة و الموت، كان الحوار مريبا و مرعبا، ولكن كذلك تجاهلناه فربما سمع طفلنا هذه الكلمات و الموضوعات في التلفاز و أصبحت تثير فضوله، فقرر أن يتحدث معها مع صديقه الخيالي، والذي إكتشفنا أنه مزارع ما بسبب إهتمام طفلنا باللعب معه كمزارع.

ولكن سرعان ما أصبح الوضع مرعبا، ففي غرفة طفلي هناك رف عال جدا نضع عليه ألعابه المحشوة، حينما ذهبت إليه في أحد الأيام صباحا وجدت أحد ألعابه المحشوة من الرف العال بجواره على السرير، شعرت بالغرابة حينها و سألته

“كيف حصلت عليها ؟”

فأخبرني بأنه طلب من كيفن أن يعطيه اللعبة ليلا و أحضرها له من فوق الرف، وهكذا إستمرت الأحداث الغريبة عديمة التفسير عدة شهور متتالية.

إلى أن قررنا الإنضمام لدروس الكنيسة حول الكتاب المقدس، وطلبنا أن نستضيف زملائنا في الدروس في منزلنا و أعطيناهم العنوان، ولكن بما أنها بلدة صغيرة فالكل كان يعرف هوية صاحب العنوان السابق، وهكذا نظر زملائنا لبعضهم البعض و قالوا

“أليس هذا عنوان كيفن ؟”

حينها سألناهم عن كيفن وأخبرونا بأنه كان المزارع الذي يمتلك منزلنا، والذي كان يعاني من مشاكل مالية صعبة وكان مدمننا للخمر، قالوا أيضا أنه كان يعاني من الإكتئاب المزمن وكان يعيش وحيدا لذا في النهاية شنق نفسه في المنزل.

ثم أحضر لي أحدهم صورة جماعية لهم مع كيفن ذاك، وأشار عليه في الصورة من بينهم، لذا أخذت الصورة ثم وضعتها أمام طفلي في المنزل و طلبت منه أن يبحث عن صديقه الخيالي كيفن من بينهم، وهكذا شعرنا بالرعب و الخوف حينما أشار طفلنا عليه حقا و قال

“هذا هو كيفن، ولكنه يبدو سعيدا في الصورة، كيفن معي هنا ليس سعيدا وذلك الحبل السميك حول رقبته يسبب له ضيقا في التنفس دائما”.

وكانت هذه القشة التي قسمت ظهر البعير، وقررنا حينها أن المنزل لم يعد آمنا لنا و قررنا الإنتقال لمنزل أخر، ولحسن حظنا أن طفلنا لم يعد يرى صديقه الخيالي كيفن منذ إنتقلنا.”

اقرأ أيضاً

سلسلة التجارب الشخصية الشبح العاشق

زر الذهاب إلى الأعلى