مقالات

سنين الكلية أجمل أيام حياتك

سنين الكلية أجمل أيام حياتك
الخوف، الوحدة، التوتر، القلق يشكلون أيام الجامعة بالنسبة لي.. بعيدًا عن أكذوبة “أحلى سنين حياتك هي سنين الكلية”..

بعيدًا عن إننا مجتمع غير سوي على الإطلاق ولا يوجد قواعد لأي شيء في هذه البلد المُهينة ولكن لنقل أنها قاعدة وأنا الشخص المريض الذي لم يجد هذه القاعدة في جامعته، ولنقل أيضًا أنه بسببي لا بسبب الجامعة ذاتها.. إحساس عدم الأمان كاملًا مستكملًا لا يستغرق أكثر من رؤية الكارنية وأنا أرفعه لموظف الأمن المشدد لهذا لكي لا يدخل الغرباء ويرون جمال الجامعة الغير موجودة في أي مكان على الأرض، وهو يحرسه بكل ثقة!!

 

جلوسي وحيدًا مع كوب من القهوة المقرف الذي يصنعونها من أسوأ أنواع البن إن لم يكن الأسوأ الذي صنع خصيصًا ليكمل عظمة وجمال لوحة العفن المصرية.. أراقب خطوات الطلبة هنا وهناك يشتركون في قانون واحد مؤمنين به لأقصى الحدود وهو “تنمر قبل أن يُتَنمر عليك”، ولا يدرون ما يفعلون بكلماتهم وقصائدهم المنشودة!!

وبما أنني أكتب هذا وأنا هناك وقد ذكرت أننا مجتمع غير سوي وأنا بالطبع منهم فاسمحوا لي أن أتنمر عليهم الآن وأبرر هذا بأني أوصفهم لا أتنمر؛ لكي أرضي ضميري.. هؤلاء الطلبة ما هم إلا مجموعة من الجهلة الخنازير البهائم.. الجهلة الذين يمكن إقناعهم بأي شيء كان، وخنازير يفعلون كل شيء ليلفتوا الانتباه حتى في تقليد أصوات الخنازير الحقيقين!! قطيع من البهائم المغيبة مؤمنين دائمًا بالثوابت والمسلمات، هذا صحيح وهذا خطأ إذن هذا صحيح وهذا خطأ.. أي شيء يقال يُصدق من أي شخص أعلى رتبة في هذا المكان..

ولكنهم أيضًا ضحايا للشخصان القادمان وهم الأقل خطرًا حقيقةً.. فنحن تربينا على تقبل أكبر قدر ممكن من التنمر ومعالجته بالصمت.. الشخص الثاني معنا هو اختير بعناية شديدة، على ما اعتقد إنهم يجرون معه مقابلة يسبونه ويلعنونه هو وعائلته بأقذر الألفاظ والأوصاف، وإذا اهتز حاجبه فهو مرفوض لأنه ليس بالقدر الكافي من البرود..

موظف شئون الطلبة!! شخص لا يرد ولا يسمع، وأشك أنه لا يتنفس ولكن يؤكد وجوده بالصراخ دومًا.. يا من لم تسمعني أنا هنا أنا أملك سلطة هنا أنا أتحكم بالطلبة هنا.. يؤمن بأنه مؤثر ولكن لم يأخذ القدر الكافي من الدعم المعنوي أو المادي ويعلم أنها بضع سنوات وسيحل مكانه ماكينات فيجب أن يؤثر فقط أنا هنا أنا هنا ولكن لماذا؟؟

لتعطيلك عزيزي الطالب.. إذا لم تكن معطل سيجد لك ما يشغلك ثم يعطلك فقط إنها مهنته ومعه هبته من الله سبحانه وتعالى وهي البرود.. نأتي للشخص الثالث.. الخنزير الأكبر والأعظم في بركة الوحل هذه.. الدكتور.. لقبه هكذا دكتور، هذا اللقب كان يريد أن يكون اسمه الأول ولكن السجل المدني رفض بعد الكثير من “كيف تكلمني هكذا.. أنا دكتور في جامعة اللاشيء”، يحكم البركة.. يأخذ كل الدعم المعنوي والمادي الذي لا يأخذه الموظف وفي نفس الوقت أعطوه كل التحكم في يده..

 

أعمار هذه الشباب في يده بالمعنى الحرفي لكلمة أعمار، إذا لم يعجبه شكل طالب فإنه لن يتخرج من هذه الكلية في الوقت المتعارف عليه.. وزيرًا بين طلبته الخنازير الصغيرة الذين يلتفون حوله كالضحايا التي تصادق جلادها لكي يؤذيهم أقل من الآخرين، بمعنى أصح ليقول لهم على سؤال بالامتحان فيكتشفوا أنهم ذاكروه ويندهشوا لسبب لا يعلمه إلا الله، فإذا فكروا لأقل من دقيقة سيجدوا أنهم ذاكروا المنهج ثلاث مرات وأنهم حاليًا يرتبون للمراجعات!!

يضع هذا الخنزير منهج جميل عبارة عن كل شيء مقرف وغير مهم أو مفيد على الإطلاق ومثير للجدل فقط لكي يتناقش مع الخنازير أمثاله.. ومعه أيضًا بعض الخنازير المتوسطة السلطة والقيمة يستخدمهم استخدام شخصي، أي أنه إذا لم يجد منديل يبصق فيه سيبصق عليهم بدون أي شيء، وبدورهم هم أيضًا يعوضون هذا النقص على الطلبة..

أتذكر هذا الخنزير عندما يقف وسط المدرج ليقول إنه كان في دولة أجنبية وكرموه لأنه فعل شيء لا يعلمه إلا هو!! كل قصصه وحكاياته يقصد بها أن يقول أنا رجل علم أنا قوي انا أملك كل شيء.. من وجهة نظري الخالصة أنا لا أراه إلا رجل منهج هو يقول ويشرح منهج ليس علم على الإطلاق..

جميعنا نعلم الفرق بين العلم والمنهج.. المنهج يشبه السلع التموينية بالضبط، رديئة الجودة وأقل الأسعار لأنها مدعمة من الحكومة، وهذا أيضًا المنهج بالتحديد فهو مدعم من الحكومة فاعتقد أن الأمر منتهي بالنسبة لجودته..

في حين كل هذا أين سأعيش أجمل أيام الحياة والشباب.. أنا أشعر بعدم الأمان، بالخوف، وحيدًا دائمًا، قلق متوتر من كل شيء.. أخشى هؤلاء الأنواع من البشر إنهم الأحقر على الإطلاق، ولكن دعنا نقول إن الجميع ضحايا لأعلى الجلادين على الذين أسفلهم.. هذه البيئة الغير آدمية للعيش هي من تطلب منك أن تصير منها شيئًا وتنافس أو لا ترسب على الأقل!!

ولأني اعتدت دائمًا أن أنهي بما بدأت به؛ فإني أخشى أن تكون هذه الجملة التي بالأعلى هي حقيقة، وأن يكون كل هذا الوحل هو الأجمل في الحياة، فأدعو الله أن تكون أكذوبة لا أكثر.. بإذنه ومشئيته ستكون أكذوبة وما بعد هذا سيكون أفضل!!

زر الذهاب إلى الأعلى