شبح الجرس الأزرق ، ولاية فيلاديلفيا من الولايات الأمريكية الشهيرة بالمعالِم التاريخية القديمة، وطبعًا مينفعش ننسى دورها التاريخي في الثورة الأمريكية، دا غير إن فيها بيوت قديمة ومباني تاريخية أكتر من أي ولاية أمريكية تانية.
بس ساعات المباني دي بتكون مسكونة بأشباح مُخيفة رافضة تمشي وتسيبها!
فندق بلو بيل إن أو الجرس الأزرق اتبنى في القرن الـ ١٨، فندق مكوَّن من دورين في جنوب غرب فيلاديلفيا، بالقُرب من بلدة اسمها داربي، اللي بناه كان السيد هنري باسكال سنة ١٧٦٦، وسبب شُهرته البالِغة هو إنه كان مبني على طريق معروف حاليًا بالطريق الرئيسي لجادة وودلاند، وقتها كان دا الطريق الرئيسي اللي بتعدي منه عربيات الخيول أثناء ذهابها لأول طاحونة بتعمل بالماء في بنسلفانيا.
لكن مش دا السبب الوحيد لشُهرة الفُندق دا، كان في سبب تاني.. وهو إن السيد جورج واشنطن وجنوده بيتردَّدوا على الفندق في مُناسبات مُختلِفة.
منهم مرة كانِت أثناء ذهابهم لمعركة برانديواين، بعض الجنود مكانش جايلهم نوم، وفضلوا سهرانين لوقت متأخَّر من الليل، ودا خلى صاحِب الفُندق يحُط قضبان معدنية على البار، عشان يضمَن إن محدّش منهم هيسرَق أي كحول أثناء نومه.
سنة ١٨٠١ تقريبًا.. بنوا دور تالِت للفُندق، ودا طبعًا كبَّر مساحته وزوِّد قدرة استيعابه، لكن على مدار القرنين الـ ١٨، والـ ١٩، تعرَّضِت المنطقة لسلسلة من الفيضانات والحرائِق دمَّرِت الهيكل الأساسي بتاع الفُندق، لحَد ما إتهد تمامًا سنة ١٩٤٠.
بعدها بشوية.. قام حريق تاني دمَّر البقية الباقية من الفُندق.
سنة ١٩٨٥.. ظَهَرت مجموعة من المتطوّعين سموا نفسهم «أصدقاء الجرس الأزرق»، كانوا مُغرمين بتاريخ الفُندق، وعينوا نفسهم كحُماة للفندق.
وقدروا يرمّموا الفندق، وقرَّروا يديروا الحانة اللي كان عُمرها دلوقتي أكتر من ٢٥٠ سنة تقريبًا.
ومن هنا.. بدأت سلسلة من الأحداث الغريبة!
في أواخِر التسعينات.. واحِد منهم اسمه ديفيد سامز ووالدته جون، الإتنين كانوا واقعين في غرام الفُندق، وقرَّروا إنهم يفضلوا فيه لحَد ما يرجعوه لأمجاده مرة تانية.
في ليلة من الليالي.. جون سامز كانت نازلة على سلم القبو، فجأة.. وبدون مُقدمات.. قوى غامضة وغير مرئية دفعتها من ضهرها، وقعت جون بكُل قوتها على السلم واستقرّت على الأرض الاسمنتية تحت في القبو، كانت في حالة ذهول، ومُصابة إصابات خطيرة، فضلت تنادي على ابنها، اللي لقاها بعد كام ساعة، وقال إنها يمكن تكون وقعت عشان فقدت توازنها أو حاجة، ورفض يصدّق أي كلام له علاقة بالخوارِق والروحانيات.
لكن بعد كام ليلة.. حصل اللي خلاه يغيَّر رأيه!
كان واقِف في المطبخ بيجهّز العشا، كان حاسِس بحاجة غريبة مخلياه خايف شوية، خصوصًا بسبب انخفاض درجة حرارة المكان مؤخرًا بدون أي سبب واضِح أو مفهوم، على الرغم من إنهم في نُص فصل الصيف والجو المفروض يبقى حر جدًا، فجأة.. وهو غرقان وسط أفكاره، حس برعشة غريبة في جسمه كله، لف وبص وراه وشافه.. راجل نحيف شكله غريب واقِف في ركن المطبخ اللي وراه، كانوا هُمّا الإتنين بيبصوا لبعض، الحاجة الأغرب.. إن الراجل كان لابِس زي عسكري كامِل بس شكله قديم أوي.
فجأة.. الراجِل إتكلِّم!
عرَّف نفسه.. قال إن هو الجندي جوناثان جرابين، وقف كام ثانية بعدها بصمت، قبل ما يتبخَّر تمامًا!
ديفيد فضل بعدها كام أسبوع مش قادِر يتمالك أعصابه ولا يفكَّر بطريقة منطقية سليمة، لحَد ما قدر يتمالَك أعصابه شوية، وبدأ يدوَّر في تاريخ المكان شوية، لحَد ما وَصَل لمعركة حربية قامِت في شهر نوفمبر ١٧٧٧.
بيُقال.. إن لمَّا البريطانيين استولوا على فيلاديلفيا، مقدروش يحكموا سيطرتهم على نهر ديلاوير، وبسبب عدم سيطرتهم على النهر دا، مكانوش قادرين يوصلوا الإمدادات بدون ما يعرضوا نفسهم لخطر التعرُّض لهجوم أمريكي.
عشان كدا قرّروا يستولوا على المكان، وبعتوا ظابِط الجيش البريطاني تشارلز كورنويلز ومعاه ٢٥٠٠ جُندي عشان يهاجموا نقطة الدفاع الأمريكية اللي كانِت مُتمركزة مكان الفُندق، وكان فيها أكتر من ٢٨ جندي أمريكي، انتهت المعركة بمقتل ٥ جنود أمريكان وأسر الـ ٢٣ جندي الباقيين.
بس أثناء المعركة، أصيب جندي بريطاني، وزمايله جرّوه لحَد جوا المكان، ساعتها كان بيموت، وآخر حاجة قالها قبل ما يموت: ” أنا عُمري ما هسيب المكان الملعون دا أبدًا! ”
الجُندي دا اسمه كان جوناثان جرابين!
الفندق حاليًا مقفول، وغير مسموح للزوّار أو للسياح بدخوله.
حد فيكم مُهتم يزوره ويقابِل شبح جندي بريطاني غاضِب مش عارِف يغادر المكان من أيام الحرب؟
اقرأ أيضاً
الرواية الملعونة الحلقة الأولى
