بالتأكيد الغيرة هي أحد أنقي و أقوي المشاعر الإنسانية، فهي في النهاية ناتجة عن الحب، ولكن ما الذي يمكن للغيرة أن تفعله؟ أن تحولك إلي قاتل ؟ قاس ؟ شرير؟ أم أن تجعل شبحك متعطشا للانتقام ؟..
منذ حوالي 175 عاما في ولاية أوهايو القديمة، كان تقتضي العادات علي الشاب أن يكون مستقرا في سن الثلاثين من عمره، وهكذا كان يسعى معظم الشباب للزواج في سن مبكرة، وفي ذلك الزمن و خلال يوم معين كان يسير الشاب جايمس ك.هنري علي حصانه خلال طرق ضواحي بيري، وكان عقله مشغولا و وعيه أسير حالة مستمرة من التفكير و القلق.
فكما ترون اقترب جايمس من سن الثلاثين وقد حان الوقت ليعثر علي زوجة مناسبة، ولكن ما حير عقله وأدخل رأسه في إعصار من الأفكار، حيرته في الاختيار بين فتاتين جميلتين: ماري أنجل وراشيل هودج.
ولكن وبينما كان غارقا في حيرته، وبسبب أن عقله قد وصل لحدود قدرته علي التفكير والقلق إنهار جايمس وغط في نوم عميق فوق ظهر حصانه، وحين استيقظ ذهل مما حدث فقد وجد نفسه أمام منزل ماري أنجل، وهنا قرر أن يعتبر ذلك علامة وقرر أن يتقدم للزواج منها.
تزوج بها في الحادي عشر من يناير عام 1844، وكعادة الشهور الأولي من الزواج كان الإثنين يمضيان أمسيات رومانسية دائمه مع شعلة الحب المتقدة داخل قلوبهما حيث يستقلان عربة في الريف كل ليلة ليتأملا معا ضوء النجوم وكان يقود العربة الحصان العجوز بوب.
لم يمض الكثير من الوقت ليظهر حمل ماري، وبعد يوم الفلانتين عام 1845 بأسبوع بدأت تذهب للعمل، ولكن في الثامن و العشرين من فبراير ماتت ماري و طفلها أثناء الولادة مما دفع جايمس للغرق في محيط من الحزن ولكن بالطبع لم يمضي في الحزن طويلا فقد كان دائما يمتلك خطة أخري، لذا بعدما دفن الطفل و امه في مقبرة أوتربين انتظر ثلاث سنوات قبل أن يتزوج من راشيل هودج في السابع من ديسمبر عام 1848، ولكن في حركة غير عادية قررت راشيل أن ترتدي فستانا أسود و أن تزور قبل ماري في يوم الزفاف مما ظن البعض أنه رد للجميل فقد كانت راشيل كذلك موجودة في زفاف ماري.
ولكن وبعد الزفاف بفترة قصيرة بدأ حارس المقبرة يشتكي للزوجين بشأن الأضواء و الضوضاء الغريبة التي تصدر من قبر ماري، ولم يطل الأمر كثيرا قبل أن يخبر الحارس جايمس بأنه عثر علي علامة حدوة حصان دموية علي شاهد قبر ماري مما زرع الخوف في الزوجين، ولكن ذلك لم يوقفهما عن متابعة حياتهما لذا سرعان ما رزقهم الله بأربعة أطفال.
ولكن في الثامن من أبريل عام 1859 ذهب جايمس صباحا ليعتني ببعض الأشياء في حظيرة منزله، ولكنه لم يعد للغداء لذا خرجت زوجته لتبحث عنه، ولكن ما وجدته في الحظيرة شل جسدها من الخوف و الحزن، حيث كانت ترقد هناك جثة جايمس و على جبهته علامة حدوة حصان دموية كالعلامة التي زينت شاهد قبر زوجته الأولي ماري تماما حيث اتضح أن الحصان قتله بركلة في رأسه.
وبالرغم أن ماري من الواضح قد نالت انتقامها بدافع الغيرة من جايمس، إلا أن الناس كانوا يشتكون من الضوضاء و أصوات الصرخات و الأضواء الغريبة التي تخرج من قبرها كل ليلة و يقال أن صرخات ألمها لا تزال تسمع حتي الآن في المقبرة هذا إن أردت زيارتها.