تربطت العلاقات الإنسانية بين البشر و بعضهم البعض، وربما تصبح هذه العلاقات هي ملجأ الإنسان الوحيد ضد الوحدة و الخوف، ولا يوجد خوف أقوى من رعب الموت، لذا هل يمكن لهذه العلاقات أن تستمر لبعد الموت ؟.
هذه تجربة قرر أحدهم أن يشاركها على الإنترنت عسى أن يحصل على إجابة تريح عقله من كثرة التفكير، لذا ربما من الأفضل أن نساعده في ذلك.
“بعد خمسة عشر عامًا من الانقطاع أخيرا قررت أن أقوم بزيارة لبلدتي الأم، بالتأكيد كل منكم يشعر أحيانا بالحنين لمكان مولده و نموه، وهذا بالضبط ما حدث لي حين قررت العودة.
حين وصلت إلى البلدة يومها قررت أن أمر بمنزل صديق طفولتي والذي للأسف انقطعت أخباره عني منذ سنين طويلة، توقفت أمام المنزل و طرقت الباب قبل أن أحاول دفعه فأجده مغلقًا.
توقفت قليلًا ثم ظننت أنه ربما لا أحد في المنزل، ولكن حين التفت للمغادرة وجدته أمامي، ضمني إليه بكل دفء وأخبرني كم افتقدني، مرت خمسة عشر عامًا منذ رأيته أخر مرة و قد ظهرت آثار السنين جلية على وجهه، ولكنه إبتسم لي قبل أن يفتح باب المنزل و يدعوني للدخول.
لأكون صادقًا كان المنزل مخيفًا، بعض الأثاث كان محطمًا و البعض الأخر غلفته طبقة سميكة من الغبار، حينما شعرت بالغرابة سألته عما حدث للمنزل فأخبرني بأنه كان مشغولًا ولا يجد الوقت للعناية به.
في الحقيقة لم أهتم حينها، كل ما أردته هو الحديث مع صديق طفولتي، تحدثنا تقريبًا عن كل شيء مررنا به، منذ الطفولة إلى البلوغ، وبعد عدة ساعات أخبرته بأنني سأذهب لمنزل قريبي و أقضى الليلة عنده.
ولكن صديقي رغب بشدة أن أبيت معه في منزله، ولكني كنت خائفًا بالفعل من المنزل، لذا اعتذرت له، و طلب مني أن أعود إليه في الصباح و قلت له ” بالتأكيد” قبل أن أودعه و أذهب لمنزل قريبي.
وصلت إلى المنزل، قريبي يمتلك زوجة لطيفة و طفلين جميلين جدًا، كنت أتناول معهم العشاء حينما أخبرتهم عن مروري بمنزل صديقي وكيف التقيت به، ولكن حينها تحولت نظراتهم لتصبح شيئًا بين الحيرة و الخوف قبل أن يقول صديقي غاضبًا.
“هل تمزح معنا ؟”
فسألته و قد غرقت في الحيرة حول ردة فعلهم الغريبة، وحينها أخبروني بأن صديقي قد توفي في حادثة سيارة منذ عشر سنين كاملة وقد تركت عائلته المنزل و غادرت وهو مغلق منذ ذلك الوقت.
لهذا اليوم لا أفهم حقا ما الذي حدث، هل كنت أحلم أم ما مررت به حقيقة ؟ لا أدري و لكني مسرور لأنني رأيت صديقي للمرة الأخيرة على الأقل”