عامل الحديقة
من الصعب أن أجزم بأنني أستطيع تخطي ما حدث.. أنا كارمن أبلغ من العمر في الوقت الحالي 34 سنة، انتقلت وعائلتي إلى بلدة صغيرة في هولندا، كان عمري وقتها لا يتعدى السابعة، انتقلنا أنا وأخواتي الثلاثة وكان والدي قد توفى قبلها بأربع سنوات.
قررت أمي بدلاً من أن تستثمر ورثها من جدي في أي مشروع، أن تستثمر في دار أيتام ويكون به جزء مخصص لنا كسكن، كنت في غاية التحمس وقتها فما أجمل أن ترعى أطفال أيتام لا ذنب لهم في الحياة سوى أن ذويهم قرروا أن يستغنوا عنهم منذ نعومة أظافرهم.
استقبلنا الرضع وكبروا أمام أعيننا وتربينا مثل الإخوة، وكان لدينا عاملين بالنظافة والمطبخ وعامل حديقة.
اشتغل بالمطبخ مارثا وناتلي، والنظافة سميث وزوجته ماتيلدا، وعامل الحديقة فرانك.
فرانك جاء إلى الدار وهو طفل ذو تسعة سنوات، استيقظنا على طرقات باب الدار في يوم ممطر ووجدناه طفل حليق الرأس بشكل غير متساوي، يرتجف وبه الكثير من علامات التعذيب القديمة والجديدة.. على الفور ادخلناه وتم تغيير ملابسه، وحكى أنه قد هرب من أسرته بسبب تعذيبهم له ولم يجد مكان ليذهب إليه، كانت عيناه تحمل الكثير من الألم والكره على سنة الصغير.
تربى فرانك في الدار وكان مشاغب للغاية ويضرب الأطفال الأصغر سنًا منه، وانقضت فترة طفولته بصعوبة في الدار من مشاكل وافتعال حرائق، وعندما تم السن القانوني كان يجب أن يترك الدار ولكنه بكى وقال: “سوف أعمل لديكم بدون أجر، أرجوكم فليس لي مكان آخر سواكم”، وأقسم أن يحسن التصرف.. رق قلب والدتي وقررت تعيينه بدلًا من عامل الحديقة الذي ترك العمل بسبب حادث سيارة.
عمل فرانك في الحديقة ولاحظنا سلوك غريب في قسم البنات، ومع إلحاح شديد عليهم قالوا أن فرانك يضربهم وهم يلعبون في الحديقة بعصاه، وأنه قد تحرش بفتاة منهم!
عند استجوابه أنكر فرانك التحرش وقال إنه كان يضربهم لتهذيبهم، وأنه لن يقدم على فعل هذا مرة أخرى.
في الليلة التي تليها قررت أمي أن تخرجه من الدار صباحًا، استيقظنا ولم نجد فرانك ظننا أنه قد ذهب ولكنه كان مشنوقًا في الحديقة في الشجرة الكبيرة.
جاءت فتاة وقالت أنه لم ينتحر وأن مجموعة من الأولاد والبنات من قسم 14 سنة هم من قاموا بضربه وشنقه هكذا.
خوفاً منا علي سمعة الدار تم دفنه بشكل لائق و التكتم علي الحادث , و تم التحقيق بواسطتنا مع الأولاد و انتهى الأمر ,او ظننا انه قد انتهى !!
بعد بضعة أيام كانت تأتي كل ليلة صرخات البنات ويجزمون أنهم قد شاهدوا فرانك مع عصاه في غرفهم وينظر إليهم بخبث، ظننا أنهم يتوهمون ذلك حتى أتت ليلة ممطرة، قررت أن أطمئن على الفتيات بنفسي بدلًا من ماتيلدا الخادمة..
كان كل شيء يبدو جيدًا ولكن مع دقات الساعة الواحدة اشتد المطر والرعد والبرق وانقطعت الأنوار ورأيته!!
أنه فرانك بالفعل لم تكن البنات يتوهمن، رأيته يحمل عصاه ويهوي بها على يده الأخرى وتحمل عيناه كل الكره والغضب!
تأكدت أنه شبحه وكان يتحرك تجاهي ويختفي ويظهر مع ضوء البرق، خرجت مسرعة لغرفتي وأتقنت غلقها حتى أتت طرقات كثيرة عنيفة كادت أن تكسر الباب، تلفت لأجده ورائي واختفى لأجد على ظهري ضربة عنيفة من العصاه واختفى بعدها.
مرت الليلة وفي الصباح أخبرت أمي التي بدورها أجرت اتصالات وإجراءات لنقل البنات والأولاد من الدار وانتقالنا نحن أيضًا.
تم توزيع البنات والأولاد على دور أخرى وخلال أيام نقلهم كان الصراخ لا ينقطع ليلًا عن الدار، وعلامات خربشات وضرب على أجسادهن!
تم النقل للجميع وإغلاق الدار، وبعد وقت سمعنا أنه نشب حريق في الدار وتم إخماده وأصبح مهجورًا الآن، وأعتقد أن فرانك مازال يعيش هناك…
مقتبسة من حوادث حقيقية لدور أيتام.