الحياة والمناخرياضة

عثرات كروية في تاريخ أجيال ذهبية

عثرات كروية في تاريخ أجيال ذهبية.. يُطلق مصطلح «الجيل الذهبي» على مجموعة من اللاعبين أصحاب المهارات العالية والمتقاربين في المرحلة العمرية.

واستخدم المصطلح للمرة الأولى بشكل بارز عام 1989 من قبل الصحافة البرتغالية حين تُوج منتخب البرتغال بلقب مونديال الشباب في ذلك العام، قبل أن يكرر نجاحه في النسخة التالية عام 1991، إلا أن التاريخ الكروي ظل شاهدا على عثرات تعرضت لها أجيال ذهبية في مختلف البطولات، وهنا سنرصد أبرزها:

خسارة وحيدة تقضي على حلم المنتخب الأفضل

وصفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» المنتخب المجري خلال الفترة من 1950-1956 بالأفضل في تاريخ الكرة، فهو الذي ضم نجومًا لامعة في تلك الفترة مثل بوشكاش، هيديكوتي، تسيبور، جروسيتش بقيادة المدرب تشيبيش صاحب الأفكار الثورية بكرة القدم في وقتها حيث تمكن ذلك الجيل من التتويج بذهبية أولمبياد هيلسنكي 1952.

بالإضافة لتفادي الخسارة في 32 مباراة متتالية على مدار أربع أعوام، حتى جاءت اللحظة الأهم بالتأهل لنهائي مونديال 1954 أمام ألمانيا، حيث بدت المجر في طريقها لتتويج مضمون باللقب بعد التقدم بهدفين في أول ثماني دقائق، إلا أنهم خسروا في النهاية بنتيجة 2-3 ليضيع الحلم، وكانت تلك الخسارة الوحيدة للفريق حتى عام 1956 الذي شهد النهاية الفعلية، بعد قيام ثورة ضد النظام الشيوعي في البلاد ليرحل غالبية اللاعبين للخارج.

بولندا لا تعرف الطريق لليورو

امتلكت الكرة البولندية جيلا رائعا خلال حقبة السبعينيات بتواجد لاعبين أمثال؛ لاتو، شارماخ، ديناه، بونييك حيث تمكنوا من التتويج بذهبية أولمبياد ميونخ 1972 وفضية أولمبياد مونتريال 1976، بالإضافة لإحراز المركز الثالث في مونديالي 1974 و1982، إلا أن اللغز الأكبر تمثل في عدم قدرة ذلك الجيل على بلوغ نهائيات اليورو مطلقا.

وتعثروا في تصفيات 1972 أمام ألمانيا ثم وقعوا في المجموعة الحديدية لتصفيات 1976 مع كل من هولندا وإيطاليا، لتنتهي آخر محاولتهم بتعثر جديد أمام هولندا في تصفيات 1980، لتضطر الكرة البولندية للانتظار حتى عام 2008 من أجل الظهور الأول في اليورو عند استضافة البطولة مع أوكرانيا.

لعنة أصحاب الأرض تطارد هولندا

قدم المنتخب الهولندي ثورة في عالم كرة القدم خلال حقبة السبعينيات، فيما ُعرف باسم «الكرة الشاملة» تحت قيادة مدربه رينوس ميتشيلس، إلا أن الجيل البرتقالي الذهبي بقيادة كرويف، نيسكنز، ريب ورينزينبرينك فشل في التتويج بلقب المونديال رغم بلوغه النهائي في نسختي 1974 و1978، حيث كان صدامه مع أصحاب الأرض ألمانيا ثم الأرجنتين حجرًا عثرًا في مشواره.

ولم يختلف الحال كثيرًا في مشواره باليورو عندما سقط أمام تشيكسلوفاكيا في نصف نهائي 1976 قبل أن ينتهي مشواره مبكرًا، بالخروج من مرحلة المجموعات في نسخة 1980.

ثلاث ألقاب إفريقية لا تشفع

بلغت الكرة المصرية ذروة تألقها في الفترة من 2006-2010، والتي شهدت التتويج بثلاث ألقاب متتالية لكأس أمم إفريقيا بشكل أدهش العالم أجمع، في ظل اعتماد الفراعنة على قوام أغلبه من لاعبي الدوري المحلي أمام محترفي منتخبات القارة السمراء، ليصل منتخب مصر للمرتبة التاسعة في التصنيف العالمي خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2010.

وهو ما جعل الجماهير المصرية متفائلة للغاية بالتأهل لمونديال 2010، لاسيما مع فشل المنتخب الجزائري المنافس الأبرز بالتصفيات في مجرد التأهل لكأس أمم إفريقيا في نسختي 2006 و2008، إلا أن الفراعنة خسروا فرصتهم الأبرز في التواجد بالمونديال بعد السقوط أمام محاربي الصحراء في مباراة فاصلة بأم درمان.

شبح سكولاري يطارد إنجلترا

شهدت الكرة الإنجليزية تواجد العديد من اللاعبين الرائعين في صفوف منتخبها بجميع المراكز في مطلع الألفية الثالثة مثل؛ أوين، روني، بيكهام، فيرديناند، جون تيري، آشلي كول، لامبارد وجيرارد، حيث بدا الجميع مهيئًا للتتويج بلقب المونديال أو اليورو، إلا أن الإنجليز سقطوا أمام البرازيل ومدربها سكولاري في ربع نهائي مونديال 2002، ليرحل بعدها المدرب البرازيلي لتدريب البرتغال.

وكان على موعدًا مع القدر أمام الإنجليز بعدما أطاح بهم من ربع نهائي يورو 2004، ثم ربع نهائي مونديال 2006 قبل أن تأتي الطامة الكبرى بفشل منتخب الأسود الثلاث في مجرد التأهل ليورو 2008، ليتم وصف الجيل الذهبي الإنجليزي بالأكذوبة الأكبر في تاريخ الكرة.

نهاية المشروع البلجيكي

أعدت الكرة البلجيكية مشروعًا طموحًا عام 2003 من أجل تكوين منتخبًا قادرًا على الفوز بلقب المونديال أو اليورو، وهو ما بدأت ثماره في الظهور بالتأهل لمونديال 2014، بعد غياب عن البطولات الكبرى منذ عام 2002.

وانتهت الرحلة عند الدور ربع النهائي لترتفع الطموحات في يورو 2016، قبل أن ينتهي المشوار بهزيمة مفاجئة أمام الوافد الجديد ويلز في ربع النهائي أيضًا ليصل جيل دي بروين، هازار، لوكاكو وميرتينز للذروة باحتلال المركز الثالث في مونديال 2018، إلا أن يورو 2020 شهد خيبة أمل بنهاية المشوار في ربع النهائي أمام إيطاليا لتأتي كلمة النهاية للجيل بالإقصاء المبكر من الدور الأول لمونديال 2022.

تشيلي لا تكرر إنجاز الستينيات

عرف المنتخب التشيلي الطريق لمنصات التتويج بفوزه بلقب كوبا أمريكا عامي 2015 و2016 بفضل مجموعة رائعة من اللاعبين أمثال فيدال، سانشيز، فارجاس وأرانجيز لترتفع طموحات الجماهير بتحقيق إنجاز مونديالي لا يقل عن احتلال المركز الثالث في نسخة 1962، إلا أن ركلات الترجيح أنهت أحلامهم عند مرحلة دور الـ16 أمام البرازيل في نسخة 2014 قبل أن يفشل المنتخب اللاتيني في التأهل لنسختي 2018 و2022، لتذهب الأحلام أدراج الرياح.

زر الذهاب إلى الأعلى