عجوز يسكن شقتي
عجوز يسكن شقتي ، تمر بنا العديد من التجارب الغريبة الغير قابلة للتصديق، و أحيانا نرغب في الحديث عن تلك التجارب، وهكذا شكّل لنا الإنترنت نافذة للإفصاح عنها.
وهذه إحدى تجارب المستخدمين الشخصية الحقيقية :
” نحن نعيش في مبنى قديم عمره يقارب المئة عام في مدينة نيويورك، و لكن قبل إنتقالنا إليه كان المبنى يمر بفترة إعادة تجديد و إصلاحات كبيرة حتى يكون جاهزا للساكنين الجدد، وهكذا كنا نعلم بأن شقتنا قد سكنها شخص ما قبلنا، كان رجلا عجوزا ينادونه بجو، وكان يسكنها منذ سنين شبابه في الأربعينيات.
وعلى حسب حديث جيراننا الذين كانوا هنا قبلنا، جو كان شخصا غريبا و قذرا، كان يعيش في علاقة مع حبيبه، كان هو في التسعين من العمر بينما حبيبه كان في الثلاثين، وكان الجيران دائما يسمعون أصوات صراخهم في بعضهم البعض ليلا على أنغام الأوبرا العالية القادمة من شقة جو، ولكنه في النهاية مات وحيدا بعدما كشفت رائحة العفن عن تفسخ جثته، وهكذا بقيت الشقة خاوية إلى أن أجرناها.
ومن هنا بدأت الأحداث الغريبة منذ إنتقالنا لها، في إحدى الأيام كان زوجي يعمل متأخرا ليلا، بينما كنت أنا في الشقة أجلس على الأركية و أحل الكلمات المتقاطعة بجوار كلبي، الأريكة تقع في غرفة المعيشة و يقابلها باب غرفة الضيوف، وهكذا كنت مندمجة في حل الكلمات و فجأة إخترق أذني صوت تحرك باب غرفة الضيوف قبل أن يغلق نفسه،إنتبهت لما حدث و تأملت الباب لثوان، ثم لاحظت بأن كلبي قد إنتصبت أذناه و بدأ ينظر للباب بغضب و يزمجر بصوت مخيف.
قمت من مكاني و ذهبت لغرفة الضويف، تفقدتها جيدا و تفقدت النوافذ، وبما أن المبنى نفسه قديم لم أهتم في الواقع، وهكذا فتحت الباب مجددا و كنت على وشك العودة للأريكة، وبمجرد أن غادرت الغرفة إنغلق الباب خلفي بعنف مرعب، وهكذا شعرت بالخوف.
أمسكت مقبض الباب و حاولت تحريكه ولكنه رفض التحرك مهما حاولت، ولكن فجأة لمحت ظلا يتحرك أسفل قدمي، ظلا مصدره يقف خلف الباب، كان عقلي على وشك الإنهيار، فقررت أن أضع أذنى على الباب علي أسمع شيئا يخبرني بأنه الهواء فقط، ولكن الرعب جمد أطرافي حين سمعت صوت الطرق الخفيف يخترق أذني ثم تبعته كلمات هامسة قالت
” أخرجي من بيتي !”
وهكذا لم أنتظر، أخذت الكلب و خرجت من الشقة لتمشيته قليلا في محاولة بائسة لتهدئة عقلي.
ذلك الموقف لم يتكرر بعدها لفترة طويلة، إلى أن جاء والدي ليقضوا معنا أسبوعا، وفي إحدى المرات في الصباح الباكر، أوقفتني أمي وقالت لي
“تعرفين أن هناك شبحا يسكن شقتك ؟”
أعاد سؤالها الخوف بداخلي، فأنا لم أخبرها شيئا أبدا عما حدث، بل حتى لم أخبر زوجي، لذا سألتها
“كيف عرفت ؟”
فقالت
“لقد شاهدته، كان يجلس على كرسي مكتبك ليلا، ولا أظنه شبحا شريرا، فقد بدا عجوزا جدا”
ثم إستمر الهدوء بعد ذلك الموقف لأسابيع و أسابيع، إلى أن جاءت تلك الليلة، كنت أجلس أشاهد التلفاز بجوار كلبي بينما يجهز زوجي لنا الطعام في المطبخ، وفجأة أجده يركض نحوي غارقا في الدماء وهو يصرخ بخوف ورعب
“لقد هاجمني رجل عجوز بسكين !”
لم أجد مجالا للتفكير، أخذته لأقرب مشفى ليعالجوا إصابته، ولحسن الحظ لم تكن إصابة بليغة، ولكن بالنسبة لنا كان ذلك ناقوس الخطر وقد بدأ يدق، وهكذا قررنا أن نترك شقتنا تلك للأبد.”