تكنولوجيا

علميًا.. الفرق بين أدمغة المبتدئين والخبراء

علميًا.. الفرق بين أدمغة المبتدئين والخبراء

إذا تحدثنا عن تعلم المهارات، فما الفارق بين مخك قبل أن تتعلم مهارة ما وبعد أن تتعلمها. ركوب الدراجات.. في بداية الأمر تسقط ثم تسقط ثم تسقط، لكن بعد مرور ساعة أو اثنتين من السقوط المتكرر تجد نفسك أخيرًا تقود الدراجة، فما التغير الذي حدث في مخك حتى تتقن تلك المهارة.

وجد العلماء عند دراستهم أدمغة الفئران أنه بعد تعلم مهارات جديدة أصبت الخلايا العصبية في أدمغتهم أكثر دقة وانتقائية وترابط. يمكن أن تساعد تلك النماذج على فهم أكبر لكيفية الإدراك وصنع القرار.

قام الباحثون بتدريب الفئران على اتخاذ بعض القرارات، عن طريق إعطائهم بعض الاختيارات وعند اختيارهم اختيار محدد منح الباحثون الفئران الطعام. أثناء ذلك كانت مجموعة من أجهزة رسم الدماغ مثبته على رؤوس الفئران لمعرفة نشاط أدمغتهم.

في البداية كانت الفئران تستغرق وقتا طويلا في الاختيار وكانت خلاياهم العصبية تنشط بعد ثوان من اتخاذ القرار. لكن مع التدريب صارت خلايهم العصبية أكثر كفاءة بحيث أنها صارت تنشط أسرع فأسرع شيئًا فشيئًا حتى تحولت الفئران إلى خبراء خلال أربعة أسابيع وصارت خلايا الفئران تنشط بالشكل المناسب عند وضعها أمام الاختيار المطلوب بحيث أنها تنشط قبل حتى أن تتخذ الفئران القرار، حتى صار الباحثون قادرون على قراءة ماذا سيفعل الفأر حتى قبل أن يقوم بالفعل فقط من خلال الرسم الدماغي للفأر.

اكتشف الباحثون أن الروابط بين الخلايا العصبية يعاد ترتيبها مع التدريب وأنها تصبح أكثر دقة وانتقائية في حركة الإشارات العصبية من خلية لأخرى بحيث ينتج نمط معين هذا النمط يشير إلى تراكم خبرة ما، تجعل الاختيار يحدث حتى قبل أن يدرك الشخص أنه سيأخذه.

لذا فإننا نقود الدراجة ونقوم بأخذ المنعطفات وتفادي السيارات حتى بدون أن ندرك أننا نفعل ذلك، ربما تفكر في شيء آخر يشغل بالك لكن مخك الذي كون خبرة قيادة الدراجات سيستطيع رغم ذلك قيادة الدراجة والوصول للمكان الذي تريده حتى بدون أن تكون مدركًا بشكل كلي ما تقوم به.

المصدر
cshl

سمير أبوزيد

باحث ومهندس في مجال النانو تكنولوجي بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وله عدة أبحاث علمية منشورة. ألف ثلاثة روايات " صندوق أرخيف" و " الرفاعي الأخير" و " عز الدين"، كما كتب للعديد من المجلات وله ما يزيد عن الثلاثمائة مقال.
زر الذهاب إلى الأعلى