علم المصريات وتاريخ موجز لمصر
لماذا يُطلق على العلم الذي يدرس التاريخ المصري بـ علم المصريات ” Egyptology ” للإجابة على هذا السؤال لابد أن نعود بالزمن لعام 1789م عندما حاول نابليون غزو مصر فقد كانت لرحلته هذه تأثير بعيد المدى على مصر وبداية الحركة العلمية لفحص الآثار المصرية المستمرة حتى اليوم، فقد اصطحب معه نحو 175 عالم لدراسة كل جانب من جوانب مصر فقد أرادوا التعمق لمزيد من المعرفة.
مساهمة نابليون في علم المصريات:
لم يكتفي نابليون باصطحاب العلماء في مجالات الرياضيات والفلك والكيمياء والتاريخ والعديد من الرسامين والفنانين والشعراء ونسخ كل الكتب عن مصر في فرنسا بل جلب أيضًا الأجهزة العلمية وأدوات القياس، وبعد فترة طويلة من تخلى نابليون عن حملته العسكرية وعودته لفرنسا، ظل الفريق العلمي بمصر واستمروا في البحث والدراسة لقياس وتسجيل النتائج، مما ساعد في خلق مناخ علمي عالمي مهتم بدراسة مصر.
وبعد اهتمام الأوروبيون بمصر، كان هناك مجموعة من المغامرين والعلماء الذين قدموا لمصر وظلوا فيها حتى اليوم.
مفتاح فهم التاريخ المصري:
نتيجة لعمل توماس يونج الفيزيائي الإنجليزي وجون فرانسوا شامبليون في فك رموز حجر رشيد الذي سلط الضوء على معنى الكتابة الهيروغليفية، فجأة أصبح من الممكن فهم تلك اللغة، وفهم 3000 عام من التاريخ المصري وأصبحت الحضارة المصرية بالكامل مثل الكتاب المفتوح، فلا يمكن للتاريخ أن يجد تطبيقًا لعلوم الرياضيات أعظم من الأهرامات المصرية ويمكن القول نفسه على علم الفلك.
أرض النيل:
لقد سميت مصر هدية النيل بسبب الميزات الطبيعية الأكثر إثارة للاهتمام والفريدة وغير موجودة في أي مكان آخر بالعالم غير مصر، وسرعان ما اكتشف عدد من الأشخاص ذلك، ربما قدموا من شمال أوروبا أو من وديان نهري دجلة والفرات ومن شمال البحر المتوسط ومن غرب وجنوب الصحراء ومن شرق البحر الأحمر واستقروا في مكان تدفق النهر الذي كان يجلب معه الحياة كل عام فوجدوا الطعام لهم ولحيواناتهم وزعوا القطن الذين يحتاجون إليه لملابسهم وتم العثور على المعادن مثل الذهب والأحجار الكريمة.
ازدهار مصر:
كانت الحضارات الأخرى في حالة ترقب دائم وخوف من الأعداء المعتدين، ولكن لم يكن الحال كذلك في مصر فقد وجهوا جهودهم لتأسيس حضاراتهم الخاصة على أساس الوفرة ونتج عن ذلك عصر مزدهر للثقافة والفن ومثل أي مجتمع كان هناك هيكل اجتماعي وتسلسل هرمي اجتماعي، فكان هناك الملوك والنبلاء والكهنة والعلماء والعسكريون والحرفيون وقد عملت الغالبية العظمى من السكان بالأرض.
وكان هناك حب للجمال والطبيعة فقد شوهدت الحدائق والزهور حتى في الأماكن التي عاش فيها الفلاحون، وكان التعليم المصري هو الأفضل فإذا درس أحد الطب في مصر فقد تلقى أفضل تدريب، كما كان للمرأة دورًا فريدًا في الكثير من الجوانب لم تُرى في أي مجتمع آخر من العالم القديم.
الاستقرار الثقافي:
كان المصري العادي في العصر الفرعوني على اتصل قليل بالعالم الخارجي، فكانوا مكتفين بأنفسهم من كل النواحي العسكرية والتقنية والعلمية وكان هناك ارتباط قوي بالأرض وبالثقافة والدين، ولم تتغير حياتهم الخاصة لأكثر من 3 ألاف عام لم تتغير وظلت حياتهم كما هي وظلت عاداتهم وتقاليدهم كما هي.
ومع فيضان النيل زرع المصري القديم وحصد وكان لديهم أسلوب حياة فريد للغاية واستمر النيل منبع الحياة لمصر فهي هبة النيل.
التميز لمصر:
هكذا، اكتسبت مصر أهمية كبيرة لتكون موضوعًا للبحث والدراسة بعلم مستقل بذاته علم المصريات ، فقد أثبتت الحضارة المصرية لبقية العالم قدرتها الفائقة في مجالات مختلفة بفضل إسهاماتها الكبيرة في العلوم والطب واللغة والفن والعمارة والهندسة.