أساطير

عن الأشباح ٢

عن الأشباح ٢نكمل حديثنا عن الأشباح

ليست كل الأشباح لأشخاص، ولكن يوجد أشباح جمادات أيضًا، قد يكون سفينة بحرية عتيقة سوداء تظهر في المحيط للبحارة وتروعهم ثم تختفي، قد يكون سيارة تظهر في منتصف الطريق ثم تختفي، قد يكون قطارًا، طائرة، مكتبًا، مصباحًا، كرة أو غيرها من الجمادات هذا النوع من الأشباح مشهور بكونه مرتبطًا بمكان معين وحادثة معينة حدثت بالمكان من فترة يظهر بعدها الشبح في المكان باستمرار ولا يظهر في مكان غيره ثم يختفي بعدها بسرعة.

•من الأمثلة الشهيرة لظهور شبح لجماد:

-(الرجل الهولندي الطائر, The Dutchman)

يعود تاريخ أسطورة السفينة إلى أوائل القرن الثامن عشر عندما كان البحارة يتداولون شهادات بأنهم يرون سفينة ”شبحا“ تنبئ رؤيتها بحدوث المصائب أو الكوارث أو الهلاك المحتوم مباشرة، واستمرت التقارير عن سفينة شبح تنتشر هنا وهناك بين البحارة حول العالم لمدة 250 سنة كاملة على الرغم من عدم وجود أي دليل قاطع على وجودها في المقام الأول.

أول تقارير مكتوبة عن رؤية سفينة (الهولندي الطائر) إلى أوائل القرن الثامن عشر بالقرب من منطقة رأس الرجاء الصالح، وكانت السفن آنذاك تستخدم هذا المسار حول رأس الرجاء الأخضر في جنوب أفريقيا في رحلاتها من أوروبا إلى قارة آسيا ذلك أنه لم توجد آنذاك قناة السويس بعد، وخلال هذه الرحلات الكثيرة، ذهبت سفينة واحدة دون رجعة.

شدّ القبطان (هندريك فان دير ديكن) أو كما اشتهر بلقب (الرجل الهولندي) الرّحال من ميناء (أمستردام) متجها نحو الهند الشرقية، وهناك شحن سفينته بالتوابل والحرير والدهان ليعيد بيعها في هولندا، وبعد إجراء بعض التصليحات على بدن السفينة في الهند الشرقية، انطلق مجددا عائدا نحو (أمستردام) في سنة 1641.

عندما طافت سفينته حول رأس الرجاء الأخضر، بدرت عاصفة بحرية هوجاء في الأفق، وكان جليا أن مسارها سيتقاطع مع مسار السفينة لا محالة، فتوسل أعضاء الطاقم للقبطان (فان دير ديكن) أن يغير مسار الرحلة أو أن يعكسه تمامًا لتجنب العاصفة المدمرة لكنه أصر على التقدم دون نقاش، ويعتقد البعض أنه كان شخصًا مجنونًا، بينما يرمي البعض إلى أنه كان ثملًا للغاية ولم يكن قادرًا على اتخاذ قرار سليم.
بينما رفض تجنب مسار العاصفة، تحطمت سفينته وغرق هو وما عليها في قاع المياه الإقليمية الجنوب أفريقية، ومن هنا انبثقت قصة سفينة (الهولندي الطائر) واللعنة التي تلاحق كل من يلمحها.

تخبر الكتابات والمؤلفات الأدبية التي أُلفت حوالي سنتي 1790 و1795 عن قصة سفينة شبح تظهر للبحارة عندما يكون الطقس سيئًا وعاصفًا.

سنة 1843 وفي إحدى عروض الأوبرا حيث أصبحت قصة سفينة (الهولندي الطائر) أسطورة حقيقية وخالدة، حيث ورد في ذلك العرض المسرحي من إبداع المؤلف (ريتشارد واغنر) أن سفينة (الهولندي الطائر) الملعونة محكوم عليها أبديا بأن تطير فوق البحار خلال العواصف البحرية، ومنه أصبح الكثيرون آنذاك يؤمنون بأن شبح القبطان (فان دير ديكن) وسفينته وطاقمه يجوبون البحار.

-سفينة (ليدي لوفيبوند):

قرر القبطان سايمون ريد القيام برحلة بحرية إلى البرتغال بصحبة زوجته علي متن سفينته “ليدي لوفيبوند” وذلك احتفالاً بزواجه، أراد أحد أفراد طاقم السفينة الذي كان على علاقة بزوجة القبطان سابقاً قبل أن تتزوج ولكنها تركته لتتزوج القبطان سايمون الانتقام من الزوجين بمهاجمتهما في شجار عنيف أدى إلى فقدان السفينة لمسارها واختفائها في رمال شاطئ غودوين بإنجلترا وبعد مرور 50 عاماً علي هذا الحادث، تمت مشاهدة سفينة تبحر في نفس مكان الحادث متجهة إلى شاطئ غودوين ولكنها لم تصل للشاطىء ، ثم بعد ذلك بـ50 عاماً أخرى رأى بعض الصيادين حطام سفينة، فأرسلوا مراكب للتحقق مما رأوه لكنهم لم يجدوا أية آثار لهذه السفينة مرة أخرى فلقد اختفت ، وأصبحت ليدي لوفيبوند تُشاهَد كل 50 عاماً ولا احد يعرف السبب فهل ما زالت روح سايمون وزوجته عالقة بالسفينة وتريد الذهاب إلى شاطىء غودوين للتنزه والاحتفال بعيد زواجهما وتكملة اجازتهم من يدري أين الحقيقة ولماذا يعودون يا ترى ؟؟

-اورانج ميدان:

في عام 1947 تلقت العديد من السفن رسائل استغاثة من سفينة أورانغ ميدان، تقول الرسالة الأولى “كل طاقم السفينة بما فيهم القبطان لاقوا حتفهم في قمرة السفينة”، ثم أتت رسالة ثانية وأخيرة تقول “أنا أموت”، لم تفلح العديد من السفن في العثور على أورانغ ميدان، سوى سفينة “سيلفر ستار”، حيث وجدتها صامتة تماماً وكتل الجليد تغطي سطحها وكل شيء عليها غريب، حيث وجدوا طاقم السفينة جميعاً في حالة تجمد وكانوا يفردون أذرعتهم وينظرون بخوف ورعب شديد إلى الشمس، والغريب أيضاً أنه كان يوجد كلب متجمد بنفس الطريقة وينظر إلى السماء، كما وُجد الرجل الذي أرسل الرسالتين متجمداً على جهاز الإرسال وهو ينظر أيضاً إلى السماء.

•ولم يقتصر الأمر على السفن، ولكن هناك قصة لرجال كانوا بإنتظار القطار في محطة نائية وسمعا صوت بكاء، ذهبا ولم يجدوا شيئًا، وكانت صفارة القطار تقترب، أسرعوا للذهاب وكان صوت القطر يقترب ثم يقترب، ووقف وسمعوا أصوات أشخاص تركب وصفارة أخرى معلنة عن رحيل القطار، ولكن المحير والمرعب في الأمر هو أنهم لا يرون ذلك القطار من الأساس! .

– وهناك شبح لقطار شهير وهو قطر(silverpilen- السهم الفضي)
في العاصمة السويدية ستوكهولم، تم بناءه في ستينات القرن الماضي، وكان مميز وفريد حيث أنه لم يتم طلائه وبقى بلونه الفضي المميز.
ولكن لسوء الحظ وقع حادث مأسوي، حيث أصطدم القطار بقطار أخر وراح ضحيته العشرات، وتم إخراج القطار من الخدمة، وغلق المحطة التي وقع بها الحادث وظلت مهجورة، وأطلق عليها السكان (محطة الموتى).
وتنتشر الأقاويل بأن شبح القطار يظهر في أوقات متأخرة من الليل بالمحطة، وتم مشاهدة ركاب ولكنهم أشباح أيضًا على متنه، ولكن المرعب بالأمر هو أن من الممكن أن يقف القطار في المحطات، ومن الوارد أن يركبه البعض إذا كان حظه سيء لأنه لن يعود مرة أخرى وسوف يذهب به القطار لمحطه الموتى.

اقرأ أيضًا

ساحرة مقبرة  ستيفاني

بوابه الاوهام

 

زر الذهاب إلى الأعلى