عن الأشباح ٩
تكملة لمواقف دور الأيتام الغريبة
دار الأسرة المقدسة
في عام 1915 تم افتتاح دار الأسرة المقدسة، وفي زيارة قريبة لمرشد سياحي مع فوج مُخصص تم اكتشاف انضمام تلك الدار إلى دور الأيتام المسكونة، فقد تم العثور على شبح فتاة ترتدي ملابس قديمة بالية وتقوم بالتجول في المكان.
وعندما تم السؤال عن قصتها قيل أنه قديمًا كانت دار الأسرة المقدسة تضم مجموعة من أطفال الهنود الحمر الذين حاول المجتمع الأمريكي بشتى الطرق جعلهم ينخرطون في حياة الأمريكيين العاديين، وقد بدأ هذا الأمر من خلال الأطفال..
لكن بكل أسف لم يجد هؤلاء الأطفال المعاملة الآدمية من الأشخاص الذين من المفترض أنهم المخولون أساسًا بالدفاع عن الأطفال وتوفير حياة آمنة لهم، وقد بدأ الجحيم في هذه الدار عندما خرجت طفلة للعب خارج الدار ومع عودتها رفضت الدار تمامًا إدخالها لأنها قد تأخرت عن الوقت المُحدد،
وخمنوا ماذا حدث؟
لقد تجمدت هذه الطفلة تمامًا من البرد، وفي الصباح وجدوها ميتة، لكن هذا لم يُحرك شعرة في قلوب هؤلاء الشياطين، حيث علقوا جثتها لتكون عبرة لكل من يتأخر خارج الدار!
بعد فترة بدأت أمور غير طبيعية تحدث في دار الأسرة المقدسة التي انضمت بجلاء إلى دور الأيتام المسكونة في هذا العالم، فمع أن موت الطفلة كان أمرًا مؤكدًا إلا أن شبحها كان يُرى في كل مكان، أيضًا كانت تُسمع أصوات غريبة ومخيفة، وبالتالي أغلقت دار الأسرة المقدسة أبوابها تمامًا في عام 1967، حيث بدا جليًا أن الدار قد أصبحت ملاذًا للأشباح، أيضًا تم نقل الأيتام إلى مكان آخر حصلوا فيه على نفس المعاملة مما أدى إلى موت عدد كبير منهم، وفي عام 2016 تم هدم الدار وبناء مبنى آخر على أنقاضها، لكن الأرض لا تزال تصرخ حتى الآن مما جرى في دار الأيتام المقدسة لهؤلاء الأطفال الذين لم يكن لهم أي ذنب فيما حدث لهم من ألم وعذاب سوى أنهم يتبعون جماعة الهنود الحمر!
قصة دار أيتام القديسة ماري:
الأرواح البريئة، هو أمر يدفع الأشباح والأرواح المعذبة بعيدًا، إلا أن الأمر قد لا يكون بمثل هذه السهولة، ففي مقر المستودع التابع لشركة وال مارت الأميركية، يرى موظفو هذا المكان الكثير من الأشباح التي تجوب المكان ليلًا ونهارًا.
جلس بعض الموظفون من عمال نقل البضائع يتبادلون أطراف الحديث في ليلة باردة وهم يدخنون سجائرهم ويطلقون النكات، ثم فجأة سمعوا صراخ طفلة صغيرة آتيًا من داخل المستودع، وبعد جهود مضنية للبحث عنها جلس الجميع مذهولون، فكيف لهم جميعًا أن يستمعوا إلى وهم!
وأثناء جلوسهم مرة أخرى وتبادلهم التساؤلات بلا إجابة أطل عليهم عجوزًا محني الظهر وأخبرهم أن هذا المكان يعج بأشباح أطفال دار أيتام القديسة ماري، فاندهش الجلوس ودعوه لسرد بعض التفاصيل.
تم إنشاء هذا المستودع من الأساس ليكون دارًا لرعاية المرضى وخلافه تحت رعاية بعضًا من الراهبات من الكنيسة الكاثوليكية، وذلك على أرض جزيرة جاليفسون بولاية تكساس، وتم إلحاق دارًا للأيتام بهذا المبنى العريق، فكان المشفى يعج بالمرضى من مصابي الحمى والأوبئة وغيرها..
ولهذا تقرر أن يتم نقل الأطفال إلى مكان آخر، تم تأسيسه على بعد أكثر من ثلاث كيلو مترات عن المبنى الرئيسي، وكان المبنى متميز في موقعه، فكان يطل على البحر ويدخل الهواء إليه من كافة الجوانب، ويقع بالقرب من المدينة حيث يمكن للسكان المحليون تقديم مساعداتهم للأطفال، وعُرف الدار باسم دار القديسة ماري لرعاية الأيتام.
وفي أحد الأيام شهدت المنطقة عواصف شديدة، كانت في هذا اليوم إحدى الراهبات وتدعى إليزابيث قد انطلقت صوب المدينة لجلب الطعام للأطفال، وأثناء مرورها على المشفى لجلب بعض الأدوية للأطفال حذرتها مديرة المشفى من العودة إلى الدار مرة أخرى، نظرًا لانتظارهم عاصفة رعدية بالطريق، وقد تؤدي إلى حدوث فيضانات شديدة.
وطأة الفيضان وشدة الرياح، ولم ينسين أن يهدئن من روع الأطفال الذين ارتعبوا مع أصوات الرياح الشديدة والعاصفة بالخارج.
مرت الدقائق عسيرة للغاية، وبدأ الفيضان في جرف كل شيء في طريقه بلا هوادة، ودخلت المياه إلى المبنى وأغرقت الكثير بداخله، فقامت الراهبات بربط أحبال حول خصرهن وربط ثمانية أطفال لكل واحدة حتى لا يجرفهم التيار بعيدًا وتسحبهم المياه فيغرقون.
بينما تسلق ثلاث أطفال كانوا هم الأكبر عمرًا للطوابق المرتفعة واستطاعوا النجاة من بين هذا الحطام الذين جرف الجميع وغرق كل من بالدار، وفر هؤلاء يروون قصة الدار وما فعلته الراهبات من رعاية للأطفال حتى اللحظة الأخيرة.
هرب السكان المحليون من جوار الشاطئ وغرق الكثير ولم يبق بالدار أحدًا سوى بعض الناجون الذين انطلقوا صوب المشفى لتلقي الرعاية من جانب والابتعاد قدر الإمكان عن الشاطئ من جانب آخر.
في اليوم التالي كانت حصيلة الفيضان كارثية، حيث فقد أكثر من 12 ألف قتيلًا في هذا الفيضان، وكانت كارثة الدار هي الأكثر إيلامًا، حيث وُجدت جثث المربيات من الراهبات والأطفال متكومة على الشاطئ بعد غرق عشرة راهبات وتسعين طفلاً، وشهد الجميع أن الراهبات كن يحتضن الأطفال، وكانت من بينهم واحدة أقسمت ألا تترك الأطفال للأبد، ووجدت جثتها على الشاطئ بالفعل وهي تحتضن طفلتين بيديها، وتم عمل نصب تذكاري لهن جميعًا في نفس مكان عثورهم على الجثث تخليدًا لذكرى الدار وأطفاله والراهبات.