عن السينما السريالية.. أفضل 10 أفلام
عن السينما السريالية.. أفضل 10 أفلام.. كنت وعدت بالمقال دا قبل كده، والحمدلله قدرت أخلصه وهعتبره دليل بسيط لـ«السينما السيريالية».
السينما السيريالية هي توجه أو أسلوب سينمائي بدأ ظهوره في العقد التاني من القرن العشرين بالتزامن مع ظهور الحركات التجريبية والطليعية في السينما والأدب والرسم وفنون أخرى.
الأفكار العامة في السيريالية بتعتمد علي الجنوح فوق إلى ما فوق الواقعية ومحاولة الوصول لتداعيات اللاوعي ودا بيبقى من خلال صور صادمة وغريبة من غير وجود قصة أو سرد أو أبطال.
السينما السيريالية
بتظهر فيها الثورة على التقاليد السينمائية (اللي كانت بدورها غير ناضجة) وواجهها كمية غير قليلة من المشاهدين بالرفض والاشمئزاز، في حين ناس كتير بتعتبرها من أهم الأعمال السينمائية في التاريخ ومن أبرزها في بداية ظهور السيريالية في السينما “Un chien Andalou 1929” لمخرجه لويس بونويل، وللسينما السيريالية أيقونات كتير من أبرزهم سلفادور دالي.
أما عن المصطلح فبيعتبره البعض أنه مقصور فقط على الأفلام اللي بدأت بعد إعلان أندريه بريتون بيان السيريالية الأول في 1924 لحد بداية التلاتينات، في حين أن البعض بيستخدم المصطلح بترجمة مباشرة لكلمة سيريالية “فوق الواقع” لوصف الأفلام الفانتازية، اللي بتحتوي علي صور وتكوينات غريبة شكلاً ومضموناً بطريقة محاكية للأحلام والسايكدليكية.
ودايماً بسند الموضوع دا لجملة قالها ديفيد لينش اللي بردو من أبرز المخرجين اللي عملوا أفلام سيريالية: “الحياة شديدة التعقيد، لذا يجب أن تكون الأفلام كذلك أيضاً”.
ولينش بصراحة من مخرجيني المفضلين وسبق أن احنا حللنا له فيلم “Mulholland drive”.
أفضل 10 أفلام سيريالية
دلوقتي هنبدأ نناقش عشرة من أفضل الأفلام السيريالية بالنسبالي بدون ترتيب..
وكلنا عارفين أن السيريالية بتثير ومش بس في السينما بل وفي الفن ككل نوع من النقاشات المثيرة بين المثقفين والجمهور العام على حد سواء، الفيلم اللي بينتمي للسيريالية بيختلف كتير عن الأفلام السينمائية التقليدية.
بمعني أن عناصر التباهي زي الرمزية والموضوع والأسلوب ليها الأسبقية علي القواعد المحددة مسبقاً اللي بتقييد السينما.
الأفلام المضمنة ف القايمة دي أعمال ناتجه عن عبقرية مطلقة، واللي ممكن متكونش منطقية للجمهور العام وقد لا تكون عمل جيد حتى بالنسبة لصناع الأفلام، لكنها لا تزال أعمال فنية لا يمكن إنكارها ومهما كانت تبدو غريبة ظاهرياً إلا أنها تستحق أن يتم تفحصها بدقة.
1- فيلم House من إخراج Nobuhiko obayashi إنتاج عام 1977 وقد يكون نقطة ارتكاز لعدد أفلام رعب لا تحصى ولا يمكن نسيانها.
الفيلم بيروي قصة بسيطة لمجموعة بنات مراهقات بيلاقوا نفسهم في بيت مسكون عشان يتم التقاطهم وقتلهم ببطء ..
ممكن يبان سير الأحداث دا طبيعي كفاية بالنسبة لمعايير أفلام الرعب التقليدية، ولكن المخرج (نوبوهيكو) بعيد كل البعد عن المعايير التقليدية، فبرغم إن الفيلم متبني بنيه تقليدية محصورة بحبكة بسيطة، إلا إن طريقة تسلسل الأحداث والمظهر العام للفيلم شبيهة بشكل كبير بتجربة سيئة من مخدر الـ”lsd”.
بصراحة مفيش حاجه تتاخد من الفيلم دا أو تستفاد أكتر من الصور السطحية لكن الصور اللي بنشوفها حية وقوية بشكل ميتصدقش، مجنونه تماماً وجريئة ومبتكرة مع الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن دا فيلم صدر في السبعينات!
واستخدم فيها (نوبوهيكو) تقنيات في صناعة الأفلام قد تكون قديمة بالنسبة لجمهور دلوقتي لكنها لسه قائمة لحد دلوقتي.
لو مشوفتش الفيلم دا أو مسمعتش عنه افتكر أن أكتر المشاهد الشائنة في الفيلم، مشهد لبيانو يلتهم بنت حرفياً ودا لوحده مجنون بما فيه الكفاية، لكن مش هتعرف معنى الجنون الحقيقي إلا لما تعرف إزاي (نوبوهيكو) صور المشهد دا في الواقع.
2- فيلم The blood of a poet للمخرج Jean cocteau إنتاج عام 1932.
مين كان يعتقد إن فيلم مدته 50 دقيقة هيكون غامر وتقيل بشدة في ظل إن السينما السيريالية الخالية من أي روعة واللي مبتهتمش أبداً بقواعد السينما التقليدية صعب إنك توصلها. ومع ذلك فصورة الفن التجريدي للمخرج (جان كوكتو) ممكن تكون العمل السينمائي التجريدي الأكثر بروز بين أقرانه.
بيروي فيلم blood of a poet قصته في أربع أقسام، أربع حكايات بسيطة ظاهرياً تتمحور حول فنان واحد والأحداث الغريبة اللي بيختبرها ومنها بيعرض (جان) مفاهيمه وأفكاره من خلال سلسلة من الصور الغريبة، صور بتقدر بطريقة أو بأخرى أنها تثبت رجليها في عالمين الخيال والواقع بوقت واحد.
وعلى الرغم إن رسالة الفيلم تبان صريحة زيادة إلا إن التأثير الكلي المقصود من الفيلم لا يزال قوي لحد يومنا دا، لأنه قدر يصور الطبيعة الانعكاسية والشاعرية والتجريدية لعقل شخص مبدع بكل اللي بتمثله الطبيعة الإبداعية من تباين وتناقض وافتخار وولع.
ممكن يكون فيلم blood of poet قصير ومتقسم بشكل ممتاز لأربع حلقات متميزة ومتباعدة ومتماسكة هيكلياً بخلاف الأفلام السيريالية الأخرى في عصره، إلا إنه بيحتوي على ما يكفي من الرمزيات التقيلة اللي بيقصد منها تحدي فهمنا الخاص للأفكار اللي مش مألوفة وخاصة الفني منها.
3- فيلم wrong للمخرج Quentin dupieux إنتاج عام 2013.
فيلم wrong للمخرج (كوينتن) مش فيلم لائق بأي شكل من الأشكال لأن دايماً في خط لا يمكن إنكاره بين السينما العبثية والسينما المريعة.
وعلى الرغم إن الفيلم بيسعى يبقى من الفئة الأولى، إلا أنه في الغالب فيلم مريع، ومع ذلك لو اختارنا التخلي عن القواعد التقليدية للخطأ والصواب لما بيتعلق الموضوع بانتقاد فيلم وتقبلنا فيلم فإن فيلم (wrong) لما هو عليه من تعبير وإظهار بشع لإبداع صانع أفلام هنلاقي أن الفيلم شكله متميز.
بيعتمد (كوينتين) على إطار حبكة كوميدية لراجل بيفقد كلبه عشان يستكشف معانا موضوع التعاطف من خلال طاقمه الغريب من الشخصيات، وبيصور دا من خلال واقع غريب مليان عبثية ممزوجة بتأدية غير معتادة لفكرة الإنسان العاقل بين مجموعة من المجانين.
لو بصيت للموضوع من وجهة نظر معينة هتلاقي إن القيام بعمل مليان أخطاء وعيوب للدرجة دي بين أسلوب مرئي ميختلفش كتير عن فيديو هزلي قصير على (يوتيوب)، وتمثيل سيء قد يكون مقصود أو غير مقصود, وعلى الرغم من كل دا يقدر يتمكن من لحظات جميلة مليانة عاطفة لما بتتواصل مع الشخصيات ومآسيها دا شيء بطولي بطريقة أو بأخرى.
فيلم wrong بالنسبالي هو عبارة عن خطأ سينمائي تماماً كما يوحي العنوان، لأنه فشل في كل جانب من جوانب صناعة الأفلام، مع التركيز بس على الموضوع ولسبب غريب جداً نجح إنه يكسب جمهور ويخلينا نتغاضى عن عيوب صناعته ودا في حد ذاته إنجاز كبير.
4- فيلم Pink Floyd – the wall لمخرجيه Gerald scarfe وAlan Parker إنتاج عام 1982
الفيلم دا بقى تجربة رائعة على نحو لا يصدق بأقل تقدير، فلما الموضوع يتعلق بالعزف الموسيقي الفيلم له مستوى خاص بيه، إنه تحفه فنية ملهاش مثيل في سرد القصص، حيث يعتبر مرافق متفرد وشاعري لعمل سابق شاعري فريد من نوعه، الفيلم دا أكبر بكتير من إعادة تخيل للألبوم، لأن المنظور الذاتي والعالمي اللي الفيلم بيبنيه متجاوز كونه دراسة شخصية خيالية.
مفيش أي حاجة في الفيلم بتحصل بشكل صارم ومتماسك، ومن المؤكد إنه مبيتبعش أي بنية صارمة بما يتعدى اللي موجود في قائمة أغاني الألبوم، ومع ذلك فإن الجرأة الخالصة والابتكار والعاطفة اللي في الفيلم لا يمكن التغلب عليها.
الطريقة اللي بيقدر بيها الفيلم وضع الصور المتناقضة جنب لجنب بين الموضوعي واللي مش موضوعي والحقيقي والسريالي طريقة سلسلة جداً، لدرجة أن الرمزيات اللي في الفيلم رغم كترها الشديد إلا أن كلها أصبحت مفهومة.
الفيلم دا تجربة ملهاش مثيل ومشوفتش أي شيء شبهها، لأنه بيوفر نظرة جديدة حول كيفية تقديم شخصية جذابة، بالإضافة لتكريم عمل عظيم سابق موجود فعلاً.
5- فيلم paprika للمخرج Satoshi kon إنتاج عام 2006
مقارنة فيلم paprika بخليفته الروحي Inception من وجهة نظر موضوعية هيبقى شيء غير عادل على الإطلاق، فبينما ركز (نولان علي صياغة) مجموعة متجانسة ومعقدة جديدة في عالم الأحلام المبني جيداً، ركز فيلم paprika بالتركيز علي الموضوع وتدفق العواطف اللي جه مع عالم الأحلام الممتع.
الصور اللي اتعرضت في التحفة التجريدية دي هي صور سريالية وسلسة، وعلى الرغم من أن العالم اللي تم بناؤه ممكن يكون مش مفهوم تماماً كما هو الحال في Inception، إلا إن دا ميخليش تفسير (ساتوشي) لحالة الحلم معيباً أو ناقصاً، بل بالعكس هو بث الحياة في الجنون والحرية اللي بتحتويها عالم الأحلام، لينتج لنا أفضل ما يمكن إنتاجه في عالم أفلام وسينما الرسوم المتحركة والأنمي.
يفحص فيلم paprika الحلم من جميع جوانبه، بداية من الموضوعات والمفاهيم التي تشع من حالة الجمود هذه، ونهاية بالصراعات والأيدولجيات التي تنبع منها، حيث يتم دمج كل شيء معاً في سرد لا يكون منطقياً تماماً، ولكنه يحقق بلا شك كمالاً سينمائياً مطلقاً.
يتم كسر الخطوط الفاصلة بين الخيال والواقع في هذا الفيلم، فلما الأمر بيتعلق بحالة الأحلام يخبرنا صانعو الأفلام مثل (نولان) قصص لا تصدق تدور وتحدث في هذا المجال الرائع، لكن محدش قدر يصور ويفسر العالم دا بالطريقة اللي ساتوشي عمل بيها كدا في فيلمه paprika.
6- فيلم The taste of tea للمخرج katshuito Ishii إنتاج عام 2004
فيلم The taste of tea فيلم بيكرم فكرة الدنيوية المملة بأقل الطرق ملل على الإطلاق، فهو فيلم يغوص بعمق في عالم السينما السيريالية، مع إبدائه القليل من الاحترام تجاه أي شعور ملموس بالمنطق، وهو سرد يقتصر فقط على قواعد عبثية، أو بالأحرى عدم وجود أي قواعد أصلاً.
يفحص الفيلم المساعي المحيطة بأفراد عيلة واحدة، بداية من سرد حكايات عبثية وصولاً لتفاعلات غريبة جداً مع شخصيات غريبة تانية.
الفيلم مبيخافش أنه يروح لأبعد مدى من حيث الغرابة، فالمنطق والبنية والتقليدية كلها بتبقى باهتة في مواجهة فن المخرج، على الرغم من أن السرد ممكن يكون مش محكم الارتباط لدرجة تخلي المشاهد مش مرتاح، ولكن الفيلم بيوفر تجربة ملهاش مثيل بشكل لا يمكن إنكاره.
بيوفر المخرج Katshuito منظور فريد لمجتمع الأسرة المصغر، منظور يدرس بهدوء الآمال والأحلام والمخاوف والحب، ربما بأغرب طريقة ممكنة، دون أن يفعل ذلك بطريقة لا لزوم لها، فكثيراً من الناس تصنف السينما اليابانية الحديثة على أنها غريبة، وعلى الرغم من أن فيلم taste of tea بيندرج في الفئة دي، إلا أنه لا شك أن عنده جوهر مميز مختبأ تحت كل الجنون الخارجي.
7- فيلم Eraserhead للمخرج David lynch إنتاج عام 1977
من المعروف أن سينما (ديفيد لينش) تخريبية بشكل خيالي وتجريبية لدرجة أن مصطلح lynchian أو السينما اللينشية تمت صياغته لوصف الأفلام اللي أسلوبها مماثل، وربما كان فيلمه الأول Eraserhead هو أغرب فيلم في مسيرته المتسمة بالغرابة.
يبدو الفيلم وكأنه يستكشف مفهوم الأبوة ويكشف عن الرعب الذاتي لتربية طفل، حيث يعرض الفيلم هذا المفهوم على خلفية عالم مقفر بعد نهاية العالم، ومع ذلك فإن التفسير الحقيقي للفيلم بقى غامضاً بناءً على رغبة (ديفيد لينش) نفسه والذي رفض الكشف عن أي تفاصيل عن حبكة Eraserhead وهو الأمر الذي أضاف الغموض للفيلم الغامض أصلاً.
وقدم فيلم Eraserhead بشكل أساسي (ديفيد لينش) الشاب الغير مهتم بالقيود كسيد للسيريالية الحديثة، مع عناصر ثقيلة من الرعب الجسدي وتصويره الذي يشبه الحلم الذي يُضيء من خلال ميزانيته المنخفضة والمظهر الأسود والأبيض للفيلم، لقد دفع هذا الفيلم حدود صناعة الأفلام المستقلة ومهد بالتأكيد الطريق لمستقبل (لينش) من أعمال أكثر دقة ضمها إلى السينما السيريالية الحديثة.
8- فيلم holy motors للمخرج Leos carax إنتاج عام 2012
يأخذ فيلم holy motors الجماهير في رحلة جامحة تستكشف أسلوب الحياة المتفاخر المحصور في فترة عابرة في يوم واحد من حياة رجل، أنه يقدم هذه المثل العليا ربما في أفضل طريقة انطباعية ممكنة، من خلال سلسلة من المقالات القصيرة العبثية للرجل الذي يحمل هوية وقصص شخصيات ملتوية صغيرة ومختلفة.
الفيلم هو في جوهره قطعة فنية عالية الأداء لمدة ساعتين.. وبالتأكيد يحترم ذكاء الجمهور بالنظر إلى الطبيعة الإنعكاسية للعمل، إنه يضمنا إليه ويتحدث إلى حواسنا وعواطفنا الأساسية، ويتجاهل أي نزوات من السرد التقليدي ليركز فقط على التكرار المسرحي لما نشعر به في مراحل مختلفة من حياتنا.
من المؤكد أن فيلم Holy motors ليس مجرداً من أي عيوب أو انتقادات تقليدية، فعلى الرغم من أنه يتطلب بدرجة ما، درجة أعلى من الأهمية التي يستحقها إلا أن طريقته تعمل بالفعل، إنه يتحدث لنا من تحت سطحه الذي يبدو غير قابل للاختراق، فهناك شيء جميل بطريقة غريبة في الفن الذي يحاكي الحياة بشدة ولا يحقق شيئا سوى الشعور بالعبثية العدمية.
إنه ليس فيلما مثاليا، وهو بالتأكيد ليس تحفة في سرد القصص المجردة، ومع ذلك فهو على الأقل مبتكر وأصلي، وينجح بالتأكيد في استحضار المشاعر العالمية التي تلتحفنا دائماً عندما نفكر في ماهية وجودنا.
9- فيلم The discreet charm of the bourgeoisie للمخرج Luis bunuel إنتاج عام 1972
فيلم هذلي نموذجي يبحث في سخافات المجتمع الراقي، فهذا الفيلم الذي أخرجه (لويس بونيويل) هو عرض مهيب للغاية، مما يدل على مستوى مفاجئ من ضبط النفس من حيث مدى الابتعاد عن النهاية العميقة، فهو بعيد كل البعد عن العناصر الميتافيزيقية التي كان يضمنها في أعماله السابقة قبل نصف قرن من هذا الفيلم.
يروي الفيلم المساعي الهذلية لستة أفراد من المجتمع الراقي مع كل مخاوفهم وأهدافهم الفردية وسماتهم المتفردة التي تميزهم عن بعضهم البعض، وكيف يتم إخفاء كل التعقيدات الشخصية تحت واجهة الإدعاء المزيفة المشتركة بين الجميع.
يمارس (لويس) الكثير من السيطرة من حيث طريقة سير الفيلم الذي قد يكون تجسيداً للأمر الذي يحاول بشدة أن يسخر منه، ومع ذلك يتم تنفيذ كل شيء ببراعة كبيرة وتسلسل أحداث مثير للسخرية، لكنه لا يجعلك تشعر وكأنه يحاول جاهداً أن يكون شيء لا يستطيع أن يكونه، إن إخراج (لويس) بسيط للغاية، ومع ذلك فإن رؤيته معقدة للغاية.
فيلم The discreet charm of the bourgeoisie هو فيلم يتحدث عن الطبيعة العبثية للمجتمع الراقي، ويقدم بطريقة لا تسخر من كل جانب من جوانب هذه الطبقة الخاصة من المجتمع، بل يفعل ما بوسعه لفهم طبيعة هؤلاء الأفراد، لدرجة أنه علي الرغم من أن هدف هذا الفيلم هو التهكم، فإن طبيعته تغدو أقرب إلى المرآة من أي شيء آخر، مرآة مائلة ومشوهة، لكنها مع ذلك تعكس الحقيقة بلا منازع.
10- فيلم The Holy mountain للمخرج Alejandro jodorowsky إنتاج عام 1973
فيلم آخر في هذه القائمة يحتوي علي كلمة مقدس، يسبق فيلم The holy mountain للمخرج (اليخاندرو) باقي الأفلام في هذه القائمة بسنين ضوئية وهو حتماً يستحق وجود كلمة مقدس في عنوانه، إنه فيلم يستكشف المفهوم البسيط لكون الرحلة أكثر أهمية من الواجهة المقصودة، ومن هذا المفهوم الأبدي، يوسع مساعيه ليصل إلى دراسة مواضيع الحرب، والنزعة الاستهلاكية، والدين، وأكثر من ذلك بكثير.
الرمزية هي كل شيء عندما يتعلق الأمر بنهج (اليخاندرو)
في صناعة الأفلام، فكل شيء مجازي وقائم على الاستعارة، لدرجة أن الخلاصة تصبح واضحة ومتماسكة تماماً للجماهير، إنه لا يقوم بصنع الأفلام لنا، ولكنه يصنعها كي يتغذى عليها عقلنا الباطن.
إن قيادته واختياره للون، والتعديل على الفيديو، وتصميم أماكن التصوير، والفن بشكل عام هي اختيارات مهيبة للغاية، وعندما تجتمع كل هذه العناصر معاً ينتج لدينا فن مخدر ينتج هلوسات نقية, بالإضافة لقدر من الجوهر يتناسب مع سطحه النفيس.
إذا كان هناك فيلم واحد في هذه القائمة يجب دراسته وتسريحه فهو The holy mountain حتماً، لأنه يستكشف الكثير من جوانب المجتمع الحديث لدرجة أنه غامر وثقيل للغاية حتى عندما تكون تشاهده للمرة الثانية والثالثة، إن (اليخاندرو) عبقري مطلق، ومن حسن حظنا أن هذا الرجل العظيم ما زال يصنع أفلاماً حتى يومنا هذا في عمر يناهز التسعين عاماً، مضيفاً إليها لمسته الشخصية.
ولكل الأسباب التي ذكرتها سابقاً، سيبقى لفيلم The holy mountain بكل مجده المتفاخر، مكاناً على العرش القابع وسط عالم السينما السيريالية الغريب والرائع.