فلسفة وثقافة الاستهلاك
يوجد في حياتنا اليومية الكثير من أنواع الثقافة التي ليست مقصورة على المعرفة فقط بل تتخطى ذلك لتكون ثقافة التعامل والمعاملات، إليكم فلسفة وثقافة الاستهلاك التي سنعرفكم عليها من وجهة نظر علم النفس ومدى تأثيرها السلبي أو الإيجابي.
فلسفة وثقافة الاستهلاك من حيث المفهوم
يغفل عن ذهن واستيعاب بعض الأشخاص المفهوم الصحيح للاستهلاك والذي يعني استخدام واستنزاف كافة الموارد دون إنتاج غيرها أو تعويضها أو استردادها، هناك خطأ في شرح ذلك المفهوم أنه مرتبط بالمادة أو النقود والأموال، وهذا غير صحيح فالشيء المستهلك يمكن أن يكون فترة زمنية تم مُضيها بدون عائد أو مقابل أو صنع شيء مفيد فيها، أو استهلاك العاطفة والنفسية والعصبية في ضغوطات الحياة أو في إنجاز أمور رائعة ومحبة ومعرفة أشخاص رائعين، فليس كل الاستهلاك نتائجه غير مدروسة وسلبية.
لتلك الفلسفة والثقافة صور متعددة إما على المستوى النفسي وإما على المستوى المادي، مثل استهلاك المشاعر على علاقة غير موفقة و استهلاك المدخرات المالية في الإسراف بدون حدود، وكلها تؤدي إلى نتائج سلبية، بعكس تلك الصور التي تحمل أوجه استهلاك إيجابية المنظور والتي تبشر بأنه هناك عائد حسي أو معنوي يرفع من القدرة على الاستهلاك أكثر فأكثر دون الشعور بندم أو آسف على ذلك المستهلك.
فعكس المستهلك هو ذلك المنتج، الذي يضع أمامه هدف أن يكون صوره من الفعالية والإنتاجية.
فلسفة وثقافة الاستهلاك بين المنظور الإيجابي والسلبي
هناك حالتين فقط يكون فيها الاستهلاك إيجابي إما أن يكون مردود الاستهلاك إيجابي من تحقيق السعادة والاستمتاع بصحة نفسية مرتفعة الهمة، كأن تغدق مشاعرك العاطفية على شخص ما ويعود عليك بمعايشة حالة حب رائعة، أو أن يكون الاستهلاك يعوض بذات الشيء الذي تم استهلاكه، كأن تنفق تلك النقود في رحلة تسوق وتقوم شركتك بصرف علاوة مكافئة على مجهودك المبذول.
في كلا الحالتين ستشعر أن الاستهلاك ثقافة إيجابية يجب تبنيها بشكل متوازن، بأن لا تفرط فيها وأن تصبح حق مكتسب لك ولغيرك أن تستهلك صحتك ومجهودك البدني، والذي يعد في حد ذاته ضياع لصحتك مقابل بناء المستقبل الذي ربما تمضيه بين أسْرة المستشفيات، هنا تشعر أنك محبط لضياع تلك الصحة في غير محلها وكان يجب عليك أن يأخذ جسدك قسط أكبر من الراحة والاسترخاء.
أيضًا هناك من يسترسلون في استهلاك ما يملكون من أفكار وإبداعات عقلية وعملية وعلمية، ويدخلون في دائرة اكتئاب نتيجة إحباطهم لأنهم أصبحوا بدون أي إبداع يصاب بذلك الذين يمتهنون مهنة الدعاية والإعلان والتطوير، وهذا يجعل الآخرين يرون ذلك الموظف المبدع أنه تم استهلاكه بحيث أصبح لا يعود بفائدة ولا يحقق عائد مادي أو إبداعي.
بين سلبيات و إيجابيات الاستهلاك وكيفية التعامل معها يجب الانتباه أن تلك الثقافة لا يتعامل معها الكثيرين ولا يفسرون تصرفات المحيطين بها من خلالها، وهذا يضعهم في خلل بين أنهم من أي فئة المستهلكة أم المنتجة؟، وأنه يجب على الأشخاص الوصول إلى درجة من الوعي الثقافي أنها يجب أن تكن من الفئة المنتجة بنسبة معينة مقابل تلك النسبة المنصفة من الاستهلاك.
يجب أيضًا تدريب وتربية الأطفال على أنهم منتجين برغم صغر سنهم، وأنهم يستطيعون أن يكونوا فعالين ومؤثرين بإيجابية في أبسط الأشياء ليس عليك كطفل أن تستهلك جميع وقتك في اللعب، بل كن طفل منتج واستغل بضع ساعات من وقتك في تنظيم الحديقة مع أخوتك.
اقرأ أيضاً