فوبيا اللون الأصفر – الألوان من جميع الأنواع تتداخل مع كل شيء في حياتنا اليومية، سواء في ملابسنا أو أحذيتنا أو حتى جدران بيوتنا، وبعض الألوان يمكن أن تكون مصدر فرح للبعض والبعض الآخر بالنسبة لآخرين مصدر حزن وخوف، وهذا يعود لأسباب نفسية.
وقد يصاب بعض الناس بالخوف من الألوان لأنها ترمز إلى أشياء مختلفة، مثل اللون الأحمر، الذي يرمز إلى الدم أو الموت أو العنف، وفي حالات أخرى، يمكن أن تسبب بعض الألوان القلق، ما يجعل الناس يشعرون بأنهم يطرحون مشاكل في الحياة العملية والاجتماعية.
فوبيا اللون الأصفر
يعرف هذا النوع من الرهاب باسم Xanthophobia، وهو خوف شديد من اللون الأصفر. بالنسبة لبعض الناس، يمكن أن يشمل ذلك الشمس والزهور الصفراء الطبيعية والصفحات الصفراء.
وتختلف أسباب هذا النوع من الرهاب من شخص لآخر، ولكنه غالبا ما يكون نتيجة لصدمة أو نفور شديد من اللون في مرحلة الطفولة، ويتطور الأمر بمرور الوقت ليصبح حالة مرضية.
وتختلف أعراض المرض من شخص لآخر، بما في ذلك التعرق الشديد، ضيق في التنفس، الغثيان، الشعور بالدوار، زيادة معدل ضربات القلب، جفاف الفم، هزات، خدر، تشنجات العضلات، عدم القدرة على السيطرة.
وهناك عدة طرق لعلاج المرض، بما في ذلك التنويم المغناطيسي والعلاج بالتعرض.
أسباب فوبيا اللون الأصفر
اضطراب ما بعد الصدمة هو سبب شائع للرهاب، ويمكن أن ينتج عن حادث خطير في مرحلة الطفولة، وهو مرتبط بألوان أو ظلال معينة، والتي لم يتمكن المريض من التعافي منها؛ مثل سوء المعاملة أو الاغتصاب أو الوفاة أو الحوادث أو العنف.
وهناك سبب آخر لفوبيا اللون الأصفر، كونه انعكاس للجذور الثقافية، والتي يمكن أن يكون لها دلالة سلبية على الرهاب. على سبيل المثال، بعض الثقافات تعامل ألوان معينة على أنها أجنبية أو سطحية أو فاسدة.
وتلعب العوامل الوراثية وكيمياء الدماغ أيضا دورا في تطوير الخوف من اللون.
الأعراض المرتبطة بـ«فوبيا اللون الأصفر»
يعرف الأطباء فوبيا اللون الأصفر بأنه خوف غير عقلاني ومستمر من ألوان معينة، وله أعراضًا تمنع المتألم من التعرض لتلك الألوان، وأحيانًا العديد منها.
والنوع الأكثر شيوعا من رهاب الكرومات هو الخوف غير العقلاني من اللون الأصفر، فضلا عن اللون الأسود، وفي كثير من الحالات، يمكن أن تكون الأفكار الخرافية وراء هذا الخوف.
الحياة الصعبة
حياة الشخص المصاب بـ«فوبيا اللون الأصفر» تصبح صعبة للغاية، على الرغم من أن العدوى أقل إرهاقا، حيث يتجنب الخروج حتى لا يتعرض فجأة للون الأصفر.
ولهذا تتأثر دائرته الاجتماعية، ولا يغادر البيت إلا في أدنى حد، ويرفض الذهاب إلى العمل، لأن هناك لوناً لا يعجبه أو لا يهم. ويتجنب كثير من الناس المدن الكبيرة، خاصة مع الحشود المتنوعة والملونة.
ومن بين الأكثر تضرراً من هذا الاضطراب الكاتب السياسي الأمريكي بنجامين فرانكلين، وكانت مشكلته مع الأشياء الصفراء، وكذلك الممثل الأمريكي بيلي بوب ثورنتون.
أهم سبب
يعود مرض فوبيا اللون الأصفر إلى اضطراب ما بعد الصدمة، وهو أهم سبب، والذي يمكن أن يكون نتيجة حادث خطير في طفولة الضحية، ويعاني بعض المرضى من فوبيا اللون الأصفر بسبب عوامل وراثية، وكذلك كيمياء الدماغ.
وترتبط بعض الحوادث ببعض الألوان أو الظلال التي لم يتمكن الشخص المصاب من التغلب عليها، بما في ذلك التعرض لحادث أو سوء معاملة أو وفاة أحد أفراد أسرته.
وقد يعاني من ضرر جسدي أو معنوي من شخص ما، لكنه لا يتذكر وجهه وكل ما يتذكره هو لون ملابسه، وبالتالي يبقى هذا اللون مرتبطًا في ذهنه بهذه الحادثة، مما تسبب له الذعر.
مستوى الخوف
يشير الأطباء إلى أن أعراض الرهاب تختلف من شخص لآخر، اعتمادًا على مستوى الخوف الذي يعانون منه.
والغريب أنه لم يكن لدى المصابين بمرض فوبيا اللون الأصفر ظلال من اللون الأصفر في ملابسهم، ولا يوجد أي شيء أصفر في المنزل. ويفكر المريض دائمًا إلى أين يذهب، والطرق التي يجب أن يسلكها.
وتشمل الأعراض التي يعاني منها شخص جراء هذا الاضطراب؛ القلق الشديد ونوبات الذعر في بعض الأحيان، وضيق في التنفس، والتعرق الشديد، والغثيان، وقد يفقد القدرة على الكلام أو التعبير.
كما يعاني من جفاف الفم وقد تظهر هزة على أطرافه، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الوعي.
وقد يعاني بعض مرضى فوبيا اللون الأصفر من غياب القدرة على تكوين صداقات طبيعية، وقد لا يتمكن البعض من البقاء في وظيفته أو يرفض السفر للعمل، بسبب خوفه من ألوان معينة.
علاج فوبيا اللون الأصفر
يقول الباحثون أن مرحلة العلاج غالبا ما تستمر لعدة أشهر، ويجب على الشخص المصاب بمرض فوبيا اللون الأصفر الالتزام بجميع النصائح اللازمة وتوصيات الطبيب.
- من المستحسن تجنب تعريض نفسك لأي إجهاد أو مشاعر قوية، وكذلك تجنب شرب المشروبات الكحولية أو المخدرات.
- يجب أن يكون المريض حريصًا على الحصول على الدعم من المقربين منه، مثل أفراد العائلة والأصدقاء وغيرهم ممن يثق بهم.
- الانتكاس هو أقل احتمالا إذا كان المريض يتعلم التركيز ليس فقط على نفسه، بل على أشخاص آخرين أو على هواية ممتعة.
- في بداية العلاج، ينصح المريض بالتنقل في المدينة وزيارة المعارض الفنية، والتي هي طريقة للاستمتاع بمجموعة متنوعة من الألوان، لكن بوجود مرافق له يوفر له الحماية حال حدوث نوبة ذعر.