فيلم “بحيرة مونجو” ومطاردة الموت
لزمن طويل كان مفهوم الأشباح والأرواح والقرناء مؤرقًا للبشر، فرغم رعشة الخوف التي ترسلها الأحاديث عن الأشباح داخل أجسادنا، إلا أننا نسعى جاهدين للبحث عنها وكأن وعينا يمتلك رغبة داخلية لإثبات وجودهم، ربما لا نعلم سبب ذلك حقًا، ولكن ما أظنه هو أننا نسعى لأحاديث الأشباح كيراعات بحثًا عن إثبات دفين يقول لنا أن الموت ليس نهايتنا.
ومن هنا نأتي للموت.. رعب أبدي دك مضاجع البشر، وحقيقة مطلقة لم يستطع مخلوق أن يهزمها من بدأت الحياة، ومصير مسلم به لا يمكننا مواجهته أو قتاله، فقط نستسلم لقدومه وتغرق أنفسنا بأحداث الحياة علنا لا ننتبه لصوت خطواته القادمة من بعيد.
فالموت كرجل يسير في وسط ظلام كوني يبحث عنا بينما نحاول الهرب منه، ندرك أنه لا مهرب لذا نحاول أن ننسى حتمية أنه يسير خلفنا وخطواته تقترب شيئًا فشيئًا مع كل دقة في عقارب الساعة.
لذا ما الذي ستفعله إن شعرت به يقترب منك؟ ما المشاعر التي ستغرقك إذا سمعت صوت خطواته وقد أوشك علي الإمساك بك؟
هل ستشارك معرفتك بموتك القريب مع أقرب الناس إليك؟ أم ستؤثر وحدتك في النهاية وتقرر أن تواجه موتك الوشيك وحيدًا؟
كل تلك الأسئلة.. تغرق رأسك الآن بها بحثًا عن إجابتها بيأس، وكي أساعدك علي إيجاد الإجابة.. دعني أعرض عليك فيلم الرعب العبقري “بحيرة مونجو” أو “Lake Mungo”، فيلم أسترالي من إخراج وكتابة جويل أندرسون.
يبدأ الفيلم مع غرق الفتاة أليس ذات الخامسة عشر عامًا بينما تسبح مع عائلتها، وبموتها تبدأ الأحداث الغريبة بغزو منزلهم، وتطادرهم رؤى أليس في كل مكان، فتبدأ العائلة بالبحث خلف ماضي ابنتهم ليكتشفوا أنهم لم يعلموا عنها شيء، وتقودهم الأدلة في النهاية إلى بحيرة مونجو حيث تصدمهم الحقيقة المفزعة!
قد يبدو لك من مجرد فيلم أشباح مبتذل، ولكن ذلك الفيلم والذي يحاكي طريقة عرض وسرد البرامج الوثائقية سيجعل مشاعرك تتحطم فوق صخرة الخوف، وسيصنع مزيجًا مبهرًا من الفزع والحزن داخل قلبك..
أليس لم تكن تلك الفتاة البسيطة التي يظنها والداها، فقد استطاعت التورط في بعض الأعمال الشائنة مما أغرقها في مشاعر الذنب، ولكن وسط حزنها بدأت تشعر بالخطر وكأن شيئًا سيئًا ما سيحدث لها، شعور قد مر به أغلبنا على الأقل من قبل.
ولكن أليس لم تكن تدري ماهية ذلك الشعور، ومع كل يوم كانت تشعر بالخطر أكثر وأكثر إلى أن جاء ذلك اليوم في بحيرة مونجو حيث استهلكها الخوف، وشعرت بالإنجذاب إلى الظلام، تركت أصدقائها وذهبت لتتبع شعورها إلى أن رأتها.. الحقيقة المفزعة، والمصير الحتمي.. هناك رأت أليس موتها!
في الواقع.. اعتبر هذا الفيلم إحدى أهم الأفلام التي صنعت فارقًا في صناعة أفلام الرعب، وفيلم يجب أن يوجد في كل ملف أو مكتبة للأفلام.. ففي النهاية المشاعر التي سيضخها داخل عروقك استثنائية.