سينما

فيلم “sphere” وقدرة الآلهة

فيلم "sphere" وقدرة الآلهة
فيلم “sphere” وقدرة الآلهة ، ماذا لو امتلك الإنسان قدرات الإله ؟، ماذا سيحدث إن امتلك عقله البشري الناقص القدرة علي الخلق وتشكيل الواقع؟، بل ما الذي يمكننا تخيله حين نمتلك نحن القدرة علي تعديل خيوط الحقيقة و المادة؟.

في عام 1998 قدم المخرج باري ليفنسون فيلمه المميز “Sphere” والقائم علي رواية بنفس الاسم للكاتب مايكل كريشتون صدرت عام 1978، ولكن الفيلم للأسف لم يحقق النجاح المتوقع له في السينما، وكان فشلا ذريعا حيث لم يستطع صناعه حتي الحصول علي نقود الإنتاج.

ولكن رغم فشل الفيلم في السينما، إلا أنه يعد أفضل أفلام الخيال العلمي فكرة و مضمونا، و كذلك من أقرب الأفلام إلى قلبي، فالفيلم استطاع أن يقدم فكرة غير معتادة، مرعبة في المضمون و مذهلة في الواقع.

في البداية يقص علينا الفيلم قصة فريق من علماء وضباط البحرية، يغوصون إلي مياه المحيط العميقة حتي يدرسوا سفينة فضائية تحطمت تحت المحيط منذ ما يقرب 350 عاما.

في السفينة تكمن كرة ذهبية عملاقة من يخطوا داخلها يمتلك القدرة علي تكوين الواقع و تعديله بخياله، قدرة لا تليق سوا بالآلهة يمتلكها بشر عاجزون، يمتلكون مخاوف وشكوكا و جوانب مظلمة داخل أروقة أدمغتهم.

في الفيلم يقولون أن الكرة تمنحك أي أمنية، و أية رغبة و أي شيء يمكن أن تتخيله، إذا ماذا لو أصبحت قدرتها الإلهية في أيد بشر عاديين، في أيد علماء ودارسين وباحثين وطباخين وجنود، في أيد رجال و نساء، في أيد بشر غير كاملين.

يقدم لنا الفيلم هذه الصورة المرعبة حين يمتلك البشر بشخصياتهم و عقولهم مثل هذه القدرة، حيث تتحول في النهاية إلي شر يحصد أرواحهم واحدا تلو الأخر.

و في النهاية يرون مخاوفهم تتشكل أمام أعينهم، ولا يجدون مفرا سوا التخلص من تلك القدرة، فلا يمكننا تخيل ما سيحدث إن وقعت في يد بشر آخرين.

في الحقيقة من منا قد لا يتمني قدرة كهذة يشكل بها الواقع كما يريد و كما يتمني، ولكن ما لا ندريه أن لعقولنا جوانب أخري قد تسيطر علي هذه القدرة، ورغبات دفينة تنتظر الوقت المناسب لتظهر و تحولها لشر.

في الواقع الفيلم كان يناقش فكرة فلسفية ليست بجديدة و لكنه استطاع مناقشتها بشكل مميز و مختلف، حيث أننا كبشر قد شهدنا عما يحدث حين نمتلك قوة عظيمة، قوة قد تمحوا ملايين الحيوات في جزء في الثانية، وفي النهاية بدل تسخيرها للخير كان أول فعل بها هو القتل وهكذا كانت الكرة.

في النهاية الفيلم رغم فشله السينمائي إلا أنه يقدم تجربة مختلفة و فريدة، و إذا كنت من عشاق الخيال العلمي و الرعب الكوني علي غرار أعمال كاتب الرعب الأشهر لاف كرافت فلا يمكنك أن تفوت تجربة كهذه قد تقودك في النهاية إلي أعتاب أسئلة لطالما بحث البشر عن إجابتها.

اقرأ أيضاً

الحياة على طريقة زوربا اليوناني| بقلم عبد الرحمن جاويش

فيلم “READY OR NOT” وعقد مع الشيطان بلعيال

زر الذهاب إلى الأعلى