فيلمHEREDITARY الشيطان بايمون ، ربما نعيش في عالم نظن أننا ملوكه، ولكننا لا ندري أن هناك قوي خفية تفوق عقولنا البسيطة تحيط بنا، ربما ندرك أن الكون أضخم من وجودنا، ولكن ربما في النهاية هو يدور حولنا، إذا كان مصيرنا العدم أو العذاب، إذا كان مصيرنا النعيم أو الجنة..فهل نمتلك القدرة كبشر علي تغيير ذلك ؟..
في عام 2018 قدم لنا المخرج و الكاتب العبقري آري أستير فيلمه المميز و المرعب و المقبض HEREDITARY ” فيلم لم تتجاوز تكلفته الأحد عشر مليون دولار ليسيطر علي السينما ويصنفه النقاد و الجمهور كأكثر فيلم مرعب و مخيف في عام 2018.
ولكن هنا نقف و نسأل أنفسنا…لماذا ؟ ..لماذا هذا الفيلم ؟
فنحن طالما ما شاهدنا أفلاما قيل أنها مرعبة، لنجدها في النهاية مجرد أفلام كوميدية من كثرة الابتذال..إذا ما المميز في هذا الفيلم ؟..
لنأخذ جولة حول قصة فيلمHEREDITARY الشيطان بايمون
حينما يأخذ الموت جدة عائلة جراهام، تبدأ الأحداث الغريبة في غزو عالم عائلة الإبنة و أولادها، تظهر الرسائل الخفية، ويقتنص الموت منهم من يستطيع، و تتكشف الأسرار حول المصير المرعب الذي ورثته العائلة عن جدتهم.
هذا وبكل بساطة هو اختصار لقصة الفيلم بدون أي نوع من حرق الأحداث لذا دعني أخذك في رحلة حول ما يميز هذا الفيلم دونا غيره.
ما يميز فيلم الشيطان بايمون
في الحقيقة هو كون المخرج آري آستير الكاتب، حيث قرر أن يجعل المشاهدين يخوضون تجربة لا تنسي في رحلة من الرعب الحقيقة، حيث تعاني العائلة بسبب شيطان حقيقي تعرفه كل الديانات السماوية وهو الشيطان بايمون.
بذلك استطاع أن يأسر لب كل من يمتلك خلفية دينية او تاريخية أو سحرية عن الشياطين، فالشيطان بايمون ذُكر في النصوص القديمة مثل كتاب the lesser key of Solomon أو كتاب يوهان ويار pseudomonarchia daemonum أو كتاب كولين دي بلانسي Dictionnare infernal و أخيرا كتاب abramelin .
ويُشار لبايمون في تلك النصوص بملك الغرب، ويقال انه احد ملوك الجحيم الثمانية، ويقود وحدة 200 فيلق من الشياطين وكما قيل في الفيلم، يتطلب استدعائه تضحية بشرية.
في الفيلم..قرر المخرج ان يضع رموز و طقوس بايمون الحقيقية، بل ويخضع المشاهد لسطوته المرعبة حيث نري العائلة تعاني أمامه بلا حول ولا قوة.
ولكن لماذا قد يريد البشر استدعاء بايمون ؟
علي حسب نصوص كتب السحر السابقة بايمون أحد أقوي الشياطين المعروفة، حيث يعلم الناس العلوم والسحر، ويمكنه الإجابة عن كل الأسئلة من الفنون و الأسرار، وما يقبع أسفل الأرض و في قاع المحيطات وما تحمله الرياح.
حيث امتلك كذلك القدرة علي إظهار الكنوز المخفية، و القدرة علي معرفة أسرار العالمين، كما يعد خدامه من البشر بالنبل و العظمة في حياتهم و يجعل لهم خدما من أتباعه الشياطين.
يمكنه معرفة الماضي و المستقبل، إيقاظ الموتى ومنح القدرة علي الطيران، ويمكنه أن يجعل خدمه من البشر لا يقهرون.
في النهاية استطاع المخرج و الكاتب أن يرسم ما قد يحدث حينما تتصادم مصالح شيطان كبايمون مع البشر، وكيف يمكن أن يدخلهم في رحلة لا تنتهي من العذاب يعيشها المشاهد معهم لحظة بلحظة إلي نهاية الفيلم.
وفي النهاية أيضا كان الفيلم تجربة لا تنسي أنصح بها بشدة، وأذكركم أن الشيطان مذكور في رواية المعذّب.
اقرأ أيضاً
إجراءات وزارة الثقافة فى مواجهة انتشار الكورونا
أعمال نقل الآثار للمتحف الكبير لم تتعطل رغم المنخفض الجوى
