فيمنيست
لعلها محاولة أخيرة،ماذا قد يحدث وما شخصية الفتاة العشوائية التي قد تظهر لك من برنامج المواعدة العصري و التي قد تجعلك تخشى الخسارة اكثر مما فقدت، في الواقع لم يتبق شيء ..فمرحبا أيتها الشريكة وحظا سعيدا في المرة القادمة.
فلنرى، أولا علي اختيار صورة..ممم اختيار صعب!! جميع صوري متشابهة، خيال اذرعي الممتدة و أنا أحاول التقاط السيلفي المميز ، الضحكة المصطنعة الحريصة على أبراز فروق الأسنان تطبيقا لإطراء ما في عقلي الباطن أنها تجعلني مبهجا، متجاهلا احد التعليقات من مساعدة طبيب أسنان أنها تحتاج لتقويم ما! ..أنها مساعدة على أي حال.
الخطوة التالية كانت عبارة عن أسئلة معدة لتوضح إجاباتها شخصيتي ،وكأي شخص متسق مع نفسه قمت باختيار جميع الإجابات التي توضح الذكاء والرجولة والرومانسية.
وعند انتهاء هذه المرحلة بدأت أشعر بالملل فقررت اذا تبقى المزيد من الخطوات فسأخرج من هذا التطبيق نهائيا، ولحسن الحظ لم تظهر .
***
مر بعض الوقت الذي كان كافيا لنسيان كل شيء عن تلك الخاطبة الرقمية إلى أن ظهر التنبيه بوجود شريك مناسب ، تحمست ..رغم عدم وجود الكثير لتوقعه لكني تحمست.فتحت التطبيق وظهرت صورتها! فتاة ملامحها عادية لكن بها راحة من نوع ما، حجاب عصري لا يخفي خصلات من شعر مصبوغ بلون هو خليط من البني و الأحمر، عيون جميلة تلمع بشكل جذاب غير متأكدا هل هي عيون طبيعية أم إحدى ابتكارات لوريال الخادعة ، طريقة وقوفها رامقة العدسة توحي بجرأة ما، الجزء الكبير الغير ظاهر منها أشار إلى احتمال ان تكون ناقمة على شكل جسمها لسبب أو لأخر.كانت المرة الأولى التي أري فيها “زينب” .
***
أخذت الدقائق تتسابق وعقرب الساعات يحزم حقائبه مستعدا للتحرك ،منتظرا في مكاني أمام الشاشة الفارغة سوى من علامة تحديد مكان بداية الكتابة والذي أخذ في الوميض في بطء مستفز..كيف اكسر لوح الثلج اللعين أو بالأخرى أين يوجد أولا قبل أن افكر في كيفية كسره !!
ويبدوا أنها ملت أيضا ولسبب ما – لعلها ضحكتي المبهرة – قررت التنازل عن دلال الأنثي و أن تكون هي البادئة، فأطلقت” زينب” صافرة البداية.
زينب : أزيك يا محمد.
“احترت قليلا، هل ارد بالحمدلله وأبرز التزامي الديني ،أم أؤكد على المرونة والشبابية فاخبرها أن كل شي مثل الفل..فقررت أن امسك العصا من المنتصف”
أنا : الحمد لله كله زي الفل.
“هيا يابطل فلتستعد زمام المبادرة، فناولتها السؤال التالي الذي لا يصح وصفه بانه سوى ضربة في الوجه”
أنا : عندك كام سنة يازينب و ليه بتستخدمي برنامج زي ده عشان تتعرفي على حد؟
“أدركت حجم الكارثة وأنا اضغط إرسال، كيف لا يوجد طريقة للمسح! ،كيف لا يمكنني تصحيح كلماتي الحمقاء! ، أحقا تساعدوني على إيحاد شريك حياة أم تساهموا في زيادة البوستات المضحكة لتتندر بها بنات حواء على الشبكات الاجتماعية”
“اللعنة، ظهرت الثلاث نقاط المتتابعة..أنها تكتب!، اغلب الظن ستهينني بكلمات قاسية ثم ترفضني من التطبيق! لماذا لا ترفضي بدون إهانة،فكرت في استباقها و ارفضها أنا وأتجنب الإحراج أمام مطوري التطبيق ولكن لحسن الحظ ظهر ردها قبل أن اكتشف طريقة الرفض”
زينب : اصل صاحبتي من اللي بيشتغلوا في البرنامج ده وطلبت أساعدها وأجربه ،فلسه بعمل الأكونت لقيتك طلعتلي..وانت؟
-تنفست الصعداء-
أنا : أنا كمان كنت بجربه عشان صديقة ليا عاوزة تستخدمه فكتت عاوز اطمن أن الدنيا أمان.
“فلتسامحني يارب، كذبة بيضاء”
زينب : آها ، واضح انك بتخاف على صحبتك أوي!
أنا : أه طبعا، “انجييل” صديقتي من زمان جدا.
“شكرا لعادل امام”
زينب : فعلا الناس بقت غريبة ، حتى أنا بطلت أحط استوريز على انستجرام من كتر الحاجات الغريبة للي بتتبعتلي!
“منك لله ياوردة”
أنا : ناس مريضة فعلا، حتى انتي ماشاء الله محجبة يعني ..
“ضغطت إرسال وأنا افكر في الجملة الأخرى التي سترسخ انطباع عقلي الراجح المتدين ”
زينب : إيه للي بتقوله ده ، التحرش مبيفرقش بين محجبة وغير محجبة، المنقبة بيتحرشوا بيها أما المختمرة ف..”
أنا : أنا كل قصدي كان …
زينب : مجتمع ذكوري قذر , البنت عندكم مفعول به..امك وأختك نفسهم ..
أنا : زينب أنا فيمنست من تالتة إعدادي وكنت بختبرك؟ ممكن تيلفون بابا؟
زينب : وليه تيلفون بابا؟ هو أنا مليش قرار في حياتي، مش بقولك كلكم زي بعض، مش عاوزة أعرفك تاني وأوعى تتصل بيا أو تبعتلي على الفيسبوك.
أنا : ….
التطبيق : تم رفضك من قبل “زينب” وجارى البحث عن شريك أخر.
” أظن أني سأتخذ قرارا نهائيا بعمل تقويم الأسنان والكف عن الظهور بالابتسامة المبهجة بعد الآن! و لعلي بعدها قد ارتبط بمساعدة الطبيب”
تمت
اقرأ أيضاً