طلاسمحدث بالفعل

“قاتل أحواض الحمض” قصة حقيقية لقاتل يستخدم الأحماض الكيميائية لـ إذابة الجثث ؟

"قاتل أحواض الحمض" إذابة الجثث

“إذابة الجثث بالحمض ” بقلم- محمد عصمت:

أكلة حلوة، آيس كريم، أو حمّام دافي..
كُلها حاجات وطُرق مُمتازة عشان تهدي نفسك شوية بعد يوم شُغل طويل مُرهِق، بس دا طبعًا بالنسبة للناس العادية اللي زيّي وزيّك، لأن في وسطنا هتلاقي ناس قادرين حتى يحوَّلوا الحاجات اللطيفة دي لكوابيس بشِعة!

زي مثلًا القاتِل اللي جاي أكلمكُم عليه النهاردة، جون جورج هاي، قاتِل مُتسلسل من إنجلترا، جون كان متعوِّد يدوِّب ضحاياه في حمَّامات من الحمض المُركَّز ماشي بفكرة إذابة الجثث !

جون اتولد في إنجلترا سنة ١٩٠٩، والده ووالدته كانوا غريبين الأطوار وصارمين جدًا، وبيُقال أن والده بنى سور ارتفاعه ١٠ أقدام حوالين البيت عشان يمنع أي نوع من أنواع التواصُل بينه وبين الجيران.

قاتل-أحواض-الحمضقاتل-أحواض-الحمض

جون وهو طفل صُغيَّر كان وحيد جدًا، مكانش له أي أصدقاء أو أصحاب، لحَد ما بقى عنده ٩ سنين تقريبًا.. ودا السن اللي بدأت الكوابيس المُخيفة تطارده فيه.

لكن حياته فضلت ماشية ومُستمرّة بشكل طبيعي جدًا لحَد بداية العشرينات من عُمره، وقتها مسك شُغل إداري في واحدة من الشركات، لكنهم بعد شوية وقفوه عن الشُغل لأنهم كانوا شاكّين إنه بيسرَق فلوس من الشركة.
ساب الشركة وعاش حياة صعبة شوية، لكن حياته كلها كانت المفروض تتغيَّر للأحسن سنة ١٩٣٤، السنة اللي قابِل واتجوِّز فيها بيتي هامر، لكن كالعادة يعني.. الحلو مبيكملش، وجوازه انهار، مراته سابته، ودخل السجن بعد ما تم القبض عليه بتُهمة النصب.

وهو في السجن.. والده ووالدته اتبرُّوا منه، مراته خلفت بنت زي القمر وعرضتها للتبني.
قاتل-أحواض-الحمض

جون فجأة لقى نفسه لوحده وقرَّر ينتقل لجنوب لندن، وهناك اشتغل سوَّاق عند رجل أعمال غني اسمه ويليام ماك سوان، لكن للأسف.. اللي فيه طبع مبيبطلوش، ومن أول سنة ١٩٣٦ ولمُدة ٧ سنين، هيدخُل جون السجن ويخرُج أكتر من مرة ولأكتر من سبب وأكتر من جريمة.

طول الوقت دا هو بيحلم بحاجة واحدة بس.. الجريمة الكاملة!

معتوق الخير – جزء 1،2

إزاي تقدر تقتل شخص وتتخلَّص من جُثته بشكل نهائي؟

إذابة الجثث بحمض الكبريتيك طبعًا!

عشان يجرَّب خطته، بدأ يصطاد فيران ويغرَّقهم في حمض كبريتيك مركَّز، وساعتها خد باله من حاجة مُهمة.. الحمض بياخُد حوالي ٣٠ دقيقة عشان يدوِّب جسم فار كامِل.

وسنة ١٩٤٣، جون اللي كان وقتها لسّه خارِج من السجن، قرَّر يتواصَل مع رئيسه في الشغل القديم، رجل الأعمال الغني ويليام ماك سوان، وعزمه على العشا في بيته عشان يسترجعوا ذكرياتهم سوا.
لكن ويليان اختفى.. وبدون ما يسيب أي أثر.

جون بما إنه آخر واحد شاف ويليام، قالهم إنه هرب لأنه كان خايف الدولة تجنّده تجنيد إجباري عشان يحارب في الحرب العالمية التانية، لكن الحقيقة إن جون استدرج ويليام لقبو بيته، وهناك.. كان مجهّز بانيو كبير مليان حمض ودوبه فيه.
وخلال يومين ويليام كان تحوَّل من راجل مُحترم.. لشوية عضم دايبين في حمض.

انتقل بعدها عشان يعيش في بيت ويليام، وقال للناس إن ويليام اللي طلب منه كدا قبل ما يهرَب، لمَّا الحرب العالمية التانية قربت تخلص، مبقاش فيه مُبرّر لهروب ويليام، وأهله بدأوا يشكّوا في جون، اللي حس بالخطر، لكن كان عنده طريقة واحدة بس للتخلُّص من الخطر دا.. حمّام حمض!

بعد ما خلّص صرف فلوس ويليام، اللي خسر أغلبها في القُمار، بدأ يدوَّر على طريقة تانية يجيب بيها فلوس، ولمَّا شاف إعلان لبيت بيتباع، جاتله فكرة
راح لأصحاب البيت واتعرَّف عليهم، ووطّد علاقته بيهم بذكاء لدرجة إنهم بقوا بيثقوا فيه، طلب منهم يزوروا بيته عشان يتفرّجوا عليه، وهناك استدرجهم بنفس الطريقة اللي استدرج بيها ويليام وقتلهم ودوّب جُثثهم في الحمض.
وبقت دي طريقته المُعتادة.. يصاحب الأغنيا لحَد ما يثقوا فيه، يطلب منهم يزوروا بيته، يقتلهم ويبيع مُمتلكاتهم.. ويكرَّر العملية كُل ما يحتاج فلوس.

من كانت الضحية الجديدة لقاتل إذابة الجثث بالحمض!

ضحية جون الأخيرة كانت أرملة غنية اسمها أوليف دوراند ديكون.
جون أقنعها إنها لازِم تقابله عشان يعرض عليها فكرة عبقرية، جون عرض عليها تقابله في بيته عشان يتكلموا على رواقة، هناك قتلها ودوِّب جُثتها في الحمض.
قاتل-أحواض-الحمض

المرة دي البوليس شك فيه خصوصًا مع تاريخه الطويل في الاعتقالات والسجن، وبتفتيش قبو بيته لقوا بقايا الأرملة ديكون.
وفورًا اعتقلوه، عشان يتفاجؤوا في اعترافاته إنه بيقول إنه اتجنّن وعمل كُل دا بسبب كابوس من الكوابيس اللي طاردته وهو صُغيّر.

“كان ماشي في غابة أشجارها شكلها غريب، السما بتنقَّط، في البداية.. كان فاكر إن دا مطر خفيف أو ندى، لكن اتضح بعد شوية إنه دم! بمُجرَّد ما أدرك دا الغابة كُلها بدأت تتحوِّل أدام عينه لكيان غريب مُرعِب، وظهر راجل شكله مُخيف بيتمشى بين الشجر وفي إيده كوباية بيملاها دم.. لحَد ما وصل ليه وطلب منه يشرب الدم دا، كان مشلول من الخوف ومش قادِر يتحرَّك”.

طبعًا المحكمة ليها بالوقائع والأدلة والاعترافات، مش بالأحلام والكوابيس، عشان كدا تجاهلوا كلامه تمامًا، وحكموا عليه بالإعدام عشان تنتهي قصة قاتل أحواض الحمض
اللغز في الكابوس.. هل له تفسير؟ وليه الكابوس دا هو اللي كان بيطارده بدون توقُّف؟
اقرأ أيضًا:

خوف حتى الموت قصة حقيقية مرعبة ونهاية لا تخطر على البال

محمد عصمت

ولد الكاتب محمد عصمت عام 1988م في محافظة دمياط بمصر ، تخرج من كلية التجارة، اشتهر بكتاباته روايات الرعب و أعماله القصصية المترجمة ،و كانت أولى رواياته بعنوان “الممسوس” عام 2014م ، و هي رواية رعب فريدة من نوعها ، وصدر له روايات أخرى مثل (باب اللعنات، الجانب المظلم، ذاتوى) ، ويصدر له على موقع شخابيط سلسة مقالات حقل ألغاز

‫6 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى