قرارات سياسية أثرت على كرة القدم.. ماذا حدث؟
قرارات سياسية أثرت على كرة القدم.. لم تكن كرة القدم بمعزل عن السياسة وأهلها على مدار تاريخها، فكثيرا ما تم استغلالها من أجل الدعاية لنظم سياسية أو لتصفية الحسابات مع الخصوم، فدعونا نتعرف على أشهر المناسبات التي ارتدت فيها الكرة بدلة السياسة:
1- قائمة ملكية لرومانيا بالمونديال
قرر ملك رومانيا كارول الثاني اختيار قائمة منتخب بلاده المشارك في النسخة الأولى للمونديال عام 1930 بأوروجواي، وذلك في عصر ما قبل الاحتراف حيث كانت كرة القدم مجرد هواية وليست مصدرا أساسيا لكسب العيش، وهو ما جعل كارول يصدر مرسوما ملكيا بعدم فصل اللاعبين من وظائفهم فور نهاية مشوارهم بالمونديال، وهدد ملك رومانيا إحدى شركات البترول بإغلاقها في حال تعنتها بمنح اللاعبين الموظفين لديها الإجازة المطلوبة.
2- قمصان سوداء لإيطاليا
أصدر الزعيم الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني أوامره للاعبي المنتخب بارتداء قمصان سوداء، بدلا من اللون الأزرق التقليدي وذلك في مباراتهم أمام فرنسا بربع نهائي مونديال 1938، بسبب توتر علاقات البلدين في ذلك التوقيت على خلفية محاولات فرنسية لاغتيال موسوليني، فجاء الأمر المباشر للاعبي إيطاليا بأداء التحية الفاشية قبل بدء المباراة، وسط صافرات الاستهجان بملعب «فيكتور بوكيه» لتفوز إيطاليا على أصحاب الأرض بنتيجة 3-1، وتواصل مشوارها بنجاح نحو اللقب العالمي الثاني.
3- قرار فرانكو ينقذ اليورو
توترت العلاقات بين الجنرال الإسباني فرانكو والزعيم السوفيتي تيتو ليأمر الأول بانسحاب منتخب بلاده من مواجهة الاتحاد السوفيتي في المرحلة الأخيرة من تصفيات يورو 1960، ليصعد السوفيت تلقائيا للبطولة ويحصدون لقبها ليأتي الدور بعد ذلك على إسبانيا في استضافة النسخة الثانية من اليورو عام 1964 بمشاركة سوفيتية، حيث تأهل حامل اللقب للمباراة النهائية أمام الإسبان ليخشى الجميع تدخل فرانكو مجددا، وكان ذلك يعني ببساطة إفساد البطولة إلا أن الحاكم الإسباني لم يكرر فعلته تلك المرة، ليحضر المباراة في ملعب «سانتياجو بيرنابيو» ليشاهد تتويج فريقه باللقب الأوروبي أمام غريمه اللدود.
4- الاتحاد الآسيوي يوافق على طرد إسرائيل
أثمرت جهود أحمد عبد العزيز السعودون رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، عن اعتماد الاتحاد الآسيوي لقرار طرد إسرائيل من عضويته عام 1974 بأغلبية 17 صوتا، مقابل 13 مع امتناع 6 أعضاء عن التصويت لتتجه الدولة العبرية بعدها للمشاركة في التصفيات الأوروبية للمونديال واليورو حتى يومنا هذا.
5- السادات يأمر بإعادة البعثة المصرية
توترت العلاقات المصرية العربية بشكل غير مسبوق في نهاية حقبة السبعينيات على خلفية زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات للقدس من أجل مفاوضات السلام، وهو ما انعكس على أجواء مشحونة للغاية خلال مشاركة منتخب مصر في دورة الألعاب الإفريقية بالجزائر عام 1978، فاندلعت أعمال شغب عارمة فور إحراز اللاعب المصري محمود الخواجة هدفًا في مرمى منافسه الليبي ليفاجئ الجميع باعتداء لاعبي المنافس وجماهير الجزائر على الفريق المصري داخل الملعب، وهو ما دفع السادات لإصدار قرار فوري برحيل كافة أعضاء البعثة المصرية من الجزائر على متن طائرة خاصة، مع مقاطعة جميع الأحداث الرياضية المقامة بليبيا والجزائر على حد سواء.
6- صفقة فيديلا تساعد الأرجنتين
استغل الحاكم العسكري الأرجنتيني خورخي فيديلا استضافة بلاده لمونديال 1978 في الدعاية لنظامه القمعي ومحاولة تجميل صورته، وهو ما جعله يفعل كل شيء لتسهيل فوز الفريق باللقب العالمي، فكانت الأرجنتين في حاجة إلى الفوز على بيرو بفارق 4 أهداف على أقل تقدير من أجل التأهل للمباراة النهائية والتفوق على البرازيل بفارق الأهداف، وهو ما بدا صعبًا في ظل قوة المنافس وقتها إلا أن الجميع تفاجئ بانهيار بيرو وخسارتهم بسداسية نظيفة لتواصل الأرجنتين طريقها نحو التتويج باللقب في ظل إشارة العديد من التقارير الصحفية إلى إفراج فيديلا عن أرصدة مجمدة لمسؤولي بيرو لدى البنك المركزي قبل بداية اللقاء.
7- ميلا يثبت صحة الرهان الرئاسي
اعتزل الأسطورة الكاميرونية روجيه ميلا اللعب الدولي بعد تتويج منتخب بلاده بكأس أمم إفريقيا عام 1988، إلا أن رئيس الكاميرون بول بيا أمر بإعادته لقائمة المنتخب التي تستعد للمشاركة في مونديال 1990 بإيطاليا ليكسب الرهان بتألق ميلا وتسجيله 4 أهداف قادت الكاميرون للتأهل لربع النهائي، كأول منتخب إفريقي يحقق ذلك الإنجاز قبل أن يتفوق على نفسه بتسجيل هدفا في مرمى روسيا بمونديال 1994 عن عمر 42 عامًا، ليصبح أكبر من سجل في تاريخ البطولة حتى يومنا هذا.
8 – أباتشا يقهر أحلام جيل نيجيريا الذهبي
تُوج منتخب نيجيريا بلقب كأس أمم إفريقيا عام 1994 فيما عُرف بأفضل أجيال الكرة النيجيرية إلا أنه اصطدم بخلاف حاكمه الديكتاتور ساني أباتشا مع زعيم جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا ليقرر أباتشا انسحاب الفريق من المشاركة في كأس أمم 1996 التي نظمتها جنوب إفريقيا، وهو ما لاقى اعتراضات علنية من اللاعبين وقتها، إلا أن أباتشا صمم على موقفه ليتم حرمان النسور من الدفاع عن لقبهم، بالإضافة لحرمانهم من المشاركة في النسخة التالية عام 1998 بقرار من الكاف.
9- قاعدة عسكرية للاعبي كوت ديفوار
صدم منتخب كوت ديفوار أنصاره بالإقصاء المبكر من الدور الأول لكأس أمم إفريقيا عام 2000 ليفاجئ اللاعبين بسحب هواتفهم المحمولة فور العودة للبلاد واقتيادهم لقاعدة عسكرية بمدينة «زامبراكو»، بأوامر من الحاكم العسكري للبلاد روبرت جوي، حيث تم التعامل مع اللاعبين مثل الجنود المستجدين، وهو ما أثار حفيظة أنديتهم الأوروبية ودعا الفيفا للتدخل من أجل تحرير اللاعبين ليتم الإفراج عنهم بعد ثلاث أيام، وأعلنت الحكومة الإيفوارية قيامها بتلك الخطوة غير المسبوقة بداعي حماية اللاعبين من بطش الجماهير.
10 – توجو تنسحب بأوامر حكومية
تعرضت حافلة المنتخب التوجولي لاعتداء مسلح في إقليم «كابيندا» بأنجولا قبل مشاركتهم في كأس أمم إفريقيا 2010، مما أسفر عن وفاة طبيب الفريق، سائق الحافلة وأحد الصحفيين بالإضافة لإصابة بعض اللاعبين، وهو ما دعا جيلبرت هونجبو رئيس وزراء توجو لإعلان انسحاب منتخب بلاده من البطولة قبل بدايتها رغم وساطة الكاف ومحاولاته لإقناعهم بالعدول عن قرارهم.