تاريخحكايات وأماكن

تجارب غريبة.. قصة العربات التي تجرها الطائرات الورقية

قصة العربات التي تجرها الطائرة الورقية

عربات تجرها الطائرات الورقية.. على مر الأزمان شهد البشر العديد من الاختراعات الغريبة، بعضها اندثر تمامًا ولم يعد له وجود، وبعضها تطور عبر الزمن.. من ضمن تلك الاختراعات، تلك العربة التي تجرها الطائرات الورقية.

في 8 يناير عام 1822م تم القيام برحلة استثنائية من مدينة برستل “Bristol” إلى مدينة “Marlborough”، حيث أخذ مدرس يُدعى جورج بوكوك “George Pocock” أطفاله وزوجته في رحلة طولها 182 كم، ولكن ليس بعربة تجرها الخيول كما هو الشائع، ولكن بعربة تجرها طائرتين ورقيتين صممها هو بنفسه وأسماها “Charvolant”!

قصة العربات التي تجرها الطائرة الورقية

مخترع السيارة «جورج بوكوك» وتجاربه الخطيرة:

كان جورج بوكوك مفتون بالطائرات الورقية منذ صغره، حيث يتمتع بقدرات عالية على رفع الطائرات الورقية، ودائم اللعب بها لكي يختبرها، كان يربط حجارة صغيرة بنهاية الخيط المربوط به الطائرة الورقية ويراقبها وهي طائرة في السماء.

ومع البلوغ أصبحت تجارب بوكوك أكثر جرأة وخطورة من ذي قبل، غالبًا كانت الاختبارات تتم بواسطة أطفاله، في أحد المرات وضع ابنه الصغير على كرسي خيزران، ورفعه في الهواء بطائرة طولها 30 قدم، ثم طيره في وادي “Avon Gorge” ولحسن الحظ نجا الابن وأصبح فيما بعد بطل من أبطال لعبة الكريكت، وهو ويليام دبيلو “W. G. Grace”.

وفي وقت لاحق من العام نفسه عام 1824م طار ابنه على قمة خارج مدينة برستل.

قصة العربات التي تجرها الطائرة الورقية

براءة الاختراع للسيارة الجديدة:

بعد عامين من هذه الواقعة حصل على براءة اختراع لتصميم عربة “Charvolant”، تتكون هذه العربة من اثنين من الطائرات الورقية على خط واحد طوله 1500-1800 قدم، حوالي نصف كيلو متر.

وكان قادرًا على سحب عربة بها العديد من الركاب بسرعة عالية إلى حد ما، وقد تحقق التوجيه بواسطة أربعة خطوط للتحكم ملحقة بالطائرة الورقية، وشريط على شكل حرف T يتحكم في اتجاه العجلات الأمامية، أما الفرملة فكانت بواسطة قضيب حديدي يمكن دفعه لأسفل في الطريق.

وبعد فترة وجيزة من اختراعه، والعديد من التجارب الخطيرة ونشر كتابا بعنوان الفن الهوائي “The Aeropleustic Art” أو الملاحة في الجو، وشرح فيه طريقة استخدام الطائرة الورقية والتي لا غنى عنها في جر عربات السفر “Charvolant”، وكتب يقول “إن هذا النمط للسفر هو الأكثر متعة حيث يفضل امتلاكها لأن الرياح لا تقهر.

وكان يسافر بسرعة 20 ميل في الساعة (32 كم/ساعة) لمسافات طويلة، ومن الممكن حمل الأشياء الثقيلة لأن وزن المركبة مدعوم جزئيًا بالطائرة الورقية، ويمكن أن تنزلق السيارات من فوق أي حفرة مما يجعل الرحلة أقل صعوبة، كما أن الانقطاعات والاختلافات العرضية على الطريق نادرًا ما تكون محسوسة.

قصة العربات التي تجرها الطائرة الورقية

التسويق للمركبة وفشلها:

بدأ جورج في إثارة الجماهير وجذب انتباههم نحو اختراعه الجديد، مشيرا إلى أن العربة الجديدة من الممكن أن تعبر دون دفع رسوم المرور لأن الرسوم مفروضة على الخيول التي تجر العربات، ولكن العربة الجديدة ليس عليها أي رسوم.

كما بدأ في ابتكار اختراعات أخرى باستخدام الطائرة الورقية، مثل تقديم المساعدة للسفن وكوسيلة لإنقاذ السفن أو لجر الحطام.

ولكن بالرغم من كل المحاولات لجذب انتباه الجمهور للمركبة الجديدة إلا أن الاختراع فشل، ولكنه استمر في استخدام السيارة هو وعائلته حتى وفاته عام 1843م.

المصدر
مصدرمصدر
زر الذهاب إلى الأعلى