قصة مكان خان الخليلي
ومن منا لم يسمع عن خان الخليلي أو ذهب لزيارته فهو أحد أحياء القاهرة القديمة والتي تتمتع بجذب سياحي كبير يتميز بوجود المطاعم والمحال التجارية، وهو من مصادر الإلهام للعديد من الكتاب وعلى رأسهم الأستاذ نجيب محفوظ لعلك قرأت رواية خان الخليلي التي تدور قصتها داخل الحي وتحولت فيما بعد لفيلم سينمائي ، والعمل الأدبي الأخر لمحمود تيمور كليوباترا في خان الخليلي. ولكن ما قصة هذا المكان … ؟
من بنى خان الخليلي ؟
ذكر الروائي خيري شلبي في كتابه بطن البقرة أن منطقة خان الخليلي كانت مستقر لمدافن المعزية أو تربة الزعفران، فبعدما دخل الخليفة المعز لدين الله مصر أتخذ منها مكان لدفن رفات أهله فيها ولكن بعهد السلطان برقوق أمر بهدم تربة الزعفران وكلف الأمير جاركس الخليلي أمير آخور والذي كان مغرومًا بالأبنية، فقام بهدمها وبناء الخان فوقها وسمي باسمه فيما بعد، يُقال أنه تم الهدم نكاية في الفاطميين.
كان المسافر قديمًا ينزل بالفندق هو ودابته فتجد الدابة الطعام والرعاية في حظيرة الخان، وكان ملحق بالخان حمام وبه الكياس الذي يدلك المسافر ليسترخي وتسترح عضلات جسمه، وهو ذو حوض رخامي ضخم على الأرض، وحول الحجرة بني المغطس .
يطل خان الخليلي اليوم على سوقين حي الصاغة وحي النحاسين بُنيت أرضية الخان من الحجارة البيضاء الكبيرة، ويضم أسواق كثيرة متداخلة ومتنوعة تقع بموازاة الضلع الشمالي لمقام الرأس الحسيني الشريف ومن هنا جاءت شهرة الخان العالمية بفضل مقام الحسين رضي الله عنه.
وبخان الخليلي تستطيع تناول الأكلات الشعبية لأمم الشرقية الأخرى وهذا ما يميزه فهناك مطاعم للأكل الهندي والأكل الإيراني والشامي والسوداني، وفي القدم كانت أكثر المطاعم إيرانية لكثرة تجار السجاجيد، ويضم الحي منذ الأزل العمال المهرة الذين ورثوا أسرار المهن جيل بعد جيل . وقال المقريزي عنه ” بُنى الخان بشكل مربع محاط بفناء شبيه بالوكالة، بالمنتصف توجد الحوانيت وبالأعلى يوجد المخازن والمساكن، وسمي بذلك نسبة لمنشئة” .
يتبقى من الخان اليوم قهوة الفشاوي التي يزيد عمرها عن 200 عام، وتجد المشربيات الجميلة والأسبلة بواجهتها النحاسية ويفتح السوق أبوابه أمام الزائرين حتى الساعات الأولى من الصباح ..