قصة مكان قلعة قايتباي بالأسكندرية
كانت رمزًا للاستحكامات المملوكية قلعة قايتباي والتي بُنيت على قواعد فنار الأسكندرية الشهير كان من عجائب الدنيا السبع قديمًا، أمر السلطان الأشرف قايتباي ببنائها، كان ينتمي إلى أصل شركسي وكان فارسًا مميزًا ولذلك تقرب من السلطان وتدرج بالمناصب حتى اعتلى العرش في ديسمبر 1467م وظل سلطانًا حتى وفاته عام 1496م، عشق السلطان الأشرف التنقل في الممالك المصرية ولذلك شيد القلاع والمدارس والمساجد وأشهرها قلعته التي تحمل اسمه بالأسكندرية وكذلك المجمع الذي يحمل اسمه في حي قايتباي.
قلعة قايتباي
أمر السلطان الأشرف قايتباي ببناء القلعة عندما زار الأسكندرية عام 1477م واستغرق البناء عامين وزارها مرة أخرى بعد الانتهاء من البناء عام 1479م، عند زيارته الأولى للأسكندرية مكث السلطان ثلاث أيام التقى فيها بالأعيان وكبار الملاك والتجار وزار فنار الأسكندرية أحد عجائب الدنيا السبع حينها وأمر ببناء القلعة على أساس الفنار وهو المعروف بقلعة قايتباي.
كان لابد من بناء قلعة لحماية الأسكندرية من هجمات الفرنجة فقبل موقعة الأسكندرية كانت عبارة عن ولاية يُشرف عليها والي مكلف من السلطان ولكن تسببت الموقعة بخراب كبير للمدينة لذلك تحولت لنيابة يحكمها نائب للسلطان، ولكن استمرت الهجمات في تزايد وتعرضت السفن التجارية للقرصنة.. من هنا جاءت فكرة بناء القلعة لحماية المدينة.
بعد الانتهاء من البناء زارها السلطان مرة أخرى ولكن عن طريق البحر بسبب أن مياه الفيضان كانت تغطي الدلتا، في رحلة لرشيد زار القلعة يقال أن البناء تكلف 100 ألف دينار، تم بناء دهليز القلعة على قناطر البحر ويمتد على طول الساحل وتم بناء نقاط للمراقبة لمراقبة سفن الفرنجة على مسافة مسير يوم، وتم بناء مسجد وفرن ومخازن وطاحونة، وضعت الأسلحة بالمخازن.
وفي جميع أنحاء القلعة الأسلحة والمدافع المحاطة بها لتكون على أهبة الاستعداد لأي عدوان خارجي على المدينة وقام السلطان بتعيين الأمير قانصوه المحمدي ليكون رئيسًا للعسكر بالقلعة والذي عُرف باسم قانصوه البرجي.
شكل القلعة الداخلي
يضم السور الخارجي للقلعة في أركانه الأربع أبراج دفاعية ترتفع عن السور، بالناحية الشرقية يوجد فتحات دفاعية للجنود، أما بالفناء الداخلي للقلعة فيوجد البرج الرئيس على شكل قلعة كبيرة مربع الشكل، وتحتوي القلعة على ثلاث طوابق بالطابق الأول المسجد يتكون من صحن و4 أيوانات ويوجد بالمسجد حجرة جلوس للإمام ، وبالغرفة ضريح رمزي يقال أنه تم بناءه لجندي مجهول تم اتهامه بسرقة أسلحة وإعدامه فلما ظهرت الحقيقة وأنه برئ أُقيم له الضريح الرمزي تكريمًا له.
بالقلعة يوجد عدد من الممرات الدفاعية لتسمح للجنود بالحركة بيسر وسهولة وقت الدفاع ويحتوي الطابق الثاني على ممرات وحجرات وقاعات داخلية، أما الثالث فـ به قاعة السلطان التي يجلس فيها لرؤية السفن، ويغطي تلك القاعة قبوان متقاطعان في وقت سابق اتخذها الملك فاروق استراحة له.
وبالطابق الثالث يوجد الطاحونة والمخبز والفرن لإعداد الخبز للجنود المقيمين، وحاليًا يوجد بالقلعة أماكن للجلوس في الفناء ويهوى الزوار التقاط الصور التذكارية بها، بالقرب من القلعة يوجد مراكب للتنزه وتضم القلعة أيضًا متحف للأسماك النادرة والمحار والقواقع.