تاريخ

قصة مكان مسجد السلطان حسن

قصة مكان مسجد السلطان حسن
يُعد مسجد السلطان حسن قمة العمارة الإسلامية المملوكية .. بناه السلطان حسن بن الناصر بن قلاوون ليضم مسجد وجامع وضريح، قيل أنه هرم العمارة الإسلامية، وزينة مساجد القاهرة وأفخمها، يقع المسجد في ميدان صلاح الدين بحي القلعة التاريخي عُرف موقعه قديمًا باسم سوق الخيل، وكان مكانه قصرًا أمر السلطان حسن بهدمه ليبني جامعه الذي غطت شهرته الأفاق.

وقت بناء مسجد السلطان حسن

ومن الأشياء الغريبة أن وقت بناء المسجد كان وقت صراع ما بين الممالك البحرية والمماليك البرجية، أعلن الأمراء المماليك الثورة على السلطان حسن وعزلوا السلطان حسن بعد ثلاث أعوام وتسعة أشهر قضاها بالحكم، وولوا أخاه بدلًا منه السلطان الصالح الدين صالح وبعد ثلاث أعوام قضاها بالحكم قاموا بعزله وقرروا عودة السلطان حسن مرة أخرى للحكم.

 في المرة الثانية عاد السلطان قويًا وقد أصبح شابًا وعنده خبره بأمور الصراع، كان رجال الدولة الأقوياء يشرعون في بناء المساجد والخانقاه ولم يكن السلطان قد بنى مسجده بعد وكان تجاه القلعة سوق الخيل وقصرًا ليلبغا اليحياوي نائب الشام أخذ السلطان القصر وكان من أجمل وأشهر بيوت القاهرة وأمر بهدمه وبدء بناء مسجده مسجد السلطان حسن.

شكل جامع السلطان حسن

يُعد المسجد من أكثر آثار القاهرة تناسقًا وانسجامًا ويمثل نضج العمارة المملوكية، بدأ البناء عام 1356م وتمت 1363م وقُتل السلطان حسن بعد انتهاء البناء ولم يُعثر على جثمانه ولم يُدفن بالضريح الذي بناه لنفسه بل دفن فيه والداه.

يتكون الجامع من صحن مربع يتوسطه ويحيط بالصحن أربع أيوانات على نمط التخطيط المتقاطع المتعاقد، أكبرهم إيوان القبلة وخلفه الضريح ويتكون من قاعة مربعة تعلوها قبة محمولة على 6 صفوف من المقرنصات الخشبية المنقوشة بالذهب، يضم محراب المسجد من الخارج مئذنتان رشيقتان الجنوبية أقدم من الشمالية ويبلغ طولها 81.60 مترًا، والشمالية أصغر منها تم تجديدها في القرن السابع.

نجد أن تفاصيل المسجد الفنية غاية في الإبداع والرقي الباب مغشي بالنحاس المفرغ المزخرف بأشكال هندسية، ويحيط بالأيوان الشرقي أفريز عليه كتابات بالخط الكوفي القديم وزخرفت آيات من سورة الفتح، بأوراق النباتات، ويقع بهذا الديوان دكة المبلغ مصنوعة من الرخام وبها أعمدة رخامية ملونة والمحراب مصنوع من الرخام الدقيق وبجانبه المنبر الرخامي..

أما الأرضية فمغطاة بالرخام الملون، كان كل إيوان من إيوانات المسجد مخصص لمذهب من المذاهب الأربع وتقع خلف كل إيوان حجرات للدراسة، وملحق بكل مدرسة مبنى مكون من ستة طوابق كان بمثابة مساكن للطلاب.

ومن الروايات الطريفة أن السلطان وجد كنزًا مدفون تحت الأرض من الدنانير الذهبية وأنفقه في البناء الذي تكلف مبالغ طائلة لبنائه، ويُروى أنه لما تم بناء المسجد نزل السلطان حسن من القلعة يوم الجمعة وصلى به ومعه قضاة المذاهب الأربع والأمراء، ويتوسط صحن المسجد الماء والسكر والليمون ووقف السقاة يفرقون المشروب على الناس بالطاسات وكرم السلطان المشاركين بالبناء ووزع عليهم ملابس فاخرة والخلع السلطانية وأعطى كبير المهندسين محمد ابن بيليك الحسيني ألف دينار ذهبي.

هاجر طلعت

طالبة دكتوراه تخصص إعلام - تكنولوجيا الصحافة أحب التدوين وكتابة المقالات شاركت في تأسيس عدد من المواقع العربية مهتمة بالزراعة المنزلية والتصميم والقراءة والتصوير .
زر الذهاب إلى الأعلى