نعود بالجزء الرابع من قلب الشيطان بقلم الكاتب / أحمد الشمندي لقراءة الجزء الأول هنا ، الجزء الثاني هنا ، الجزء الثالث هنا
كلنا اتفرجنا على أفلام حربية كتير ، السينما كمان صورتلنا أفلام عن معارك ما قبل العصر الحديث ، مصريين قدماء ، صينيين ويابانيين ، إغريق ، رومان ، مسلمين ، مسيحيين ، فرس ، تتار … إلخ
دة إحنا كمان شوفنا أفلام متصورة لمعارك حقيقية ، يمكن من قبل الحرب العالمية الأولى كمان …
لكن ، عمرك شوفت معركة بين الجن وبعضهم ؟ لا لا لا ، أنا مش بتكلم عن الأفلام السينمائية … أنا بتكلم عن الواقع ! أيوة بالظبط ، هو دة سؤالي ، متستغربش ، معركة بين الجن و … الشيطان !
مساء الفل يا صديقي العزيز وقارئي المميز … يا رب تكون بخير
لما أحمد وميريام راحوا للشيخ مسعود ، كانوا متخيلين إن مهمتهم هتنتهي عنده ، هياخد الكتاب منهم ، وخلاص على كدة ويبقوا عملوا اللي عليهم …
في الجزء اللي فات أنا اختصرتلك المقابلة بينهم ، لكن في الحقيقة كان فيه حوار طويل وأحداث مهمة حصلت ، هقولهالك دلوقتي ، ياللا بينا …
- سلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- الشيخ مسعود
- أيوة يا ابني ، أنا الشيخ مسعود ، إنتوا مين ؟
- أنا أحمد يا شيخ مسعود ، صحفي ، ودي زميلتي ميريام
- أعذرني يا إبني ، أنا مش بتكلم مع الصحافة
- لا يا شيخ مسعود ، إحنا مش جايين بصفتنا صحفيين ، ولا جايين نعمل تحقيق صحفي ولا موضوع صحافة أصلاً ، إحنا جايين ليك برسالة متعلقة بأمر مهم ، مهم جداً
الشيخ مسعود نقل نظره ما بين أحمد وميريام وسكت ثواني …
- اتفضلوا
خلال نص ساعة ، أحمد وميريام كانوا حكوا للشيخ مسعود الحكاية بالكامل ، لغاية نهاية الموقف اللي حصل مع الشيخ إبراهيم …
- وقالنا نيجي وندي لحضرتك الكتاب ، لأنك الوحيد اللي عندك الحل ، ودي علامات صوابعه على دراعي ، وكمان دراع ميريام ، هو مسك كل واحد فينا من دراعه قبل ما نفقد الوعي …
الشيخ مسعود باصص لأحمد بهدوء ، نقل نظره لميريام ثواني ورجع بص تاني لأحمد …
- وحضراتكم عرفتوا عنواني منين ؟
- لما صحيت النهاردة الصبح ، حسيت إن فيه حاجة داخلية بتوجهني للمكتب اللي في أوضتي ، لقيت عليه ورقة مكتوب عليها العنوان ، ورقة صفرا قديمة زي ورق الكتاب ، ومكتوبة بنفس الطريقة ونفس الخط ، ويمكن كمان نفس الحبر
- دة الكتاب ؟
- أيوة ، اتفضل
الشيخ مسعود أخد الكتاب من أحمد وبصله بصة طويلة ، ومن غير ما يفتحه حطه أودامه …
- إنت وصلت للكتاب دة إزاي ؟
- دة كتاب كان عند والدي الله يرحمه ، من فترة كنت بقلب في المكتبة بتاعته ولقيته ، فشدني إنه مكتوب بخط الإيد من أكتر من ١٠٠ سنة ، وكمان شدني العنوان بتاعه فقريته ، وطبعاً مكنتش أعرف إن الكتاب ممكن يوصلنا للي إحنا فيه دة
- الكتاب دة كتبه الشيخ إبراهيم البرديسي واعظ النزلة زمان ، كان بيحكي فيه قصة النزلة من بدايتها لنهايتها ، وهو في الحقيقة كتب الكتاب دة علشان يخبي فيه الطلسم اللي هيحرر النزلة من سيطرة الشيطان عليها بعد ما حراز الحقيقي استحضره في المكان دة
- يعني إيه استحضره ؟
- الشيطان دايماً بيجند أتباع ليه من البشر بالغواية ، لكنه بيحتاج كمان اتباع والعياذ بالله بالعبادة ، ولما دة بيحصل لازم يكون ليه مقر لو جاز التشبيه ، وعلشان دة يحصل لازم يقوم حد من بني البشر بالتواصل معاه واستحضاره بصورة صريحة وبإجراءات كتير والعياذ بالله كلها كفر بيِّن ، ودة اللي عمله حراز ، استحضره في النزلة واستقر عرشه هناك ، والوحيد اللي كان واقف في طريقه الشيخ إبراهيم واعظ النزلة وقتها ، لأنه الوحيد اللي كان عارف
- يعني إيه واقف في طريقه ؟ هو مش كان استحضره فعلاً ؟
- أعظم إنجاز للشيطان هو غواية شديدي الإيمان ، وكان الشيخ إبراهيم هدفه ، وكان هدف صعب ، وحراز حاول معاه بكل الطرق وفشل
- وباقي أهل النزلة ؟
- ماتوا بالطاعون اللي انتشر بسرعة في الوقت دة ، واللي كان علاجه المتوفر وقتها هو العزل ، وكان من ضمنهم الشيخ إبراهيم
- طيب يعني إيه يحرر النزلة من سيطرته وهم في الأصل كلهم ميتين ؟
- يحرر أرواحهم اللي لسة محبوسة
- أنا مش فاهم ومش متخيل !
- مش دة المهم
- أومال إيه هو المهم يا شيخ مسعود ؟
- المهم إننا لازم نلحق وقتنا ، ونحرر أهل النزلة ، وننهي وجود الشيطان منها ، وإلا هيفضل موجود وهيلاقي بدل حراز الف حراز يسيطر من خلاله على البشر بالشكل دة ، وساعتها مش هيكون فيه حل …
ميريام كانت قاعدة بتسمع الحوار اللي داير ما بين أحمد وبين الشيخ مسعود ، وهي في حالة تعدت حالات فرط الذهول ، الكلام بالنسبالها كان أقرب ما يكون للمستحيل ، وكانت المفاجأة بالنسبالها كلمة نلحق !!!
- هم مين اللي نلحق حضرتك ؟!
- إحنا التلاتة يا بنتي
ميريام فضلت بصاله بذهول ورعب ، بصت لأحمد وكأنها بتقوله إنت هتفضل ساكت ؟ مش واخد بالك من الكلام اللي بيتقال ؟!…
- يعني إيه يا شيخ مسعود إحنا التلاتة ؟ وليه إحنا التلاتة ؟ مش المفروض نعمل زي ما الشيخ إبراهيم قال ، وندي حضرتك الكتاب علشان حضرتك اللي عندك الحل ؟
- إنت اللي وصلت للكتاب ، وإنت اللي قريت الطلسم ، وإنتوا الاتنين اللي قابلتوا الشيخ إبراهيم ، وكمان إنتوا الاتنين اللي قابلتوا الشيطان بنفسه ، وأنا المنوط بيه تنفيذ الطلسم ، وبالتالي إحنا التلاتة في دايرة عداؤه من اللحظة اللي شوفتوه فيها ، وعلشان نطرده ونخلص أرواح النزلة من سيطرته ، لازم كل واحد يقوم بدوره ودة شرط تنفيذ الطلسم بنجاح
- أنا مش قادرة أصدق ولا أستوعب ، أنا قلبي هيوقف من الرعب
- متخافيش يا بنتي ، أنا مقدر خوفك واستغرابك ، لكن عاوزك تتطمني ، إحنا محفوظين بإذن الله ، الطلسم اللي اتفتح بقراءة أحمد ليه ، استدعى قبيلة الميامين ، لوقت محدد ، لازم أكمل متطلبات تفعيل الطلسم قبل انتهاء المدة دي ، علشان نقدر تستعين بيهم …
- مين اللي حضرتك قولت عليهم دول يا شيخ مسعود ، قبيلة إيه ؟
- الميامين ، دي من أقوى قبائل الجن
ميريام بصت لأحمد اللي هو إيه الكلام الخزعبلي اللي بيتقال دة …
- أنا مش مستوعبة أصلا اللي بسمعه دة ، وحاسة إن قلبي هيوقف ، قبيلة من الجن ، هو كمان فيه جن ؟!
- ما تهدي يا ميريام وبلاش شغل العيال الصغيرة دة
- عيال صغيرة ! انت مش سامع الكلا ……
- مفيش وقت يا بنتي للكلام دة ، قولتلك اتطمني
الشيخ مسعود قطع كلامها بكلامه وهو بيقوم من مكانه وعينيه مركزة على عين ميريام ، راحلها وحط إيده على راسها … فغابت عن الوعي في تلات ثواني ، وراح باصص لأحمد اللي كان قاعد جنبها مبرق وكأنه اتخشب ولزق مكانه لما شاف الموقف دة ، وراح حاطط إيده على راسه علشان بكل استسلام يغيب هو كمان عن الوعي …
بمجرد ما أحمد وميريام غابوا عن الوعي ، الشيخ مسعود اتحرك لمكان ضلمة في ركن جوة الأوضة اللي استقبلهم فيها ، وجاب مجموعة من الأحجار الكريمة مختلفة الألوان والأنواع والأحجام ، ورصهم بطريقة يبدو إنها مش عشوائية ، وراح قاعد مكانه وبص للكتاب وبصوت واطي مد إيده ومسكه …
- بسم الله القوي المتين ، توكلت على الله
بمجرد ما الكتاب بقى بين إيدين الشيخ مسعود في وضع القراءة ، ابتدا يتهز ، لالالا مش الشيخ مسعود ، الكتاب هو اللي ابتدا يتهز في إيده ، المكان كله ظهر فيه دخان أبيض خفيف ، مجموعة الأحجار ابتدت تتحرك بهدوء وتترتب بأشكال مختلفة ، كل دة والشيخ مسعود ساكت مش بيتحرك لغاية ما الدنيا هديت فجأة ، والأحجار بقيت مرصوصة بشكل تاني خالص ، راح حاطط الكتاب جنبهم ، اللي بمجرد ما إيدين الشيخ مسعود سابته ، الكتاب بدأ يتفتح لوحده لغاية ما ثبت على صفحة معينة …
وهنا الدخان الأبيض بدأ يتجمع ويتشكل على هيئة أشبه بالكائن البشري بس بحدود دخانية مش منتظمة ، ولما بقى أودام الشيخ مسعود …
- طوراس ميامين بيتور هَجْنَازير
الجملة دي صدرت بصوت معدني عميق عن الكائن الدخاني اللي اتكون أودام الشيخ مسعود ، ومعناها جيش الميامين جاهز للحرب …
بمجرد ما الجملة خلصت وفي لمح البصر ، الكتاب اتقفل بعنف ، راح الشيخ مسعود مسك حجرين من مجموعة الأحجار اللي أودامه وضم إيده عليهم بقوة ، وغاب عن الوعي …
- حمدلله على السلامة يا ابني
- الله يسلمك يا جدي
بغياب الشيخ مسعود عن الوعي ، هو وأحمد وميريام اتنقلوا أثيرياً للنزلة ، وتحديداً بيت الشيخ إبراهيم البرديسي وفاقوا فجأة ، وهم جوة البيت في نفس المكان اللي فقدوا الوعي فيه …
احمد سمع الشيخ مسعود وهو بيرد على الشيخ إبراهيم …
- جدي ؟!
- أيوة ، أنا اسمي مسعود أبو النصر محمد إبراهيم البرديسي ، الشيخ إبراهيم يبقى جد والدي رحمه الله
طبعاً أحمد وميريام فاقوا في ذهول ، علشان يلاقوا نفسهم عند الشيخ إبراهيم في النزلة ومعاهم الشيخ مسعود ، ميريام في حالة من الرعب وزوغان عين ، أحمد بيحاول يتماسك ويسيطر على أعصابه …
- خدي يا بنتي الحجر دة إمسكيه في إيدك اليمين وإوعي يوقع منك
- حجر إيه دة ؟
- دة حجر عقيق سليماني ، طاقته بتعمل حاجز بيننا وبين الشيطان لما بيتفاعل مع المية ، لما نوصل المغارة هترميه في بير المية اللي موجود جواها
- مغارة ؟ هو إحنا هنطلع الجبل ؟ … وهنا أحمد رد وسأل الشيخ مسعود
- ليه ميريام يا شيخ مسعود ، خليها في البيت ، وأنا هقوم بالمهمة دي
- كل واحد فينا ليه دور يا ابني ، إنت هترمي الحجر دة في حفرة النار اللي في المغارة ( الشيخ مسعود مد إيده لأحمد بالحجر التاني ) دة حجر الأوبال طاقته مضادة لطاقة الشر وبتضعفها لما بيتفاعل مع النار …
وفجأة ، وبدون سابق إنذار ، إبتدوا يسمعوا أصوات معدنية حادة وسريعة جداً ، بتعدي من جنب البيت ، يمينه وشماله وفوقه ، عارف لما تبقى سايق عربيتك ويعدي من جنبك فجأة موتوسيكل Race ماشي على سرعة ٣٠٠ !!!
- توكلنا على الله
الشيخ مسعود ، وأحمد ومريام – اللي كانوا في قمة الرعب – خرجوا من البيت في اتجاه الجبل ، علشان يبتدوا تفعيل الطلسم وتخليص أرواح النزلة المربوطة ، لكن المنظر بالنسبالهم وأقصد أحمد وميريام كان مفاجئ بكل المقاييس …
الجو لونه رمادي كئيب ، وكأنه يوم من أيام يناير الضبابية ، جبل شيطان واضح جداً من شدة السواد ، المغارة حدود مدخلها من نار ، وبتتهز وكأن الزلزال ضاربها لوحدها ، ومع صوت هزيم الرعد اللي يزلزل كيانك ويخلع قلبك من مكانه ، كان فيه كم رهيب من خيالات ضبابية بيضا وتانية سودا بتتحرك بمنتهى السرعة ، بيخبطوا في بعض بشكل عشوائي وعنيف من شدة السرعة ، ومع كل اتنين بيخبطوا في بعض ، خيال منهم بيتحول لرماد بعد ما بيتحرق ويختفي ، ومع الأصطدام دة ، بتتخلق صاعقة برق بتضرب الأرض تحتها وتعمل حفرة عظيمة ، وكأن لغم انفجر …
أحمد وميريام كان مطلوب منهم يوصلوا بسلام للجبل وسط المعركة الخيالية دي ، اللي كانت بين قبيلة الميامين والشياطين ، وبصورة تلقائية ابتدوا يجروا ناحية الجبل وعينيهم متعلقة لفوق بيحاولوا يتفادوا الصواعق اللي بتضرب الأرض ، خاصة إنهم اتفاجؤا بإن الشيخ مسعود فجأة بقى عند الجبل وهم بقوا لوحدهم …
وما بين القرار واللا قرار ، مكانش أودامهم إلا القرار …
أحمد مسك ميريام من إيدها وابتدوا يجروا ناحية الجبل ، كل واحد منهم ماسك الحجر في إيده التانية بمنتهى القوة …
من اليمين للشمال ومن الشمال لليمين بيحاولوا يتفادوا الحفر اللي صواعق البرق بتعملها في الأرض ، دول كمان بيتفادوا الخيالات اللي بتطير في كل اتجاه ومن كل اتجاه ، وكل ما يقربوا من الجبل ، الخيالات سرعتها تزيد وتكتر واصطدامها ببعض بيبقى أقوى وأعنف ، وفجأة وبمنتهى السرعة ، ميريام تتخطف من إيد أحمد وتطير لفوق …
خيال اسود يخطفها من إيده ويطير بيها لفوق بمنتهى السرعة ، صرختها كانت مرعبة ، متشعلقة من اكتافها ، مبرقة ، مش قادرة تاخد نفسها من كتر الرعب ، تطلع لفوق أوي ، الأرض بتبعد ، بتصغر ، وفجأة ، الخيال اللي شايلها يسيبها ، أيوة ، سابها من الارتفاع دة علشان توقع في اتجاه الأرض بمنتهى السرعة ، لحظات وتلمس الأرض ، ولك أنت تتخيل قوة الاصطدام بالأرض هتفرتكها ازاي …
أحمد وقف بمجرد ما اتخطفت من إيده ، عاجز مش عارف يتصرف ، متابعها بنظره ، قلبه هيوقف ، وبمجرد ما شافها بتوقع ، نفسه دخل بشهقة جوة صدره ومش راضي يخرج تاني ، ميريام هتموت كمان لحظات بشكل بشع ، مقدرش يفضل باصصلها وهي بتوقع ، خلاص هتلمس الأرض …
قبل ما ميريام تلمس الأرض بتلاتة متر ، وقفت فجأة ، خيال من الخيالات البيضا مسكها وفرملها ، في اللحظة دي كان خيال ابيض تاني بيرفع أحمد من اكتافه ، وفي نفس الوقت الاتنين طاروا في اتجاه الجبل ، وفي لمح البصر ، كانوا وصلوا للشيخ مسعود اللي كان بالفعل وصل لغاية أودام مدخل المغارة …
الغريب ، إن أحمد ، وميريام بصفة خاصة ، اللي كانت حرفيا بتموت من لحظات ، فضلوا ماسكين الأحجار اللي معاهم وكأنها لازقة في إيديهم ، ومع وصولهم للشيخ مسعود ، قالهم بصوت عالي ” ياللا بسرعة ” ودخل المغارة أودامهم ، وبمجرد ما دخلوا ، الزلزال ضرب المغارة بشكل عنيف ، وكأنه بيمنعهم للوصول للبير وحفرة النار ، في اللحظة دي كان حواليهم عدد مهول من الخيالات البيضا بتحميهم من الصخور اللي بتوقع من سقف المغارة من عنف الاهتزاز ، لغاية ما ظهر البير ” ياللا يا ميريام ارمي الحجر ” ، مذهولة مخضوضة قلبها هيوقف ميريام بصت للشيخ مسعود بصة عدم الاستيعاب وكأنها فقدت النطق وفقدت القدرة على التحكم العصبي في جسمها ” إرمي الحجر في البير بسرعة ” وزي الإنسان الآلي ميريام رمت الحجر في البير وهي مبرقة وبتترعش ، ومع تلامس الحجر مع المية ، صرخة عظيمة صمت ودانهم خرجت من عمق المغارة ، رجتها أكتر ما هي بتترج ، بعد عشر خطوات من البير كانت حفرة النار ، حر لا يحتمل ، وهج النار يعمي ” إرمي الحجر يا أحمد ” كان متماسك اكتر من ميريام وبدون تفكير ، رمى الحجر في الحفرة ، اللي بمجرد ما النار لمست الحجر ، هاجت وكأنها خرجت من فوهة بركان مدمر …
خمس ثواني ، والدنيا هديت فجأة ، خمس ثواني كمان ، والدنيا برة المغارة نورت بنور الشمس ، الشيخ مسعود بصلهم وابتسم ” الحمدلله” ومع ابتسامته وحمده التلاتة في وقت واحد فقدوا الوعي …
الساعة خمسة المغرب ، بيت الشيخ مسعود ، أوضته الخاصة …
أحمد وميريام بيفوقوا فجأة …
- خلاص ؟!
- أيوة يا بنتي خلاص
- ياللا نمشي من هنا
الشيخ مسعود ابتسم ، وقالها ” اتطمني يا بنتي الموضوع خلص “
- إحنا كنا هناك فعلاً يا شيخ مسعود ؟ يعني إحنا مكناش بنحلم ؟ وإنت كنت معانا فعلاً ؟
- أيوة يا إبني كل اللي حصل حقيقي
- والكتاب ؟
- اتحرق
- شكراً يا شيخ مسعود
- شكراً ليكم يا ابني
***انتهت***
و لأن المعركة بين الجن و الشيطان لن تدركها الأعين البشرية فما كان إلا أن ينقلها لنا عبقري الاثارة و مبدع الروايات اللاتقليدية أحمد الشمندي.. سلم قلمك السارد لنا احداث لن تراها الأعين و المحفز للخيال الخصب.. دمت متألقاً