كابوس مميت ، تحدثنا سابقا عن الأمراض و المتلازمات التي يمكن أن تحول نوم الإنسان إلى كابوس ينغص عليه حياته، بل وقد تقوده في النهاية إلى الجنون و ربما الموت.
إحدى تلك المتلازمات التي ذكرناها كانت تُسمى متلازمة التصرف أثناء النوم، حيث تحدث هذه المتلازمة للأشخاص الذين يمتلكون عقلا قادرا على خلق أحلام واضحة، وفيها يتحرك المصابون أثناء نومهم و يتصرفون مع محيطهم طبقا لما يحدث لهم و حولهم في الأحلام.
لذا هذا يأتي بنا لما حدث مع ضحيتنا اليوم، الأنسة كاريسا جلين ذات الثمانية عشر عاما، حين إنتقلت كاريسا إلى شقتها الجديدة في كورنوول، قالت بأنها شعرت بحضور خفي يخيم على المكان، وقالت بأنها كانت تشعر بأن هناك شخص ما أو شيء ما يقضي الليالي الطويلة الباردة معها، و أنها كذلك تشعر بالشر يحيط بها من كل إتجاه.
بطبيعة الحال بدأت كاريسا تخبر أصدقائها و معارفها بما يحدث معها و عدم راحتها في المنزل، و بالأخص لكونها تعاني من متلازمة السير أثناء النوم، لذا هي لا تشعر أبداً بالإطمئنان، ثم بدأت الكوابيس الغريبة بالهجوم على رأسها أثناء النوم، حيث كانت ترى شابا يشنق نفسه كل ليلة مما يتسبب في يقظتها بشكل مفزع.
حاولت كاريسا البحث عن حل، لذا وصلت لمسامعها بعض القصص عن الشخص الذي سكن قبلها في الشقة، وكيف كان يعاني من مشكلات في العمل و إدمان مستمر للكحول و في النهاية شنق نفسه.
ولكن معرفتها بتلك القصة لم يجعلها أبدا تشعر بالتحسن، بل في الواقع إزداد الأمر سوءا معها حيث أصبحت الكوابيس أكثر وضوحا، و خيمت الظلمة على روحها أكثر فأكثر فأصبحت كالمسوسة، ورغم التأكد بأن قصة الشاب الذي شنق نفسه ليست حقيقية إلا أن الأوان قد فات بالنسبة إلى كاريسا حيث أصحبت مهووسة بما يحدث حولها وشعورها الدائم بالخوف.
وهكذا في يوم الرابع عشر من إبريل عام 2008 خرجت مع أصدقائها في ليلة لطيفة من التمشية و الشرب، ولكن وبمجرد أن عادت لشقتها شنقت نفسها بواسطة وشاحها.
قال أصدقائها بأنها كانت دائما خائفة من العودة لتلك الشقة، مرتعبة من فكرة أن هناك شيئا ما يسكن معها، ودائما ما تذكر كيف يتحكم ذلك الشيء بكوابيسها مما يقودها إلى الجنون.
ولكن دائما يجب العودة إلى المنزل، وفي النهاية كان يجب عليها العودة إلى شقتها و منبع خوفها، وهناك ربما رفضت النوم قليلا، قاومت النعاس كثيرا، و في النهاية هزمها شبح الراحة ليغلق جفونها في سكينة مخيفة.
يظن الكثيرون بأنها قد حلمت بكابوس شنقت نفسها بداخله، وهكذا بسبب متلازمة السير و التصرف أثناء النوم والتي تحدثنا عنها سباقا قادها الكابوس إلى حتفها، ومع ذلك البعض يظن بأن الحضور و الشيء الذي شعرت به هو حقيقي و أن الكابوس المميت هو ما فعلته.
ولكن في النهاية تظل تلك الإستنتاجات مجرد محاولات للتفسير بلا دليل منطقي، ولكن مع ذلك تظل مرعبة لذاتها.
اقرأ أيضاً
