بسمة الخولى تكتب : كاسبر هاوزر
كاسبر هاوزر ، في سنة 1828 في المانيا ظهر مراهق غريب فجأة اسمه كاسبر هاوزر ومعاه خطاب لقائد الكتيبة الرابعة في نوربرغ، الخطاب كان مرسل للقائد ومكتوب فيه انه تم وضع الفتى تحت رعايته كإبن بالتبني، وانه لما يصل للسن المناسب لازم يلتحق بكتيبة الجيش، وانه موضوع بالكامل تحت تصرف قائد الكتيبة، يجنده أو يشنقه لو لقى ان ده اختيار مناسب .
في الخطاب كان في تشديد على ان القائد ميسمحش نهائي للفتى ده بانه يطلع برا عتبه باب بيته مهما كانت الظروف . اثناء بقاء كاسبر في نوربرغ حكى قصة غريبة عن نشئته، وقال انه قضى فترة طفولته كلها مسجون في زنزانة مظلمة متر في متر مع فراش من القش ولعبة على شكل حصان محفورة من الخشب معاه .
كاسبر قال كذلك انه كان بيصحى من النوم يلاقي في زنزانته كوب ماء ورغيف عيش، الماء أحيانا كان بيبقى طعمه غريب وطعمه ده بيجبره انه ينام نوم اثقل من المعتاد وانه لما كان بيستيقظ كان بيلاقي ملابسه متغيرة و المكان متنضف وشعره مقصوص .
الشخص الوحيد اللي تعامل معاه كان راجل غريب بدأ بزيارة زنزانته قبل اطلاق سراحه منها بفترة قصيرة جدًا، وده كان اول شخص بشري يشوفه في حياته، والراجل ده علمه الكلام وعلمه جملة واحدة بس اجبره انه يكررها ” انا ارغب في الالتحاق بالكتيبة مثل والدي ” ، كاسبر حكى انه كان مجبر يكررها رغم انه مكانش حتى فاهم يعني ايه كتيبة أو مين والده .
بعد ظهور كاسبر هاوزر في نوربرغ بسنة واحدة بس ، الرجل المسؤول عن رعايته لقاه ملقى على الأرض وبينزف ولما حاول يفهم ايه حصل، كاسبر قاله ان الراجل الغريب ظهر تاني وهدده وهاجمه، ومن سنة 1829 لحد سنة 1933 بدأ كل فترة يطلع كاسبر بقصة جديدة وجرح جديد ويلقي باللوم على الرجل الغريب.
كاسبر هاوزر
في مرات عديدة منهم كان بيكدب وده أدى لإن العائلة اللي كانت بتهتم بيه تنقله لبيت تاني علشان يتخلصوا منه ومن اكاذيبه خصوصًا بعد ما ادعى ان الرجل الغريب ظهر واطلق النار عليه وهو في الحقيقة اطلق النار على نفسه عن طريق الخطأ من مسدس على الحائط .
كاسبر هاوزر مات سنة 1833 بعد ما رجع من الخارج بجرح عميق في صدره، قال بردوا ان الرجل الغريب ظهر وطعنه وكان معاه المرة دي رسالة المفترض انها من الرجل الغريب، كان مكتوب فيها ان محدش هيعرف هويته ابدًا .
المشكلة ان الخط اللي كانت الرسالة مكتوبة بيه هو نفس الخط اللي كان كاسبر بيكتب بيه وهو نفس الخط اللي كان في الرسالة اللي جت معاه في البداية، محدش عرف مين كاسبر هاوزر ولا جه منين . ولا ايه اللي خلاه يئذي نفسه لسنوات ويلقي باللوم على شخص مجهول..
هل كانت مشكلة عقلية ؟ هل كان ممسوس ؟ ، محدش عارف .
إقرأ أيضاً
ماري عديمة الرأس بقلم: محمد جمال