أساطيرحكايات وأماكنطلاسم

كتاب الشيطان

كتاب الشيطان.. تروي الأسطورة أنه في أوائل القرن الثالث عشر في دير القديس «بينديكت» في جمهورية التشيك، كان أحد رهبان الدير يرتكب بعض الخطايا والجرائم في حق الدير، ويهين صورة الرهبان. لذلك قرر الرهبان أن يصلبوه حيا لنقضه وعود الرهبانية، ولكنه التمس المغفرة منهم مقابل أن يقوم بكتابة كتاب يحتوي على جميع المعارف والعلوم الإنسانية في ليلة واحدة فقط، وافق الرهبان رغم معرفتهم باستحالة هذا الأمر.

كتاب الشيطان

عند حلول منتصف الليل أيقن الراهب أنه من المستحيل أن يقوم بذلك، فقام بالصلاة والتضرع، ولكن ليس لله بل للشيطان، إلى أن استدعى الشيطان عن طريق بعض الطقوس كان قد تعلمها في بعض الكتب.

بعد أن استدعى الراهب الشيطان عقد معه صفقة، وهي أن يقوم الشيطان بكتابة كتاب ليس له مثيل به جميع المعارف الإنسانية وغير الإنسانية، وأن يترك له مساحة في الكتاب ليخاطب بها البشر مقابل أن يسلم روحه للشيطان ليمتلكه إلى الأبد.

وحدث بالفعل حيث عثر الرهبان على الكتاب في اليوم الثاني وبه العديد من العلوم والمعارف المفيدة للبشرية، بالإضافة إلى وجود صفحة في نهاية الكتاب بها تصور كامل للشيطان، ويقال أن هناك عدة صفحات أُزيلت من الكتاب لاحتوائها على تمجيدٍ للشيطان، وبعض طقوس عبادته.

أُطلقَ على كتاب الشيطان اسم «مخطوطة جيجاس» وهي تعني: المخطوطة العملاقة، وتعتبر من أشهر المخطوطات على مستوى العالم

تعد المخطوطة من أكبر المخطوطات حول العالم حيث يبلغ طول الصفحة الواحدة 89 سم وعرضها 49 سم، وتزن المخطوطة حوالي 72 كيلوغرام، ويبلغ عدد صفحاتها 310، ويقال أيضًا أن الصفحات مصنوعة من جلد البقر والحُمُر.

وهي مقسمة إلى خمسة أقسام هم: قسم الدين المسيحي، قسم الطب، قسم التاريخ، قسم المعرفة العامة، قسم القديس «بينديكت» ووصاياه.

تم نفي تصديق الأسطورة حول كتاب الشيطان «مخطوطة جيجاس» لأنه ليس هناك أدلة تثبت صحة هذه الأقوال. ولكن الأمر الذي حير العلماء والمؤرخين هو أنه عند تحليل خط الكاتب وجد أن الحبر كان من أنواع مختلفة، أي أن الكاتب لم يكن شخصًا واحدًا، كما أن الكاتب لا بد من أنه قد استعان بشيء ما لِيُتم كتابة مخطوطة بهذا الحجم، بالإضافة إلى أنه تم إثبات أن إعادة كتابة مخطوطة بهذا الحجم يستغرق خمس سنوات كاملة من الكتابة دون توقف.

فهل يمكن أن تكون الأسطورة حقيقية؟ أم أنها مجرد خدعة وأقاويل ليس لها أساس من الصحة لزيادة شهرة المخطوطة؟…

من يدري ؟!

كتب: ليلى أحمد

زر الذهاب إلى الأعلى