تاريخحكايات وأماكن

كريستوفر كولومبوس.. حكاية القارة الجديدة

كريستوفر كولومبوس.. في حانة من حانات إيطاليا وبالتحديد في جنوه كان قاعد شوية رجالة ومعاهم واحدة ست في قاعدة حلوة كدا هزار وضحك وغنى وبتاع، في المقابل كان في الركن التاني شاب باصص للسقف سرحان وتشوفه تقول عليه مجنون- علشان مخبيش عليك الشاب دا كان عنده طموح إنه يبقا ملك- والحقيقة إن كل اللي في جنوه كانوا عارفين كدا بما فيهم الملك نفسه.

ندهوا عليه وعرضوا عليه يشرب ويسكر لكنه رفض، وكان مكشر في وشهم وقالوله باحتقار: أنت اللي عايز تبقا ملك؟!

كريستوفر كولومبوس

دار حوار بينهم واللي كان مضمونه إنه مش عايز يبقا ملك على إيطاليا، ولكنه كان عايز يبقا ملك على أرض جديدة لدرجة إنه دعاهم يخرجوا معاه دلوقتي ويدوروا عليها.

أبوه بقا كان بيشتغل نساج ومكنش مهتم أبدًا بطموح ابنه، بالعكس دا كان بيرميله شوية نسيج ويقوله خلصهم بسرعة وابقى احلم بعدين..

في الوقت دا كان في خرافات كتير منتشرة في إيطاليا وإسبانيا والبرتغال عن الهند والصين.. بعد ما سمع الشاب دا الخرافات ديه كان عنده إحساس شبه مؤكد إنه هو اللي هيكتشفهم.

الشاب دا عرض فكرته على حكومة جنوه فسخروا منه جامد جدًا لدرجة إنه ساب جنوه وتف عليها وهو ماشي (أيوة أنت قريت صح) وراح لليونان وشمال أوروبا وأقسم إنه مش هيتكلم إيطالي تاني، وغير اسمه خالص.

مغامرات وحكايات

سافر كولومبوس للبرتغال للشبونة بالتحديد، لشبونة كان معظمها بحارة في الوقت دا، وكان عندهم مغامرات وحكايات الناس تحكي وتتحاكي عنها، وكان كل حلم الشاب دا إنه يكتشف طريق جديد للهند والصين عبر المحيط، وهو إنه يذهب إلى الشرق عن طريق الغرب.

تبدأ مرحلة تانية في قصة حياة الشاب دا لما يتعرف على بنت بالصدفة وحبها وعرض عليها إنه يتجوزها، وطلب منها إنها توديه لقصر الملك علشان قريبتها بتشتغل هناك.. كان وقتها ملك البرتغال هو «يوحنا التاني».

الشاب دا كان راسم خرايط ورايح للملك فاتح صدره ومؤمن تمامًا بالي بيقوله لدرجة إن الملك تعجب وقاله: مين اللي راسم الخرايط دي، فرد الشاب بكل ثقة وقاله: أنا..

جنون كولومبوس

الوقت دا كان في بحار تاني اسمه «دياز» بيلف حول إفريقيا علشان يكتشف طريق تاني للهند؛ فالملك متحمسش للمشروع..

الشاب مقدرش يصبر أكتر من كدا خصوصًا إنه قرأ في الكتاب المقدس إن نهاية العالم 1665، راح الشاب لملوك إسبانيا يعرض عليهم المشروع ولكنهم أخذوا رأي رجال البلاط الملكي والخبراء فاقتنعوا إنه مجنون واعتذروا عن المشروع.

مر الوقت بيه مرة يبقى غني ومرة يفتقر.. لحد ما ساب ابنه في أحد الأديرة سنتين، وبعد كدا لما راح يأخده فتح له أحد الرهبان وقاله: أنا عايز منك 3 حاجات؛ لقمة عيش، ابني، نص ساعة من وقتك.

المهم إن كولومبوس حكى له عن المشروع الخيالي في النص ساعة وطلب منه إنه يتوسط له عند ملوك إسبانيا تاني..

وافقوا الملوك المرة دي، ولما اشترط الشاب شروطه رفصوا الشروط بالمشروع وخرج الشاب من القصر وركب بغلته ومشي.

وزير الخزانة قال للملكة: الراجل دا يا يبقى مجنون يا يبقى عبقري، وفي الحالتين إحنا مش خسرانين حاجة؛ فوافقت الملكة وجهزت أسطول عبارة عن 3 سفن.

اتحرك الشاب ومعاه الأسطول والرجال يوم 3 أغسطس 1492، فضلوا في البحر فترة وكل شوية أحد البحارة يصرخ الأرض الأرض! لكنها مكانتش أرض وكانوا بيتخيلوا السحاب من بعيد على إنه أرض..

لحد يوم 10 أكتوبر قرر البحارة التمرد على الشاب، فالشاب علشان يحفزهم قال: إنه هيعطي معاش سنوي ضخم لأول من يرى الأرض، وقالهم إنه لو موصلوش لحاجة بعد 3 أيام هيرجعوا إسبانيا تاني.

اكتشاف الهند والصين

كانت المفاجئة إن الأرض ظهرت بعد يومين! مسك الشاب قطعة جلد وكتب عليها إنه هو وحده لا شريك له من اكتشف الهند والصين.

الملوك في إسبانيا بعتوا قاضي للأرض الجديدة علشان يقر النظام فيها، فضربه الشاب وأمر القاضي إن الشاب يتقبض عليه، ورجع الشاب لإسبانيا زي ما جيه.

الملكة لما عرفت كدا اتعصبت وأمرت بفك القيود عنه ومعاملته أحسن معاملة، والصراحة الكل يشهد على المعاملة الحسنة.

راح رجل تاني الأرض الجديدة (اللي فاكرينها الهند) اسمه «أمريكو فسبوتشي» وأعلن إنها مش الهند زي ما الشاب بيقول، لكنها قارة جديدة خالص، وهنا كان قصده على أمريكا الجنوبية، واتسمت القارة على اسمه.

لما الملكة ماتت ملقاش الشاب حد يعطف عليه زي الملكة اللي كانت بتديله فلوس وحاجات كتير، ومات الشاب من غير ما حد يهتم بيه، واتدفن في كاتدرائية سان دومينجو.. الشاب دا هو «كريستوفر كولومبوس» اللي راح يكتشف الهند فاكتشف قارة جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى