كلاد هالان وحقيقة «مومياوات فرانكنشتاين»
كلاد هالان.. في منطقة أثرية اسمها كلاد هالان «Cladh Hallan» في جنوب اسكتلندا، علماء الآثار هناك برئاسة البروفيسر «تيري براون» لقوا بقايا منازل بيعود تاريخها لتقريبًا 2000 سنة قبل الميلاد، لما بدؤا يدوروا تحتها عام 2001 لقوا 4 هياكل عظمية كاملة محفوظة في وضعيات جنينية ومدفونة تحت البيوت دي، واحد فيهم لطفل، واحد لمراهق، وواحد لرجل، والأخير كان لأنثي.
حالة هياكل كلاد هالان
الهياكل كانت في حالة عظيمة جدًا ومحفوظة بطريقة كويسة جدًا، بس النقطة إن هيكل الرجل كان ميت قبل ما يتدفن بـ600 سنة، وهيكل الأنثى كان ميت قبل ما يتدفن بـ300 سنة!
هنا كان في سؤالين: ليه وإزاي فضلوا موجودين؟
السؤال التاني اتجاوب عليه بعد ما المومياوات انتقلت لمعمل الطب الشرعي، اللي لقى آثار بتدل على إن الهيكل كان في مرحلة ما جسد متحنط، علشان كدة نجا من التحلل قبل ما يتدفن.
طريقة تحنيط الجثث في بلدة كلادهالان
اتحنط إزاي؟ ببساطة سُكان «كلاد هالان» في الفترة دي لما كانوا بيحبوا يحتفظوا بجسد (بالأحشاء الداخلية وكل حاجة) كانوا بيسيبوه مغمور في المستنقعات الكتير المنتشرة هناك، الأحماض اللي في المستنقع ونسبة الأكسجين القليلة بتساعد على إن الجسد يفضل مُحتفظ بشكله، وكانوا بيخرجوه قبل ما الأحماض تبدأ تدوبه مباشرة.
بعدها كانوا بيسيبوه معروض فترة كبيرة (أكتر من 100 سنة) قبل ما يعيدوا دفنه تاني، المشكلة إن دي مكانتش أغرب حاجة لقوها بخصوص المومياوات دي..
هيكل الأنثى اللي لقوه كان مكون من جسد أنثى، رأس راجل، ودراع غير مُحدد الجنس بس مش تبع الهيكل أصلًا، وكان متركب على بعضه كجسد واحد!..أما هيكل الرجل فكان نفس الشئ، الفك والدراعات مش تبع الجسد أصلًا!
«جيل بلانكيت» المُحاضر بجامعة كوينز مع «تيري براون» اللي اتكلمنا عنه فوق، فسروا الموضوع ده بانه إما كان طقوس دينية في الفترة دي، أو كان نوع من (حفظ المظاهر).
يعني باختصار المومياء هتتعرض على العامة علشان العائلة والأصدقاء يقدموا احترامهم ليها..
بالتالي لو ميته في حادث مثلًا ولا رأسها مقطوعة، كانوا بيحطوا مكانها رأس أو دراع أو رجل من أي جسد تاني ميت أقل أهمية، مش مهم أنهم صنعوا مسخ، المهم أنه يكون معروض كامل..
اللي خلى النظرية دي منطقية أنهم لقوا أجساد بنفس المنظر في مناطق الحفريات قُرب جبال الأنديز، كان بيبقى جسد بشري متحنط متضاف ليه جلد أسد مثلًا، أو حوافر حيوانات علشان يبقى شكله أحسن.
المومياوات دي أُطلق عليها «مومياوات فرانكنشتاين».
اقرأ أيضا:
لعبة الرعب الأفضل في التاريخ بقلم: محمد جمال