كم وجهًا ترتدي؟
يعتقد الكثيرون أن الشخص ذو العديد من الأوجه هو شخص منافق ويجب عليهم أن ينبذوه من المجتمع ويخرجوه خارج دائرة حياتهم؛ لأنه من وجهة نظرهم يتسبب لهم في العديد من المشاكل والوقيعة بين بعضهم البعض وإثارة الفتن والشغب!
يبدو على ذلك الشخص علامات التغير والتلون حسب الموقف والبيئة والأشخاص المحيطون به؛ مما يثير ريبة وشك الكثير ممن يجاورونه أو يصطحبونه ولم يسألوا أنفسهم سؤال واحد فقط بكل صدق وحيادية.
ماذا إن كان هذا الشخص هو بالفعل شخص طيب القلب وجميل الروح يتحلى بالذكاء الاجتماعي الفائق؛ ولكنه يستخدم ذكاءه في تعامله مع البشر. لأنه من الطبيعي جدًا ألا يتعامل مع كافة طبقات المجتمع باختلاف أساليبها الحوارية واختلاف طريقة نشأتها ومدى ثقافتها وكم العلم الذي قد حصلوه من مختلف المصادر.
بالفعل لن يتكلم ببضع كلمات الإنجليزية أمام عامل في مصنع مثلًا ؛ ولن يُلقي بالنكات والطرائف في حدث رسمي يتكلم فيه أمام جمع من الحضور، ولن ينفر من الاستماع إلى الأغنيات الشعبية في وسط يحبها ويغرم بها، ولن يتناقش في النظرية النسبية مع طبيب، أو يُلقي بالتساؤلات حول كيفية عملية الولادة أمام مهندس، ولا أن يتسائل عن معنًا لُغويًا أمام سائق تاكسي.
إنه شخص طبيعي جدًا ومظلوم جدًا وسط البشر، رفقًا بهم وبقلوبهم! وإن لم تكونوا قد امتلكتم تلك الصفات فحاولوا أن تكون لديكم؛ فهي أروع لكم وأبسط في التعامل.