قصص الرعب

كنت هناك !! كنت ماشي بالتاكسي على طريق زراعي

كنت هناك ! كنت ماشي بالتاكسي على طريق زراعي لقيت شاب بيوقفني وركب معايا في الكرسي اللي ورايا سألته رايح فين؟

قالي: مراتي بتتصل عليا لكن تليفوني مقفول.. هي تعبانة جدًا ولازم أرجع البيت حالًا ونروح المستشفى سوا لأنها هتخلف مريم الليلة، بنتنا اللي اتفقنا سوا على اسمها.

وبعد ما نهى كلامه معايا طلب مني أقف بالتاكسي ونزل ومشي!

 

كملت في طريقي وكان تفكيري مشغول بكلام الشاب الغامض والمخيف! أنا مراتي فعلًا على وشك إنها تخلف بنت الليلة

أو بكرة وفعلًا اتفقنا سوا إننا نسميها مريم!

 

موبايله مقفول! طيب هو عرف الأحداث دي إزاي؟

دا السؤال اللي سألته لنفسي لكن مكانش فيه وقت أفكر في أي استنتاجات نهائي لأني مسكت تليفوني لقيته بالفعل فاصل شحن! ضربت فرملة بسرعة وكسرت من الطريق المخالف ورجعت للبيت بأقصى سرعة عندي.

 

بعد ربع ساعة وصلت البيت ركنت التاكسي ونزلت بسرعة جريت دخلت البيت كان دور أول طلعت على السلالم فتحت الباب بالمفتاح دخلت أوضة النوم لقيت مراتي واقعة على الأرض ومغمى عليها، بدأت أفوقها والحمدلله انتبهت، لقيتها بتقولي: اتصلت عليك يا أمير تليفونك مقفول!

 

تجاهلت أي تفكير تمامًا وانشغلت بحالة مراتي، شيلتها

ونزلت بيها ركبتها التاكسي واتحركت بيه، بعد نص ساعة وصلت للمستشفى دخلنا للاستقبال شرحت لهم الموقف.. جات دكتورة كشفت على مراتي وقالت ليا إنها هتولد.. جهزوا لمراتي غرفة العمليات اتصلت بأهلها بلغتهم…

قبل وصولهم كانت مراتي الحمدلله خرجت من العمليات بصحبة بنتنا مريم، الحقيقة كانت فرحة كبيرة لينا، شعور السعادة اللي كان مسيطر عليا وقتها اتبدل لقلق وخوف بعد ما افتكرت كلام الشاب، حاولت أتجاهل دا لكن للأسف معرفتش، إنما الأهم إن اليوم عدى بشكل طبيعي ورجعت أنا ومراتي وبنتنا للبيت.

 

والدتها وأختها قعدوا معانا كام يوم، والحقيقة بسبب المصاريف والالتزامات والأقساط اللي مسؤلة مني كنت مضطر أسيبهم وأنزل بالتاكسي، والحقيقة أهلها قدروا الظروف اللي أنا فيها وشجعوني على كده.

اطمنت على مراتي وبنتي ونزلت بالتاكسي.. قابلت نفس الشاب لكن في مكان مختلف، كنت متردد أحكيله اللي حصل ولا أسكت

لكني فضلت الخيار التاني، سألته: رايح فين؟

 

قالي: أحمد صاحبي متفقين أنا وهو على رحلة صيد، لكن أنا اعتذرت له وندمت بصراحة لأن أحمد هيغرق وهيموت لأنه مبيعرفش يعوم زيي، لو كنا سوا كنت هنقذه.. وبعد ما نهى كلامه طلب مني أقف، نزل ومشي!

 

وقفت مكاني بالتاكسي وعيني مركزة على الشاب وهو بيبعد من قصاد عيني، بلعت ريقي بالعافية وأنا بقول أحمد صاحبي أنا كلمته من دقايق قلت له مش هقدر أكون موجود معاك في رحلة الصيد اللي اتفقنا عليها سوا! أنا بعرف أعوم وأحمد عكسي فعلًا!

كنت هناك

اتحركت بالتاكسي لمكان الصيد اللي أحمد صاحبي موجود فيه، وصلت هناك لقيت ناس كتير متجمعة بيرددوا جملة “الله يرحمه”.. قلبي اتقبض، نزلت من التاكسي كنت بقدم خطوة وبرجع خطوتين، وصلت لمكان التجمع وانهارت من البكاء لما شوفت أحمد صاحبي وهو ميت! واحد من اللي واقفين سألني: أنت تعرفه؟

قلت له: أيوه صاحبي، هو مات إزاي؟

– كان راكب المركب وبيصطاد، تقريبًا كانت سمكة كبيرة معرفش يسحبها اختل توازنه وغلبته، جسمه وقع في البحر لكن رجليه كانت متعلقة في المركب واحد من الصيادين كان متابع الموقف لكن كان من مسافة بعيدة ولما وصل له كان توفى.

 

وصول أهل أحمد ونقل ابنهم لبلده والدفن والعزا و…إلخ

جسدي كان حاضر الأحداث دي لكن عقلي كان غايب تمامًا من الصدمة اللي مكنتش أتوقعها، خلال يومين اتعرضت لحدثين في منتهى الرعب والغموض، نفس السيناريو اللي بيحكيه الشاب بيتحقق بالفعل! هو قاصد يبلغني بكده فعلًا؟

ولنفرض.. طيب ليه بيتكلم كإن الحدث يخصه؟ هل ممكن ده يكون تشابه أحداث؟ لكن استحاله السيناريو يتكرر للمرة التانية بأسلوب مختلف؟

 

أسئلة لا حصر لها بسببها تفكيري بقى مشتت وحسيت إن دماغي هتنفجر، مش لاقي إجابة منطقية للي بيحصل

ولا عندي المقدرة إني أواجه الشاب باللي حصل، حقيقي مش عارف السبب! أقنعت عقلي إنه يصدق إن دا تشابه أحداث لجل ما صراع الأسئلة اللي بيدور في دماغي ينتهي، لكن الحقيقة عقلي رفض يقتنع بكده.

 

لما الشاب ركب معايا التاكسي في اليوم التالت ولقيته بيقولي:

أبويا راجل كبير في السن متعود كل يوم الصبح يجمع حطب ويولعه في البيت علشان يعمل تدفئه في البيت، الحطب وقع على الأرض والنار بتمسك في البيت وأبويا وأمي النوم غلبهم لازم ألحقهم بسرعة.

طلب مني أقف، نزل وجري من التاكسي!

 

حسيت إن جسمي اتشل وبقيت عاجز عن الحركة، لكن لا إراديًا صرخت بصوت عالي والدموع نازلة من عيني وبقول أمي، أبويا يارب احفظهم يارب.

معرفش امتى وإزاي وصلت لبيت أمي وأبويا، وقفت التاكسي ووقعت على الأرض وأنا بفتح الباب، قومت وقفت وشايف دخان بيطلع من البيت المعزول عن المباني.. بجري وبصرخ وبنادي عليهم رميت جسمي على الباب الخشب كسرته ودخلت أوضتهم لقيتهم نايمين، صحيتهم وخرجتهم كانوا في حالة ذهول من اللي بيحصل، أبويا وأمي مكانوش مستوعبين اللي بيحصل، الصدمة منعتهم عن النطق.

 

اتنهدت لما خرجت بيهم من البيت، دخلت وبدأت أطفي في النار والحمدلله قدرت أسيطر عليها لأنها كانت لسه في بدايتها مكنتش اتمكنت من البيت.. خرجت لأمي وأبويا حضنتهم أوي، اتملكني خوف رهيب إني كنت ممكن أفقدهم في ثواني.

 

كان يوم صعب جدًا، وصلت لبيتي ومعايا أمي وأبويا، طلبت منهم يقعدوا معايا كام يوم على ما أصلح اللي النار أتلفته في بيتهم، طلبت من حماتي وأخت مراتي يهتموا بأمي وأبويا في غيابي، وقبل ما أنزل من بيتي للمرة التانية في نفس اليوم اطمنت على مراتي وبنتي ودخلت أوضة أبويا وأمي سألتهم إذا كانوا محتاجين أي حاجة، وقبل ما أنزل حضنتهم أوي كأنهم غايبين عني سنين!

 

نزلت بسرعة من البيت قبل ما دموعي تغلبني وتنزل قصادهم، ركبت التاكسي وحاولت أتعامل بشكل طبيعي وأنسى اللي حصل رغم إني عارف إن اللي حصلي وما زال من الصعب نسيانه، قابلت نفس الشاب ركب معايا وحقيقي حاجة بتمنعني إني أسأله أي سؤال محيرني أو أحكيله عن اللي بيحصلي.. كانت حاجة غير متوقعة إنه يقابلني مرتين في نفس اليوم!

كالعادة سألته: رايح فين؟

 

ابتسم وقالي: اتقابلنا أربع مرات، التلاتة كانوا ليك أما الرابعة فهي عليك.

 

ضربت فرملة العربية وبصيت في الإزاز اللي قدّامي، لقيت الشاب اللي راكب معايا قلع النظارة السودا والكاب اللي كان لابسهم في كل مرة جمعتنا ببعض وكإنه قرر أخيرًا يظهر شخصيته الحقيقية ليا.

إحساس غريب ممزوج بالخوف والدهشة والقلق سيطر عليا بعد ما ركزت في ملامح الشاب كويس، مكنتش عارف أسيطر على أعصابي، شوفت العربيات والأشخاص وكل حاجة حوليا وقفت فجأة وبدون تحكم مني عقلي بدأ يعرض ليا المواقف التلاتة بحذافيرهم بداية من رجوعي للبيت ومساعدة مراتي ونزولي بيها للمستشفى وذهابي لبيت أبويا وأمي وانقاذهم من الحريق ووصولي لمكان الصيد اللي مات فيه أحمد صديقي، جميع المواقف السابق ذكرهم كانت عبارة عن صور بتتعرض قصادي بسرعة كبيرة، لكن صورة واحدة فقط هي اللي ثبتت أمام عيني وبسبب خوفي وقلقي أثناء المواقف اللي مريت بيها مكنتش ملاحظها…

 

الصورة كانت لشخص يشبهني تمامًا وكإنه أنا! كان موجود في جميع المواقف، التفسير المنطقي اللي مقتنع بيه إن الشخص دا كان قريني وقرر بطريقة ما إنه ينقذ أمي وأبويا وزوجتي ويعاتبني إني تخليت عن صديقي أحمد اللي مات غريق، أيًا كان اللي حصل أنا ممتن له، لكن اللغز اللي قدرت أفسر نصفه والنصف الآخر عجزت عن تفسيره جملته “التلاتة كانوا ليك أما الرابعة فهي عليك”!

 

تنبهت أخيرًا من تشويش عقلي واستعراض الأحداث المأساوية اللي مريت بيها وبصيت مرة تانية في المراية اللي قصادي لقيت قريني ابتسم وقبل ما يختفي قالي:

“هنتقابل تاني، وتذكر إن الرابعة عليك”.

خلال لحظات كان اختفى من قصاد عيني، شغلت التاكسي ولسه بتحرك بيه…

 

فتحت عيني تدريجيًا لقيت نفسي نايم في سرير في مكان غريب وأسرتي وزوجتي وأهلها حوليا! قلت لهم: إيه اللي حصل؟

قالولي أنت في المستشفى يا أمير والحمدلله إنك بخير، عربية نقل اصطدمت بالتاكسي بتاعك..

نسيت حالتي والألم اللي حاسس بيه وتذكرت جملة قريني “الرابعة عليك”، دلوقتي عرفت تفسير النصف الآخر من جملته.

 

خرجت من المستشفى بعد أسبوعين.. عدت شهور وبدأت أتعافى تمامًا من الكسور والكدمات اللي حصلت لي وبدأت أعيش حياتي بشكل طبيعي ورجعت تاني أشتغل على التاكسي الجديد اللي اشتريته، للأسف حالتي الصحية مكنتش تسمح لي إني أشتغل شغل تاني والحقيقة مهنتي دي حاببها وبصراحة معرفش غيرها أو اتعودت عليها!

اقرأ أيضًا:

حين يصبح النوم أشد رعبا من الحياة

تقريبًا كنت نسيت المواقف اللي جمعتني بقريني لكن مقدرتش أنسى جملته اللي قالها “هنتقابل تاني”!

 

بعد حوالي سنتين ربنا كرمني وقدرت أجمع مبلغ وقررت أطلع أبويا وأمي عمره، وصلت بالتاكسي لبيتهم ركبوا معايا

ووصلتهم للمطار سلمت عليهم ومشيت، كان فاضل على ميعاد الطيارة ساعة ونص، خرجت من المطار وبعد نص ساعة وقفت في استراحه نزلت من التاكسي دخلت وطلبت قهوة بعد دقيقة لقيت إيد على كتفي وسمعت صوت شخص بيكلمني ويقولي:

“عايز ألحق أمي وأبويا قبل ما الطيارة تقع بيهم”!

اقرأ أيضًا:

قصص مرعبة جريمة في المستشفى

زر الذهاب إلى الأعلى