عندما بدأ وباء الإنفلونزا الأسبانية اجتياح الولايات المتحدة عام 1918م، بدأت الأمة الأمريكية في النظر لـ علاج الإنفلونزا الأسبانية غير المألوف وهو الويسكي، ولكن كانت هنالك مشكلة أن نصف الولايات أقرت قوانين حظره في ذلك الوقت مما جعل الحصول على المشروبات الكحولية أمرًا صعبًا ومستحيلًا في أحيان أخرى.
ومع مطالبة المواطنين بتوفيره لقتل الفيروس المميت توصل بعض المسئولين لحيلة، تم فك الحظر على المخازن الكبيرة المُخزن بها المشروبات الكحولية التي تم مصادرتها من قبل، وذكرت الصحف أن الأطباء العسكريين كانوا يدبرون زجاجات الويسكي المصادرة لمعسكرات الجيش التي تضررت بشدة من وباء الإنفلونزا، حتى أن بعض الصحف ذكرت موت 500 جندي في معسكر دودج بولاية أيوا.
كان الجيش صامتًا لحد كبير، وأكدت الجماعات والقوى المناصرة للحظر أنها قصص مبالغ فيها، والبعض قال أنها مُجرد دعاية ألمانية ووصفتها التقارير بأنها مؤامرة شيطانية تهدف لتعريض الجنود الأمريكيين لخطر الكحول المميت، وقبل ذلك بفترة كان المسئولون يكسرون الحظر لصالح المستشفيات المدنية وقد استقبلت المستشفيات في أوماها 500 جالون وأيضًا تم توزيع كميات من المشروبات الكحولية على المستشفيات في ولايات أخرى مثل واشنطن.
الأطباء يوضحون فوائد المشروبات الكحولية في علاج الأنفلونزا الأسبانية
انقسم المجتمع الطبي وقتها.. هل كل المشروبات الكحولية مفيدة في مكافحة الإنفلونزا أم لا، وأقر دستور الأدوية بالولايات المتحدة معايير الأدوية الموصوفة والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية وأسقطت الويسكي والنبيذ منهم عام 1916م، وبعد ذلك بعام أقر AMA هذا الاعتراض وقال أنه لا يجب تشجيع استخدام الكحول كعلاج.
ومع ذلك واصل بعض الأطباء توصيتهم بالويسكي كعلاج لوباء الإنفلونزا ومجموعة واسعة من الأمراض الأخرى، وعندما قام AMA بعمل استبيان حول المسألة وجد أن 51% من الأطباء يعتبرونه عامل ضروري للعلاج.
واعتقد بعضهم أنه ساعد في تحفيز القلب والجهاز التنفسي للمرضى الذين أضعفهم المرض، والبعض قال أنه كان له آثاره المهدئة لراحة المرضى، وحتى في الولايات التي تم حظره بها كان بإمكان الأطباء كتابته كوصفة طبية، وفي بعض المدن كان من الممكن إعطائه للمواطنين دون وصفة طبية، وبعضها وزعت الشرطة المشروبات الكحولية على المواطنين.
براءات اختراع الأدوية الكحولية
رأى صانعي الأدوية من أن بعض الاختراعات التي لا تستلزم وصفة طبية ولم تخضع لتنظيم من قبل إدارة الغذاء والدواء فرصة لجني الأموال، فظهرت أقراص مثل Influenzene و Spanfluenza والعديد من الأنواع الأخرى التي تم الإعلان عنها كعلاج للمرض ولكنها جميعها كانت ذات قيمة طبية معدومة ولها محتوى كحولي كبير.
حظر الأدوية الكحولية
في تلك الأثناء أظهر المسئولون المؤيدون للحظر قلقهم حول الفوائد الطبية المفترضة للويسكي ودخل الحظر حيز التنفيذ 16 يناير لعام 1919، لم يكن الجميع سعداء فقال أحد الجنود العائدين من الحرب عام 1919 لقد حاربنا من أجل الديمقراطية وما حصلنا عليه هو الإنفلونزا وحظر المشروبات الكحولية ..
