علم النفس

 كيف تتقن فن برود الأعصاب

هناك مواقف تستدعي التحلي بالصبر والسكون والهدوء، وذلك حتى لا نقع في بئر التهور والعصبية وإصدار أحكام متسرعة، نناقش معكم كيف تتقن فن برود الأعصاب، ولا نقصد هنا ببرود الأعصاب الغير مستحب من تباطؤ وتكاسل مبالغ به، وسنشرح المقصود باستفاضة في السطور الآتية، تريث في القراءة، ولا تتسرع؛ فكن بارد الأعصاب.

 كيف تتقن فن برود الأعصاب من حيث أوقات استخدامه

كما هو الحال يجب تخير الأوقات التي ستقرر أن تتحلى فيها بهدوء الأعصاب، فعند تربية ابنك الطفل الصغير لابد وحتمًا من ضبط أعصابك لأقصى درجة وهذا لكي لا يفلت منك زمام الأمور وتعاقبه بشدة، دون مراعاة للبدء في تربيته قبل أن تتهمه بالخطأ وينصب عليه غضبك.

أيضًا يجب أن تكون بارد في المشادات الكلامية التافهة أو التي يكون متعمد فيها استفزازك لإخراج أسوء ما فيك من عبارات وغضب جامح، وبالتالي سوف تكون أرهقت ذاتك وأعصابك في أمور لا تغني ولا تسمن.

إذا كنت تمتهن مهنة تحتاج إلى برود أعصاب مثل الاستماع للمرضى ومناقشتهم والتكرار أو تدريس طفل مشاغب وغير ناجح دراسيًا، أو عالما وتناقش مجموعة من العلماء في أي التخصصات كالدين مثلًا؛ فعليكم هنا اتخاذ الهدوء سلاحا لحين الوصول إلى مبتاغك وهدفك، وإيصال رسالتك بكل اقناع ويسر، لا تستعجل النتائج فالصبر طويل البال.

كيف تتقن فن برود الأعصاب من حيث الممنوعات

لا تكن الطرف المستفز في حالة حدوث شجار مع أحد كبير وبالغ وعلى قد من الثقافة والرقي، فهنا لا تلجأ للبرود فهذا سيجعلك تظهر بمظهر سخيف، وكأنك تتهرب من حل الإشكال بمنتهى الاستخفاف والسذاجة، وأنك ضعيف الشخصية.

لا يمكن استخدام الأعصاب الباردة في الدفاع عن قضية ما، ونصرة المظلوم فصوت الحق له حمية وغلبة وجلادة وإقدام، ليس عليكم أن تكونوا باردي الأعصاب في تلك المواقف نهائيًا.

برود الأعصاب بين السلبيات والإيجابيات

السلبيات

من أهم السلبيات التي يعرضك لها برود الأعصاب هو الفهم الخاطئ لشخصيتك على إنك إنسان متخاذل واتكالي، وهو على عكس ما هي عليه شخصيتك، لكن استمرارك في استخدام البرود ستحولك لهذا الشخص، فيجب الانتباه حتى لا تتحول لسلبي بالفعل، ومتأخر في اتخاذ قرارتك، وقد ينظر لك البعض نظرة الشخص المريض الذي يتلذذ باستفزاز الآخرين في لا مبالاة.

ثاني السلبيات هي أن يختلط عليك الأمر فلا تعد تفرق بين متى تستخدمه ومتى تتوقف عن هذا، فتجد المحصلة أن أمورا كان لابد من فيها من إظهار البرود كنت غير ذلك، والعكس، وهذا يضر بطريقة معالجتك للأمور.

الإيجابيات

ستتمكن من تدارك العديد من الأخطاء الذي يحدثها التسرع والتهور، وستكون قرارتك أكثر حكمة وتفكير عميق.

سيجعلك البرود بصحة أفضل نفسية، مع المحافظة على بشاشتك، وستترك انطباع بالوقار، وأن لديك سلام داخلي، وسيكون لديك متسع لاستثمار هذا الوقت المستقطع في المناقشة، و مشاركة بعض الآراء مع بعضهم ورؤية الأحداث بتروي، فتظهر للجميع أنك ديمقراطي، ومستمع جيد للآخرين، فالبرود يفيد في كثير من الأحيان.

ريهام عبد الوهاب

خريجة كلية الألسن جامعة عين شمس مترجمة للغتين الانجليزية والتشيكية، أعشق القراءة والكتابة وتفسير الأحلام، وأعمل أيضًا محررة صحفية ويسعدني مروركم وتعليقاتكم
زر الذهاب إلى الأعلى