اكتشفتنمية بشرية

كيف تستعد للعام الجديد وتغير عاداتك السلبية؟

بداية العام الجديد تمنحنا الفرصة للتفكير في السنة الماضية، بمراجعة إنجازاتنا وتحديد الدروس التي تعلمناها، قد تكون هذه اللحظة فرصة للتقييم الذاتي الصادق، والنظر إلى النقاط التي يمكن تحسينها، والتي يمكننا البناء عليها في العام الجديد.

وكما يري خبراء علم النفس أن 90% من سلوكياتنا المعتادة تعتمد على العادات؛ فالكثير من أنشطتنا اليومية هي ببساطة أعمال روتينة، فمنذُ اللحظة التي تنهض فيها من فراشك في الصباح، حتى اللحظة التي تأوي فيها إليه في الليل؛ هناك مئات الأشياء تقوم بفعلها بالطريقة نفسها كل يوم.

وتعد تغيير العادات السلبية خطوة مهمة نحو تحسين نوعية حياتنا وتحقيق النجاح الشخصي، فكثير منا يمتلك عادات يدرك أنها تعيق تقدمه وتؤثر سلبًا على صحته العامة ورفاهيته الشخصية، يعتبر تحديد هذه العادات والعمل على تغييرها خطوة رئيسية نحو تحقيق التحسين الشخصي.

ويقول المؤلف جيمس كلير في كتابه «العادات الذرية»، إن التخلص من عادة سيئة يشبه اجتثاث شجرة بلوط قوية من داخلنا، فيما بناء عادة حسنة يشبه غرس زهرة رقيقة ورعايتها يوما تلو آخر.

تأثير العادات على الأداء

كما تلعب العادات دورًا حاسمًا في تحديد أداء الفرد، سواء في الحياة الشخصية أو المهنية العادات الإيجابية، مثل ممارسة الرياضة بانتظام أو تخصيص وقت للقراءة، يمكن أن تسهم في تعزيز الصحة وتطوير المهارات، وعلى الجانب الآخر، العادات السلبية مثل التسويف أو التفكير السلبي قد تكون عائقًا أمام تحقيق الأهداف.

ويمثل تبديل العادات السلبية تحديًا، لكنه ليس مستحيلا، إذا كنت ترغب في تغيير تلك العادات التي تثني عن تحقيق أهدافك أو تؤثر سلبًا على حياتك، فإليك خطوات يمكنك اتخاذها لتحقيق التغيير الإيجابي:

التوعية والتحليل

قبل أن تبدأ في تغيير العادة، قم بتحديد العادة التي تريد تغييرها وفهم أسبابها. هل هي ناتجة عن التوتر؟ أو ربما ناتجة عن الروتين؟.. التحليل الجيد يساعد في فهم جذور المشكلة ويمهد الطريق للتغيير.

تحديد أهداف محددة وقابلة للقياس

قم بتحديد هدف واضح وملموس لتحقيقه، واجعله قابلاً للقياس حتى تتمكن من تقييم تقدمك على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في التوقف عن التدخين، قد تحدد هدفًا يوميًا أو أسبوعيًا للامتناع عن التدخين.

استبدال العادة السلبية بإيجابية

بدلًا من مجرد التوقف عن العادة السلبية، جرب استبدالها بعادة إيجابية على سبيل المثال، إذا كنت تقوم بتناول وجبات خفيفة غير صحية، جرب استبدالها بوجبات صحية أو تناول الفواكه والمكسرات.

تحفيز النفس

حفز نفسك بشكل دائم، استخدم تقنيات التحفيز مثل تحديد مكافأة لنفسك عند تحقيق هدف معين، يمكن أن تكون هذه المكافأة شيئًا بسيطًا مثل الاستمتاع بفيلم، أو شيئًا أكبر كالقيام برحلة.

تخطيط البديل للمواقف الصعبة

تواجه العديد من التحديات على الطريق، ولكن يمكن التخطيط للبديل للتعامل معها. على سبيل المثال، إذا كنت تأتي إلى المنزل وتشعر برغبة قوية في تناول الوجبات السريعة، جهز وجبات خفيفة صحية مسبقًا لتقليل فرص تناول الطعام غير الصحي.

الحصول على دعم من الآخرين

شارك أهدافك مع الأصدقاء أو العائلة للحصول على دعمهم، قد يكون لديهم تجارب مماثلة ويمكن أن يقدموا النصائح والدعم اللازم.

ويمكنك أيضا قراءة كتاب «قوة العادات» من تأليف تشارلز دويج، هذا الكتاب يوضح الجانب المدهش من الاكتشافات العلمية التي تشرح سبب وجود العادات، وكيف يمكن تغييرها.

زر الذهاب إلى الأعلى