تاريخ

كيف تنتشر الأوبئة : الطرق التي حاول بها الناس شرح الأوبئة عبر التاريخ

كيف تنتشر الأوبئة : الطرق التي حاول بها الناس شرح الأوبئة عبر التاريخ

لآلاف السنين تبنى الناس كثيرًا من الأفكار غير العقلانية حول كيف تنتشر الأوبئة المعدية مثل الكوليرا والطاعون .. بعض من هذه الأفكار أن الطاعون القديم يمكن معرفته من خلال التحديق في وجه المصاب..! ومع ذلك مع تكرار نوبات المرض مرارًا وتكرارًا حاول الأشخاص تحت الحصار الوبائي تفسير كمية الموت الحادثة واستخدموا لذلك تفسيرات ونظريات غريبة بعضها معتمدة على الخرافات كالتالي :

كيف تنتشر الأوبئة كما فسرها الناس قديمًا

النظرية الأولى الغضب الإلهي:

عندما بدأت أعداد الموتى في التصاعد بشكل غير مبرر، نظرت العديد من الثقافات إلى ذلك باعتباره انتقام إلهي، مثلًا في الأساطير اليونانية القديمة قالوا أن أبولو من أنزل الطاعون على الجيش اليوناني في حرب طروادة، مما أسفر عن مقتل الحيوانات أولًا ومن ثم مرض الجنود.

الحركات الفلكية والهواء الفاسد

على مر القرون أخذ الطاعون أشكالًا عديدة من الطاعون الدبلي الذي يؤثر على الجهاز الليمفاوي إلى الالتهاب الرئوي الذي يُهاجم الرئتين، إلى الذي يتسبب في إنتان الدم، وربما كان الأكثر شدة هو الموت الأسود الذي حدث في منتصف القرن الثالث عشر والذي تسبب في موت 20 مليون شخص في أوروبا وحدها، واعتقد البعض أن البراغيث هي سبب نقله، ولكن ظهرت بعض التفسيرات الأخرى المتعلقة بعلم التنجيم وغيرها من الأفكار التي اعتقدت أن الأبخرة الضارة كانت سببًا لتكاثر المرض.

في عام 1348م طلب الملك فليب السادس ملك فرنسا من أعظم العقول الطبية في جامعة باريس أن يُقدموا له تقريرًا عن أسباب الطاعون الدبلي، وفي وثيقة قدمت له ألقوا فيها اللوم على ما يُعرف “the configuration of the heavens.” وكتبوا كتاب عام 1345م وقالوا في الساعة الواحدة ظهرًا يوم 20 مارس كان هنالك اقتران رئيسي لثلاث كواكب زحل والمريخ والمشترى في الدلو وبجانب ذلك أضافوا حدوث خسوف للقمر في نفس التوقيت.

ونقلًا عن الفلاسفة القدماء أمثال أرسطو وألبيرتوس ماعنوس، ذهب علماء الطب الباريسيون لربط التقاء الكواكب بالوباء، لكون المشترى رطب وساخن ويرسل أبخرة سامة للأرض والمريخ ولأنه حار يُشعل الأبخرة ونتيجة لذلك يرسل البرق والشرارات والأبخرة التي تلوث الهواء.

وواصلت الرياح الأرضية نشر تلك الأبخرة على نطاق واسع، وكلما استنشقها الشخص تُسبب له الوباء ..!، وبعد قرون أطلقوا على هذه الأبخرة الضارة اسم ” miasma” وتصور الناس أن رائحتها كريهة وهو سبب ارتداء الأطباء للأقنعة شكل منقار المليئة بالزهور ذات الرائحة الحلوة، في وباء عام 1665م لحماية أنفسهم من العدوى.

نظرية المؤامرة

بسبب انتشار الأوبئة لفترات طويلة بدأت بعض المجتمعات في إلقاء اللوم على الآخرين في نشر الأمراض الخبيثة، وفي جميع أنحاء أوروبا أصبح الطاعون كبش الفداء لمذابح اليهود حيث هاجمت العصابات المسلحة الأحياء اليهودية مدعية أنهم هم مصدر الوباء.

في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين عندما اجتاحت الكوليرا أوروبا اتهم الفقراء والمهمشون الحكومات بأنهم ساهموا بنقل المرض إليهم عمدًا بسبب ظروف العمل الصعبة، وتبع ذلك الكثير من أعمال الشغب في كل من المملكة المتحدة وإيطاليا وروسيا، وتم قتل أفراد من الأطقم الطبية والشرطة ودمرت بعض المستشفيات.

في غياب اليقين العلمي تطورت النظريات الغريبة بسرعة وانتشرت على نطاق واسع فأثناء وباء الإنفلونزا الأسبانية عام 1889 تكهنت صحيفة نيويورك هيرالد بأن الأنفلونزا تنتقل عبر أسلاك التلغراف ..!  بعد إصابة عدد كبير من مشغلي التلغراف، وافترض آخرون أن الأنفلونزا وصلت لأوروبا عبر الرسائل وافترضوا أن سبب إصابة صرافوا البنك بسبب النقود الورقية وشملت أسباب الإصابة أيضًا كتب المكتبة والطوابع البريدية.

في نهاية المطاف بدأ العلم في شرح أسباب الوفيات الكثيرة للسكان من القرون الوسطى .. وكيف تنتشر الأوبئة عبر العصور. 

هاجر طلعت

طالبة دكتوراه تخصص إعلام - تكنولوجيا الصحافة أحب التدوين وكتابة المقالات شاركت في تأسيس عدد من المواقع العربية مهتمة بالزراعة المنزلية والتصميم والقراءة والتصوير .
زر الذهاب إلى الأعلى