كيف يبقيك التفاؤل بصحة جيدة؟
أظهرت دراسات تم إجرائها على مدار خمسة عقود أن التفاؤل منشط صحي قوي.
فالأشخاص المتفائلون يظلون أصحاء ويعيشون لفترات زمنية أطول، ويتمتعون بقلب صحي ومستويات أقل من الضغط النفسي والألم.
حتى عندما يتعرض الأشخاص المتفائلون لمشاكل صحية ويقومون بإجراء عمليات جراحية فإن فترة تعافيهم تكون أسرع بكثير وتكون معدلات نجاتهم أعلى.
قد يبدو من الفطري أن نقول أن التفاؤل يحسن من صحة المرء، ورغم أن الآلية التي يؤثر بها التفاؤل على صحتنا ليست معروفة بصورة واضحة، إلا أن الأبحاث والاجتهادات التي تناولت هذا الموضوع قد توصلت إلى بعض العوامل التي تربط التفاؤل بالصحة السليمة وهي:
1. يحرص الأشخاص المتفائلون على معرفة المزيد عن صحتهم وكيف يكونون بصحة جيدة.
في دراسة أجُريت عام 2002، وجد علماء النفس أن الأشخاص المتفائلين يعرفون المزيد عن سبب وكيفية حدوث النوبات القلبية، وكيف أن ستة عوامل خطر رئيسية مثل استهلاك الكحول والتدخين والضغط تسبب النوبات القلبية.
فالمعرفة شرط ضروري للحفاظ على صحة جيدة. فإن لم تكن تعرف أساسيات الحفاظ على صحة جيدة ، كيف ستقوم بالإجراءات المطلوبة للحفاظ على صحتك؟
2. التفاؤل يدفع الأشخاص إلى المشاركة في الأنشطة الصحية.
وجدت دراسة أقيمت بعام 2002 أن المعرفة الصحية لدى الأشخاص المتفائلون تترجم إلى أنشطة وأفعال صحية.
فالأشخاص المتفائلون أقل عرضة للتدخين وشرب الكحول. كما يحصلون على المزيد من النوم. ويأكلون المزيد من الفواكه والخضروات.
وتؤدي هذه الأنشطة الصحية إلى نتائج أكثر إيجابية بالنسبة لصحة هؤلاء الأفراد.
3. عند مواجهة انتكاسة، يوجهك التفاؤل إلى استخدام أساليب أكثر فعالية للتعامل معها.
بغض النظر عن مدى تفاؤلك، فإننا جميعًا نواجه انتكاسات. قد يتم تشخيص المرء بحالة مزمنة خطيرة أو يعاني من حادث أو مرض مفاجئ. تظهر الأبحاث أن المتفائلين أكثر فعالية في التعامل مع هذه الضغوطات أو الصدمات.
فهم يميلون إلى استخدام استراتيجيات تكيف أكثر تركيزًا على النهج، والتي تعتمد على مواجهة المشكلة مباشرة، وإيجاد طرق للتقليل من شدتها. وعندما يكون ذلك غير ممكن يبحثون عن طرق لإدارة الأمر والتحكم فيه.
كما يركز المتفائلون على المشكلة نفسها بدلاً من التركيز على تقليل أو إدارة العواطف، مثل الخوف أو الحزن. مما يمنحهم شعورًا أكبر بالسيطرة.
4. يتمتع المتفائلون بشبكات اجتماعية أفضل ويحصلون على دعم أكبر بعد الأحداث الصحية السلبية.
يميل الناس إلى أن يحبوا المتفائلين أكثر مما يحبون الأشخاص المتشائمين، وتؤكد الدراسات أن المتفائلين لديهم عدد أكبر من الأصدقاء، وعلاقات أقوى مع أصدقائهم، وعدد أقل من التفاعلات الاجتماعية السلبية.
فهم باختصار يديرون علاقاتهم بشكل أفضل، ونتيجة لذلك عندما يواجهون أحداثًا صحية ضارة، يمكنهم الاعتماد على شبكاتهم الاجتماعية إلى درجة أكبر بكثير والحصول على المزيد من الدعم، وإدارة الضغوط الناتجة بشكل أكثر فعالية.
اقرأ أيضاً
هل سينتهي القلق من فيروس كورونا في فصل الصيف؟
العلاقة بين شرب المياه الغازية ومعدل الوفيات.. نتائج صادمة