لاكروس.. رياضة القدماء المرشحة للعودة إلى الأولمبياد
لاكروس.. لن يتبادر إلى ذهنك أي شيء عندما تسمع عن رياضة تُدعى «لاكروس»، فهي غير متواجدة بمصر من الأساس إلا أنك قد تُدهش عندما تعلم بأنها واحدة من الرياضات التي تواجدت في النسختين الثالثة والرابعة من الأولمبياد عامي 1904 و1908، أي منذ ما يزيد عن قرنًا من الزمان مع وجود احتمالية كبيرة لعودتها في أولمبياد لوس أنجلوس 2028، فهيا بنا نتعرف بشكل أكبر على تلك الرياضة.
رياضة لاكروس
هي رياضة جماعية تُلعب بكرة مطاطية، وعصا تنتهي بشبكة مصممة لتلقي تلك الكرة، حيث يهدف اللاعبون إلى إدخال الكرة في النهاية لمرمى الخصم من أجل تسجيل نقطة.
وتُقام مباريات لاكروس بين فريقين من 10 لاعبين على ملعب مساحته (100 * 55) متر، حيث تنطلق المباراة بالمواجهة بينهما وتستأنف بعد تسجيل الهدف مثلما هو الحال بكرة القدم.
ويتكون الفريق من 10 لاعبين مقسمين على النحو التالي: حارس مرمى – 3 مدافعين – 3 لاعبي وسط – 3 مهاجمين، حيث ينبغي على كل فريق الحفاظ على تواجد أربع لاعبين على أقل تقدير في نصف ملعبه الدفاعي، على أن يكون العدد متضمنًا حارس المرمى، فيما يتواجد ثلاث لاعبين في نصف الملعب الهجومي في الوقت، الذي تُمنح فيه حرية الحركة بكافة أرجاء الملعب لثلاثي الوسط.
وتصل مدة مباراة لاكروس إلى 60 دقيقة، حيث يبلغ كل ربع 15 دقيقة مع وجود ربع ساعة من الراحة للاعبين، وإمكانية طلب الوقت المستقطع بواقع ثلاث مرات لكل فريق. ويرتدي اللاعبون معدات حماية من أجل الوقاية في ظل الاحتكاك الجسدي الكبير، الذي تطلبه اللعبة ولتفادي مخاطر عملية رفع عصا اللعب في الهواء.
نشأة لعبة لاكروس
نشأت رياضة لاكروس بين شعوب قارة أمريكا الشمالية الأصليين في القرن الثاني عشر الميلادي، لاسيما بين قبائل «إيراكوي».
وكانت مباريات لاكروس جزءا من طقوس تلك القبائل، وتمتد المباريات ليومين وأحيانا ثلاث، لتشارك بها فرق تضم مئات اللاعبين في ملعب يبلغ طوله عدة كيلومترات.
ومارس شعب قبائل «الموهاوك» اللعبة بكرة خشبية وعصا بشبكة في عام 1757، وفقا لما ذكره موقع اللجنة الأولمبية الدولية. وكان للبعثات التبشيرية دورا مهما في توثيق رياضة لاكروس بالقرن السابع عشر، حيث قام طبيب الأسنان الكندي ويليام بيرز بإنشاء نادي مونتريال «لاكروس»، وتدوين كافة قواعد اللعبة.
الظهور الأولمبي
شاركت لاكروس بشكل رسمي في دورة سان لويس 1904 بالولايات المتحدة، واقتصرت المشاركة على أصحاب الأرض وكندا التي أرسلت فريقين لخوض المنافسات لتحصد الذهبية والبرونزية، فيما نال المنتخب الأمريكي الميدالية الفضية.
وجاء الظهور الثاني والأخير للعبة في دورة لندن 1908، حيث شاركت كل من بريطانيا وكندا فقط لتحافظ الأخيرة على ميداليتها الذهبية بالفوز على أصحاب الأرض بنتيجة 14-10.
وظهرت لاكروس بشكل استعراضي في الدورات الأولمبية أعوام 1928 و1932 و1948، دون أن تدخل جدول الميداليات الرسمي.
مقترح العودة الأولمبية
ترغب الولايات المتحدة في إدراج لاكروس ضمن الألعاب الرسمية عندما تستضيف مدينة لوس أنجلوس نسخة 2028، إلا أن ذلك قد يتطلب بعض التعديلات في الشكل التقليدي للعبة، بحيث يشارك ست لاعبين فقط بكل فريق على ملعب مساحته (70* 36) متر، على أن تٌسجل الأهداف من على بعد 10 أمتار من خط النهاية.
وتتضمن مقترحات التعديل إقامة المباراة على أربعة أرباع مدة كل منها ثماني دقائق، على أن يُمنح لكل فريق مدة 30 ثانية من أجل محاولة تسجيل هدف أو التنازل عن استحواذ الكرة، التي سيفقدها أيضًا في حال تراجعه لمناطقه الدفاعية وامتلاكه لها في الحالة الهجومية.
وتؤدي المخالفات الصغيرة إلى إرسال اللاعب المخالف لمنطقة الجزاء لمدة 30 ثانية، فيما تستوجب المخالفات الكبيرة إقصاء اللاعب لمدة دقيقة.
السعودية تتبنى اللعبة في المنطقة العربية
لا تزال الهيمنة في لعبة لاكروس لقارة أمريكا الشمالية وتحديدا الجارتين الولايات المتحدة وكندا، مع وجود اتحادات قارية للعبة في مختلف القارات بما فيها القارة الإفريقية، التي شكلت اتحادا بمبادرة من دول جنوب إفريقيا، غانا، كينيا وأوغندا، إلا أن اللعبة لا تزال بعيدة تمامًا عن الانتشار في المنطقة العربية، حيث أسست السعودية اتحادًا للعبة عام 2020، وتم إطلاق أول ناد لها بالعاصمة الرياض بعدها بعامين للشباب والفتيات على حد سواء.
وحدد محمد الجابري المدير التنفيذي لاتحاد لاكروس السعودي، خطة اللعبة في المملكة على أربع مراحل هي: التوعية ثم المهارات التطبيقية للاكروس ثم إكساب الرياضيين للمهارات من خلال جلب المدربين الأجانب، والدورات ليتم ختامها بالبرامج المدرسية، حيث يتم استقطاب أفضل الرياضيين إلى النادي من أجل رفع مستوى اللاعبين السعوديين.
ويبقى التساؤل هنا، هل بمقدورنا مشاهدة تلك اللعبة في مصر يومًا ما شأنها شأن باقي الألعاب الجماعية أم ستظل لاكروس بعيدة عن ميول الرياضة المصرية؟