لا سايونا ذابحة الرجال
منذ بضعة قرون مضت، عاش رجال فينزويلا خوفًا و رعبًا، فقد قيل أن شرًا عظيمًا يتصيد الرجال الخائنين لزوجاتهم، وذلك الشر يسمونه بلغتهم “لا سايونا”، يقال أنها روح شريرة، أو شيطان غاضب، أو شبح امرأة مسكينة تبحث عن الانتقام.
قد تختلف المسميات لطبيعتها و لكن وصف هيئتها لا يختلف أبدا، فيقال بأن اسم “سايونا” يشير إلى ردائها الأبيض الطويل والذي يشبه زي الزواج في القرون الوسطى، بشرتها شاحبة وبيضاء كالثلج، و عينيها سوداوان كظلمة الليل، و صوت صراخها كاف لصم أذان الخائنين و دفعهم هاربين.
في معظم الأحيان تظهر للرجال ليلًا بينما هم عائدون من منازل عشيقاتهم، فتقترب منهم بينما يخفي الظلام وجهها، ثم تطلب من الرجل الشهم أن يوصلها لمنزلها، فهي تخشى من قطاع الطريق، ولكن مهما كان جواب الرجل الذي دار في رأسه حينها، لم تكن لتترك له الفرصة للإجابة، فتظهر له وجهها البشع و تصرخ في وجهه قبل أن تأخذ قضمة من عنقه و تتركه صريعًا.
تقول الأسطورة أن “لا سايونا” كانت امرأة جميلة شابة، تعيش في قرية صغيرة في فينزويلا، والتي تزوجت من رجل عظيم و محب و التي كذلك سرعان ما منحته طفلًا وسيمًا.
ولكن في إحدى الأيام وبينما كانت كاسيلدا تستحم في نهر قريب، اقترب منها أحد رجال القرية، والذي تسلل من بين الأشجار ليتأمل جسدها الغض العاري، ولكن كاسيلدا رآته فأخبرته أن يغادر قبل أن تنادى زوجها، ولكن الرجل يصنع ابتسامة ساخرة على وجهه و يقول
“زوجك ليس متاحا الآن، فهو يخونك مع أمك”
اشتعل الغضب و لحقتها الغيرة في قلب كاسيلدا، فارتدت ملابسها و هرعت للمنزل حيث كان زوجها ينام مع ابنهما الصغير بين أحضانه، ولكن الغضب قد أعمى بصيرتها وحينها أشعلت النار في المنزل بينما زوجها و طفلها بداخله، ثم هرعت لمنزل أمها حيث قتلتها بسكين طعنت به معدتها.
ولكن وبينما تلفظ الأم أنفاسها الأخيرة ولعنتها وقالت بأنها من هذه اللحظة لن تستريح روحها أبدا ولن تجد بعض الراحة إلا في قتل الأزواج الخائنين.
قيل أنه بعد جريمتها البشعة هربت للجبال و الغابات، وعاشت هناك بقية حياتها في العراء حيث أصبحت أقرب للحيوان، وقامت بقتل كل رجل يحاول استكشاف الغابة.
وكانت الحكايات المرعبة عنها تقول بأنها تنتظر الرجال في الغابة حيث تدعوهم لممارسة الجنس معها، وحين يوشك أن يوقعها الرجل تأكل أعضائه التناسلية بينما يصرخ في ألم قبل أن تقتله.
وهكذا بقيت هناك إلى أن مر بها الزمن و ماتت ولكن شبحها أبى أن يندثر وسط ستار الدهر فقرر أن يبق و ينتقم من كل خائن.
مصدر :
اقرأ أيضًا