لذة الانجاز
عند تحقيق الانتصار والنجاح تشعر بمشاعر تترجم إلى لذة الانجاز تلك الأحاسيس الرائعة التي تتبع لكل غاية وهدف سامي، وسنتعرف اليوم كيف تستطيع الاستفادة من طاقة تلك اللذة، وتحويلها لإيجابيات نفسية.
لذة الانجاز على الصعيد النفسي
بالتأكيد عند تحقيق تلك النجاحات المتميزة فأنت بذلك تطرق باب لذة الشعور بالفخر والإنجاز العظيم الذي قومت به، أي شخص ستتأثر نفسيته بتلك المشاعر الرائعة، وستجعلك في حالة نفسية صحية مرتفعة، ستجعلك أقوى للتصدي لأي مؤثر يحبطك أو يحزنك أو أي مشاعر سلبية نتيجة فشل سابق، فتحقيق الإنجاز الحالي سيمحوها وستتخطاها للأبد، بل سيمتد نتائجها لتنعكس على الآخرين لتمدهم بالتفاؤل والأفكار والطاقات الإيجابية، وستصبح مرجعك في حالة تعثرت فطاقة التنفيذ الناجحة لها طعم مختلف.
نفسيتك ستكون متفائلة ومنيرة، ولديك قابلية للحياة بنشاط وحيوية، ولا يمكن أن يدق باب قلبك وعقلك اليأس والأفكار الكئيبة، بل ستصبح بوابة للكثير من السلوكيات الجذابة لك وللآخرين.
من أساليب العلاج النفسي الحديث، وخاصة للذين يعانون من الاكتئاب، ويشعرون بتلك الهزة القوية في ثقتهم بنفسهم نتيجة ضغوطات الحياة والمشاكل المادية والاجتماعية، أصبح الشعور ب لذة الانجاز واحد من أهم خطط الطب النفسي، بأن يجبر الطبيب مريضه على فعل عمل ليشعر بتلك الأحاسيس، فيلمس المريض في ذاته الثقة وتعزز لديه أن لديه نقاط قوة لا يعرف عنها شيء، ولم يشعر بها من قبل، فيبدأ بالنظر لنفسه من منظور إيجابي يحمل الكثير من الزهو والفخر، ويتخلص شيئًا فشيئًا من ذلك الكابوس الأسود المسمى بالاكتئاب.
من أفضل المشاعر التي تهديها وتدعمها وتبثها في الأطفال، هي دعم الطفل منذ الصغر عند تنفيذ أي إنجاز مهما كان ضئيل أو صغير، فعندما يخطو خطواته الأولى قم بدعمه نفسية باحتضانه وإحساسه بالبهجة، فهنا ستمده بثقة تجعله يمشي بدون خوف من السقوط، فابتسامتك هي المساند له.
لذة الانجاز على الصعيد العملي
هنا تكمن كل النجاحات العملية والعلمية التي تضمن التطور والتقدم لمن يمتلك تلك المشاعر، فهو لا يكتفي أن يشعر بها بمفرده، بل يجعل تلك اللذة تظهر في التعاون مع فريق العمل أو فريق مشروع التخرج الدراسي، والذي سيصبح لذلك العمل روح تصب في مصلحة الشركة أو المؤسسة.
وتجعل هنا البيئة العملية محفزة للإنتاج والإبداع، وخاصة إذا كان من يملك تلك الروح هو المدير أو المسؤول فهذا يعود بنتائج مبهرة في رفع حصيلة الأرباح النفسية والمادية والفكرية، فجميع الشركات والمؤسسات الدولية تقوم على أسس نفسية لشعور موظفيها بالرضا، ووضع حوافز تزيد من الإحساس بالإنجاز الذي يرتبط مع مكافآت وهدايا عينية وكلمات شكر وتقدير.
لكن لا يجب أن يعيش الشخص في تلك اللذة لمرة واحدة وأن يعول عليها جميع ما سيأتي من نتائج لأنه سيصل لمرحلة التراخي والتقاعس عن عمل إبداع جديد أو فكرة جديدة، وسيصبح معايش لوهم صغير تضخم لديه فليصبح في نظره إنجاز كبير ليس له مثيل، وفي الواقع فإن ذلك الشعور هو حالة نفسية تصيب الناجحين كأولئك الفنانين الذين يبدعون في تأليف أغنية ما ويشعرون بتلك اللذة، ويعيشون طوال مسيرتهم الفنية على تلك النجاح الأوحد، ومع خوفهم في الفشل القادم تجد رصيدهم الفني ذلك الإنجاز فقط.
يجب أن تكون من هؤلاء الناجحين في دراستهم والذين يحققون الدرجات العالية في التحصيل الدراسي بتميز والبعد عن الدراسة الروتينية والتقليدية من دراسة وفهم وحفظ، بل يجب أن تطور لتصبح دراسة وفهم وتدقيق وبحث واستنتاج وتطوير وتقدم، هنا يكمُن تحقيق الإنجاز بشكل مختلف.
المصدر:
فيديو، مهارة تحقيق الإنجاز
اقرأ أيضاً
إدمان تصفح الإنترنت أضراره وفوائده
الخمول وعلاقته بمرض الاكتئاب والانتحار البطيء